رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف اصطاد رجال المباحث الجنائية ‏إشعياء وفلتاؤس؟ ‏

‏إشعياء وفلتاؤس
‏إشعياء وفلتاؤس

-المتهمان تعديا عليه بآلة صلبة على رأسه ولم يتركاه إلا بعد التأكد من قتله
-الراهبان حاولا قتل الأنبا أبيفانيوس مرتين قبل ارتكاب الحادث إلا أنهما فشلا
-البداية كانت وصول معلومات حول وجود خلافات بين الأنبا أبيفانيوس وإشعياء وفلتاؤس

كانت الساعة تقترب من الثالثة، على وجه التحديد كانت الثانية والنصف بعد ظهر يوم الأحد ١٢ أغسطس، اللواء خالد عبدالحميد، وكيل الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام، خارج غرفة ‏التحقيق فى نيابة استئناف الإسكندرية. ‏
دقائق وجلس أمام رئيس النيابة ليدلى بأقواله فى قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس. ‏
ملاحظة: خالد عبدالحميد هو الضابط الذى تحدث عنه الراهب إشعياء، وقال إنه هدده بتقديم المحادثات الجنسية التى على تليفونه المحمول إلى البطريرك، وإنه خاف من تجريده وطرده من الرهبنة، ‏فحاول الانتحار، وهو نفسه الذى قاد التحريات فى القضية. ‏
بدأ التحقيق معه. ‏
س: هل اشترك معك أحد فى إجراء التحريات؟ ‏
ج: أيوة.‏
س: ومن الذى اشترك معك فى إجراء تلك التحريات تحديدًا؟ ‏
ج: اللواء محمد هندى، مدير إدارة البحث الجنائى بالبحيرة. ‏
س: وما هى الفترة الزمنية التى استغرقتها فى إجراء تلك التحريات؟ ‏
ج: من تاريخ حدوث الواقعة فى ٢٩ يوليو ٢٠١٨، وحتى الانتهاء من محضر التحريات باستصدار إذن النيابة بضبط مرتكبى الواقعة. ‏
س: وما هى كيفية إجراء تلك التحريات؟ ‏
ج: تمت من خلال وضع خطة للبحث، وتشكيل فريق للبحث ضم ضباط إدارة البحث الجنائى وضباط المباحث بمركز شرطة وادى النطرون، وضباط المباحث بإدارة البحث الجنائى بالنوبارية، وتضمنت ‏تلك الخطة عدة بنود، كان من أهمها المعاينة الفنية لمسرح الحادث بدفع كافة الآثار الفنية المتخلفة عن الجريمة، والتى يستدل منها على تصور لوقوع لجريمة والأداة المستخدمة، وكذا إعادة مناقشة المبلغ ‏والراهب الذى اكتشف واقعة القتل، بهدف تحديد التوقيت الذى ارتكبت فيه الواقعة بصورة أكثر دقة، وجمع المعلومات وإجراء التحريات حول المجنى عليه بصفة عامة داخل الدير، شملت الوقوف على ‏كافة حياته الرهبانية، وحصر علاقاته وباقى الرهبان والعاملين بمشاريع الدير المختلة، وعما إذا كانت هناك خلافات بين المجنى عليه وآخرين داخل الدير قد ترقى لأن تكون سببًا لارتكاب الجريمة، وكذا ‏قمنا باستخدام التقنيات الحديثة فى عملية تتبع الاتصالات الخلوية بمنطقة الحادث، وبحث وتفريغ الكاميرات وتجنيد المصادر السرية من العاملين بداخل الدير للإمداد بالمعلومات التى تفيد فى كشف غموض ‏الحادث، وتم توزيع الأدوار لتنفيذ تلك الخطة بين كافة ضباط البحث على مختلف رتبهم لكشف غوض الواقعة. ‏
س: ومن هم أسماء المصادر التى اعتمدت عليها من داخل الدير حال إجراء تلك التحريات؟ ‏
