رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصية البابا شنودة التى قتلت الأنبا أبيفانيوس

جريدة الدستور

-إشعياء يعترف: هكذا قتلنا رئيس الدير
-ضربات على الرأس تسببت فى وفاة الأنبا أبيفانيوس

فى تحقيقات النيابة فى ١٠ أغسطس ٢٠١٨، أفصح إشعياء المقارى عن قتل الأنبا أبيفانيوس. ‏
تحدث عن نفسه أولًا، فهو راهب فى دير الأنبا مقار منذ ٢٠٠٨، وترهبن فى عام ٢٠١٠ على يد قداسة البابا شنودة، وخدم معه ٣ سنوات وتعلّم منه كل شىء عن الرهبنة، وظل يعلم بوصيته، وهى: ‏هناك مشاكل كثيرة ولا تسمع لكلام أحد من كبار الرهبان. ‏
بعيدًا عما قاله إشعياء، حاصرنى خاطر بأن هذه الوصية التى كان البابا شنودة يقصد بها الخير، هى التى دفعت إشعياء وغيره إلى التمرد على رئيس الدير، وعدم السماع لكلامه واستباحة الخلاف معه، ‏وكان طبيعيًا أن يصل الخلاف وعدم الطاعة إلى القتل. ‏
كيف بدأت الخلافات، يحكى إشعياء عنها: على الرغم من أنى كنت ناجحًا فى عملى داخل الدير إلا أنه كانت هناك مشاكل كثيرة بدأت تظهر بينى وبين رئيس الدير «الأنبا أبيفانيوس»، ونشأت هذه ‏الخلافات منذ عام ٢٠١٣، وفى إحدى المرات كانت أمى مريضة وطلبت زيارتها فرفض ونهرنى بعنف.‏
يحاول إشعياء أن يقلل من أثر الخلافات، وكأنها كانت عادية، يقول عنها: علاقاتى بدأت تزيد مع المهندسين والتجار والأطباء، وكنت أقوم بعمل اجتماعات فى العمل أناقش فيها أمور الدين، وهذا لم يعجب ‏رئيس الدير، وكان كارهًا لى أنا تحديدًا منذ ٤ سنوات، وعشت أيامًا صعبة جدًا أنا وشباب كثير من سنى، وكان أقدمهم منى «فلتاؤس» لأنه كان طيبًا ودخل معى الرهبنة فى نفس العام، وهو الآخر تعرض ‏للظلم كثيرًا، ومع زيادة الضيوف الوافدة لى بدأت استقبلهم بالمضيفة اللى فى الدير لأن مساحتها أكبر، وهذا ما زاد المشاكل بينى وبين رئيس الدير، وكان الرهبان أصحاب المضايف يغلقون الباب فى ‏وجهى، لدرجة أنه فى العام الماضى ظل الأنبا أبيفانيوس على مدار ٣ أشهر يرانى فى الدير دون السلام علىّ، وهذا وضعنى فى ضغط نفسى، وذهبتُ إليه فى القلاية لسؤاله عن السبب فى تجاهلى، فكان ‏رده عنيفًا، قال لى: «إنت عارف اللى بتعمله ومجهزلك ملف جرائمك خارج الدير»، وبعد ذلك فوجئت بأنه تقدم بشكوى ضدى دون أدنى سبب لمجلس الأديرة، واتهمنى فيها بالاتجار فى الأراضى والآثار، ‏وأننى سرقت مخزن الجبنة والبيض، وأثبت التحقيق أنى برىء.‏
حاول إشعياء، كما يقول، أن يتصالح مع الأنبا أبيفانيوس، قال: رد عليا نفس الرد السابق، وقال لى كلمة غريبة: أنا بالنسبة لى مفيش حاجة ولكن الموضوع فى يد البابا تواضروس، والغريب أن قرار النقل ‏من الدير جاء بعدها بــ٣ أشهر وليس بعد التحقيق معى، وكان هناك ٥ رهبان كبار دائمو الشحن ضدى، ولم يكن يعلم رئيس الدير كيف كانت الناس بتحبنى فى الدير، لدرجة أنه كان راسم ١٣ راهبًا فى ‏عهده، ٩ منهم مضوا إنى أستمر فى الدير، وبعد العودة فى القرار ومساندة الرهبان الكبار لى أحس الأنبا أبيفانيوس بأننى كسرته أمام الجميع وزاد كرهه لى وحقده علىّ، خاصة بعد معرفة هذا الموضوع ‏فى الأديرة ووسائل الإعلام، وعقب ذلك ظل يتجاهلنى وحبسنى فى قلايتى ٤٠ يومًا، كما أصدر قرارًا بإيقاف مشروع الدواجن الذى كنت أشرف عليه، وكان يمارس نفس هذه الأفعال مع صديقى الراهب ‏فلتاؤس، وأجبره على ترك ١٢٠ فدان زيتون كان يزرعها، وأجلسه عامين دون عمل داخل الدير مما تسبب له فى العديد من الأمراض، منها الضغط والسكر، والمرض النفسى، وعندما اشتكى له جعله ‏يعمل فى حظيرة البهائم مما أدى إلى زيادة سوء حالته النفسية.‏
كيف قتل الراهبان الأنبا أبيفانيوس؟ ‏
يتحدث إشعياء عن ذلك يقول: قبل شهر من الواقعة وأثناء جلوسى مع فلتاؤس فى قلايتى اشتكينا لبعض الذل والمهانة وإهانة أبيفانيوس لنا دون سبب، وقررنا التخلص منه واتفقنا على أن نصلى من أجل ‏أن يخلصنا الله منه، واتفقنا على أن ننتظره فى المكان الذى يمر منه دائمًا وأن نضربه، وكنا عارفين أنه كان دائم الذهاب لصلاة قداس الأحد، ويمشى بطريق مختصر ودائمًا ما يكون بمفرده، أحضرنا ‏عصا حديدية ثقيلة ووضعناها فى مكان الواقعة، واتفقت مع فلتاؤس على التنفيذ وقتل رئيس الدير فجرًا. ‏
كان فلتاؤس متحمسًا للقتل ومحرضًا عليه، يقول إشعياء: وافق فلتاؤس واتفق معى على أن أقابله الساعة ٣ فجرًا بمنطقة القلايات، وكان دور فلتاؤس مراقبة الطريق فقط، وعندما تأكدتُ من خلو المكان ‏أخذتُ العصا الحديدية من المكان الذى سبق وخبأتها فيه، وضربت بها رئيس الدير ٣ ضربات متتالية على رأسه، وذلك بعد أن أتيت من الخلف وتسللت دون أن يرانى، فضربته أول ضربة من ظهره، وبعد ‏ذلك انحنى فضربته الضربه الثانية على رأسه فوقع على الأرض، وضربته الضربه الثالثة وأنا أقول له: موت وارتاح وريّح الجميع، وألقيتُ العصا فى نفس المكان. ‏
تمت الجريمة فيما يبدو بهدوء شديد، كانت مع سبق الإصرار والترصد، ولذلك انصرف القاتلان بهدوء شديد، قال إشعياء: ذهبتُ لقلايتى، وفى الصباح خرجتُ إلى الكنيسة حتى لا يشك فىّ أحد، وفلتاؤس ‏لم ينزل، ثم اكتشف الراهب جبرائيل إصابة رئيس الدير، وذهبت معه وأبديت حزنى أمام الموجودين لإبعاد الشبهة عنى.‏