شياطين الفاتيكان.. اتهام البابا فرنسيس بالتستر على جرائم جنسية
اتهمت صحيفة «يو إس توداى» الأمريكية، البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بالتستر على جرائم التحرش الجنسى التى يرتكبها أساقفة كاثوليك، وأبرزها جريمة تحرش الكاردينال ثيودور ماكاريك، بطفل قاصر، قبل ٥٠ عامًا، والتى تم إثباتها مؤخرًا، وتم عزل الكاردينال من منصبه بسببها.
وقالت الصحيفة إن البابا فرنسيس يصر على عدم الاعتراف بأن جرائم التحرش الجنسى متفشية فى الكنائس الكاثوليكية، والفاتيكان على وجه الخصوص، مشيرة إلى أنه اتهم الشيطان بالتسبب فى تلك الوقائع، وقال فى خطاب علق خلاله على الأزمة: «أشعر بخيبة أمل كبيرة، ويبدو أن المذنب والمتهم الحقيقى هو الشيطان، فهو يسكن داخل أجساد الأساقفة، ويكشف عن خطاياهم، لإزعاج الناس». وتابعت الصحيفة: «لعقود من الزمن، شارك أساقفة الفاتيكان فى التستر على جرائم جنسية ضد الأطفال، وهم لا يهتمون باستمرار هذا السلوك الإجرامى، فى سبيل الحفاظ على طهارة العلامة التجارية للكنيسة الكاثوليكية»، مؤكدة أن خوف الأساقفة من الفضيحة، ساعد على تكرار تلك الجرائم، فالمجرم يعلم أن قداسته بخير.
وأضافت: «الواقع يقول إن الدفاع عن العقيدة الكاثوليكية يتطلب الشجاعة للوقوف فى وجه الخطيئة، واتباع تعاليم المسيح، فبأفعالهم هذه لا يحافظون على إيمان المسيحيين، ولكنهم يحافظون على سمعتهم وأموالهم، وهى أمور تناقض الإيمان، وتضمن الفوز للشيطان».
وأكدت الصحيفة: «لا بد أن يفهم البابا فرنسيس أن الفضيحة الحقيقية هى تستره على تلك الجرائم، واتهامه للشيطان بأنه المتسبب فى حدوثها، وأن كشف جرائم هؤلاء الأساقفة هو السبيل الصحيح للإصلاح».
وذكرت الصحيفة أن قادة الكنيسة الكاثوليكية ينشغلون فقط بجمع المال، وضمان استمرار السلطة الدينية لقلعتهم، وفى سبيل ذلك ينسون دورهم الرئيسى، وهو المساعدة فى معرفة ومحبة وخدمة الله على الأرض، ولا يكتفون بهذا التقصير، بل ينضمون لصفوف المجرمين دون خوف من العقاب الإلهى أو الدنيوى.
كما انتقدت الصحيفة موقف جميع قادة الكنيسة الكاثوليكية فى العالم، تجاه جرائم الاعتداء الجنسى التى تم الكشف عنها، والذى جاء فاترًا، فى اشتراك واضح بجريمة التستر التى يرتكبها البابا فرنسيس بتصريحاته، للحفاظ على العلامة التجارية المقدسة.
وفى يوليو الماضى، أمر البابا فرنسيس، الأسقف المجرم ماكاريك، ٨٨ عامًا، بتقديم استقالته، وبألا يغادر بيته، وأن يُسخّر ما تبقى من حياته للصلاة والاستغفار، إلى أن تظهر نتائج المحاكمة الكنسية، فى حين أظهرت التحقيقات أن جريمة ماكاريك لم تكن الأولى أو الأخيرة، بعد التأكد من أنه كان يستخدم سريره الكنسى كمسرح لجرائم كثيرة تعدى خلالها على أطفال.
ووجهت الصحيفة رسالة للبابا: «الرد الوحيد المنتظر هو الشفافية، والتنظيف الكامل لبيت الفاتيكان، ويجب أن يعلم أى قيادى بالكنيسة أنه يمكن أن يرحل أو يُحاكم إنْ أجرم، كما تجب مراقبة الأوضاع المالية للأساقفة، الذين يعيشون حاليًا فى منازل بملايين الدولارات، وتتطلب هذه الأزمة أن تقترب الكنيسة الكاثوليكية من الله، فلو تُركت كنيسة المسيح بهذا الشكل، سيفوز الشيطان».
وتابعت الصحيفة: «ويجب البدء فى تحقيقات جادة تكشف الجرائم التى تحدث فى الكنيسة، لاقتلاع الفساد، وتجب إحالة هؤلاء الذين ارتكبوا أو ساعدوا أو حرضوا على ارتكاب الجرائم إلى المحاكمة، وأن يتلقى ضحايا هذه الجرائم الدعم والتعويض، بغض النظر عن قانون التقادم».
قبل بابا الفاتيكان استقالة مايكل جيه برانسفيلد، أسقف كنيسة ويلينج تشارلستون، بولاية ويست فيرجينيا الأمريكية، وذلك بحسب بيان صادر عن الفاتيكان.
من ناحية أخرى، قالت إيبارشية ويلينج تشارلستون، على موقعها الإلكترونى، إنه سيتم إجراء تحقيق مع الأسقف المتهم- ٧٥ عامًا- بشأن ما تردد عن تحرشه ببالغين.
وأفاد موقع «بيشوب أكونتابلتى» لرصد حالات التحرش الجنسى من جانب رجال الدين، بأنه تم اتهام «برانسفيلد» فى السابق بالتحرش بصبية فى أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات.
كان بابا الفاتيكان اجتمع بوفد من الأساقفة الأمريكيين، أمس الأول، بسبب الفضائح الجنسية والتستر عليها داخل الكنيسة الكاثوليكية. ويرى بعض الأساقفة أن فضيحة الاعتداء الجنسى فى الكنيسة الكاثوليكية، كانت كارثية لدرجة أنها بلغت حجم وشدة هجمات ١١ سبتمبر.