ج: هم مجموعة من العاملين داخل الدير الذين تربطهم علاقة بالمتهمين والمجنى عليه، ولا أستطيع البوح بأسمائهم حفاظًا على سلامتهم. ‏
س: وهل من ثمة خلافات بين تلك المصادر وبين أطراف الواقعة؟ ‏
ج: أسفرت تحرياتى عن عدم وجود أى خلافات فى هذا الصدد.‏
س: وهل تعمل تلك المصادر نظير أجر؟ ‏
ج: لا، هى تعمل للصالح العام. ‏
س: وهل تأكدت من جدية المعلومات التى وردت إليك من تلك المصادر؟ ‏
ج: أيوة. ‏
س: وكيف وقفت على ذلك؟ ‏
ج: لأن المعلومات التى استقيتها من تلك المصادر السرية جاءت مؤكدة للنتائج التى توصلنا إليها من خلال تنفيذ باقى بنود الخطة الموضوعة للوصول وتحديد شخص الجانى فى الواقعة. ‏
س: وما الذى أسفرت عنه تحرياتك على وجه التحديد؟ ‏
ج: أسفرت التحريات عن وقوع الحادث داخل المنطقة المخصصة لسكن الرهبان، وهى منطقة غير مسموح التواجد بها سوى للرهبان فقط، وغير مزودة بأى كاميرات للمراقبة لتعارض ذلك مع حياة ‏الخلوة الرهبانية فى الدير، الأمر الذى يشير إلى أن مرتكبى الحادث من بين الرهبان المسموح لهم بالتردد على تلك المنطقة دون أى قيد أو شرط، هذا فضلًا عن أن تلك المنطقة محاطة بسور ارتفاعه ‏حولى اثنى عشر مترًا تقريبًا، بخلاف أسوار خارجية والتى تعد نطاقات أمنية لحدود الدير لباقى مشاريعه الزراعية والحيوانية والاقتصادية المختلفة. ‏
كما توصلت التحريات إلى أن المجنى عليه الأنبا أبيفانيوس، أسقف الدير، هو طبيب حاصل على بكالوريس الطب، التحق بالدير فى غضون شهر فبراير عام ١٩٨٤، ورسم راهبًا فى أبريل ١٩٨٤ باسم ‏الراهب أبيفانيوس المقارى، وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بالدير لتحدثه العديد من اللغات، وقد تم اختياره رئيسًا للدير عن طريق الانتخاب فى شهر مارس ٢٠١٣، وطوال خدمته كان ‏يتمتع بسمعة وسيرة طيبة، وكان يُضرب به المثل بين أقرانه فى التزامه بنذور الرهبنة داخل الدير متعبدًا وزاهدًا فى الحياة، فوهب حياته للصلاة الكنسية العميقة الطويلة، والتعبد بغير شغل أو عائق، وكان ‏حال حياته، كما قرر كافة المحيطين به، عاشقًا للسيد المسيح، ولسان حاله يقول «معك يا رب لا أريد شيئًا». ‏
وبتكثيف التحريات حول ما إذا كانت هناك خلافات بين الأسقف المجنى عليه وبين آخرين من المتواجدين بالدير، سواء من الرهبان أو العاملين العلمانيين، ظهر جليًا على السطح وجود خلافات ين المجنى ‏عليه وبين اثنين من الرهبان، الأول يدعى الراهب إشعياء المقارى والثانى يدعى الراهب فلتاؤس المقارى، وتلك الخلافات كانت بسبب عدم التزامهما بالأمور الحياتية والرهبانية داخل الدير، والتى تتمثل وفقًا ‏للشريعة المسيحية ونذور الرهبنة فى الفقر الاختيارى والطاعة الاختيارية، كما توصلت التحريات إلى سابق قيام المجنى عليه الأنبا أبيفانيوس بتحرير مذكرة ضد الراهب إشعياء المقارى، لارتكابه مخالفات ‏مالية ومسلكية، وتم رفعها لقداسة البابا تواضروس، وكان ذلك فى ١٤ فبراير ٢٠١٨، وعلى ضوء تلك المذكرة أصدر قداسة البابا قرارًا بنقل الراهب إشعياء المقارى من دير الأنبا مقار إلى دير الزيتونة ‏بمحافظة الإسماعيلية، مع متابعة سلوكه لمدة ثلاث سنوات، وفى حالة كسر السلوك الرهبانى مرة أخرى يتم طرده من الرهبنة. ‏
وعقب صدور القرار توسل إشعياء إلى المجنى للصفح عنه وإعطائه مهلة أخرى لإصلاح شأنه، وتوسط عدد من الرهبان زملاء الراهب إشعياء للعفو عنه بإعطائه مهلة أربعين يومًا، وقدموا التماسًا للبابا ‏للاستجابة لمطلبهم، وبالفعل قام المجنى عليه بإعطائه مهلة أربعين يومًا وشكل لجنة من بعض الرهبان لمتابعة مسلكه خلال الأربعين يومًا، وكان هؤلاء الرهبان هم الراهب زينون المقارى وشيشوى ‏المقارى وقزمان المقارى، وخلال تلك الفترة ظهرت للجنة مخالفات أخرى ضد إشعياء، تمثلت فى قيامه بالنصب والاحتيال فى عملية تجارة الأراضى الصحراوية، الأمر الذى استبان معه للمجنى عليه أن ‏الراهب أصبح لا يجدى معه النصح والإرشاد بعدما أصبح ناموس حياته اليومى يتعارض مع الرهبنة الديرية بصفة عامة. ‏
كما توصلت التحريات السرية إلى قيام الراهب فلتاؤس المقارى بارتكاب مخالفات تتعارض مع أسس ومبادئ الحياة داخل الدير، وكان على خلاف دائم مع المجنى عليه لمحاولته الاستقلال بنفسه واتخاذه ‏قرارات تتعارض مع الطاعة الواجب عليه أن يلتزم بها داخل الدير، وإزاء تصاعد حدة الخلافات مؤخرًا بين الأنبا أبيفانيوس وبين الراهبين إشعياء وفلتاؤس بسبب استمرار الأول فى ارتكاب المخالفات ‏المالية والمسلكية، وانتهاج الثانى لذات الأسلوب، واستشعارهما برصد رئيس الدير وتربصه لهما لتحديد تلك المخالفات على وجه الدقة واتخاذه إجراءات عقابية واعتزامه رفع مذكرة بذلك لاتخاذ الإجراءات ‏العقابية الكنسية المشددة ضدهما، ومن هنا اتفق الراهبان فيما بينهما على التخلص من المجنى عليه، فعقدا العزم وبيتا النية على إزهاق روحه قتلًا، مستغلين فى ذلك علمهما المسبق بكافة تحركاته داخل ‏الدير واعتياده الترجل خلال ساعة مبكرة من صباح الأحد من كل أسبوع بالممر الفاصل بين قلايته والكنيسة الأثرية بالدير لرئاسة قداس دينى بها، واختيارهما لذلك التوقيت لتنفيذ ما عقدا العزم وبيتا النية ‏عليه تحت ستار الظلام وضعف الإضاءة بالمنطقة، فضلًا عن عدم وجود كاميرات للمراقبة بتلك المنطقة. ‏
كما توصلت التحريات إلى أن الراهبين قد شرعا فى قتل المجنى عليه الأنبا أبيفانيوس مرتين قبل ارتكاب الحادث، إلا أن محاولتيهما باءتا بالفشل، لسبب خارج عن إرادتهما، وهو خروج المجنى عليه من ‏سكنه مبكرًا عما اعتاد عليه، وذلك فى المرة الأولى، وفى المرة الثانية عدم توجهه للكنيسة فى ذلك التوقيت. ‏
وقد أكدت التحريات أنه فى ٢٩ يوليو ٢٠١٨، وبعد أن أعد الراهبان أداة الجريمة كمنا للمجنى عليه حال خروجه من سكنه وأثناء سيره متوجهًا للكنيسة، فقاما بالتعدى عليه بآلة صلبة على رأسه، ولم ‏يتركاه إلا بعد التأكد من قتله وإزهاق روحه تمامًا، هذا وأثناء السير فى إجراءات البحث والتحرى حاول الراهب إشعياء الانتحار بتناول مبيد حشرى، إلا أنه تم إسعافه حال عرضه على مصلحة الطب ‏الشرعى بدمنهور. ‏
كما توصلت التحريات إلى أن الراهب فلتاؤس المقارى عندما استشعر الخطر يأتى نحوه بإجراء فريق البحث مزيدًا من التحريات وتحديد خط سيره لحظة بلحظة ليلة ووقت وقوع الحادث، حاول الانتحار ‏بقطع شرايين يده وإلقاء نفسه من أعلى أحد مبانى الدير، إلا أنه تم نقله للقاهرة للعلاج بمستشفى الأنجلو أمريكان. ‏
س: وما هى طبيعة علاقة المجنى عليه بكل من المتهمين إشعياء المقارى وفلتاؤس المقارى؟ ‏
ج: المجنى عليه كان أسقف ورئيس الدير، بينما المتهمان إشعياء وفلتاؤس راهبين ضمن رهبان الدير، وكان لهما تصرفات تخالف التعاليم الكنسية الخاصة بالرهبنة، وكان المجنى عليه على علم بتلك ‏التصرفات، الأمر الذى أدى إلى وجود خلافات بين المتهمين وبين المجنى عليه. ‏
س: ومتى نشبت تلك الخلافات بينهم؟ ‏
ج: المتهمان كانا دائمى الإتيان بالتصرفات المخالفة لتعاليم الرهبنة، والتى كانت معلومة لدى المجنى عليه منذ فترة طويلة، ولكن الخلافات بين المتهمين والمجنى عليه تصاعدت منذ ستة شهور سابقة على ‏قيامهما ارتكاب واقعة قتله. ‏
س: وما هى طبيعة تلك الخلافات؟ ‏
ج: هى خلافات مسلكية خاصة بالمتهمين، وهى قيام إشعياء بارتكاب وقائع نصب واحتيال فى تجارة وبيع الأراضى الصحراوية، وكذا استقباله العديد من الزوار داخل المضيفة الخاصة بالدير بالمخالفة ‏للتعليمات، وهو ما كان يقابله المجنى عليه بتعنيفه لنهيه عن ارتكاب تلك الأفعال، الأمر الذى حدا بالمجنى عليه لتقديم شكوى ضده لمجلس الأديرة، الذى صدر، بناء على التحقيق الذى أجراه، قرار من البابا ‏تواضروس بإبعاده عن الدير كعقوبة له، إلا أن المتهم حاول استرضاء المجنى عليه، والذى كان سمحًا معه، وتقدم بالتماس للبابا موقع من عدد من الرهبان بالدير لإرجاء تنفيذ القرار، وبالفعل تم إعطاؤه ‏مهلة لإصلاح سلوكه، إلا أنه لم يمتثل.‏
أما بالنسبة لفلتاؤس فكان يحاول الاستقلال بنفسه داخل الدير فى إدارة مشاريع خاصة، وسبق له أن أقام مذبحًا داخل الدير لكى يصلى فيه الرهبان والذى قام بتدشينه بجوار مزرعة الزيتون التى كان ‏يشرف على زراعتها، وكانت مساحتها ١٢٠ فدانًا داخل الدير، إلا أن المجنى عليه أمر بعدم الصلاة داخل المذبح لتوحيد الصلاة داخل مذبح واحد رئيسى بالدير، وهو المذبح الخاص بالكنيسة الرئيسية، فضلًا ‏عن سحب الـ١٢٠ فدانًا من المتهم بسبب سلوكه داخل الدير، وهو ما كان له أبلغ الأثر فى زيادة كراهية فلتاؤس للأنبا أبيفانيوس، لدرجة أن فلتاؤس ترك الحياة داخل القلاية الخاصة به بالدير بالمجمع ‏الخاص بالرهبان، وأقام بمفرده بقلاية خارجية تبعد عن مجمع القلايات بمسافة ٢ كيلو، نتيجة الحالة النفسية السيئة التى أصابته من تصرفات المجنى عليه قِبله. ‏
س: ومتى اتفق المتهمان تحديدًا على ارتكاب واقعة قتل المجنى عليه الأنبا أبيفانيوس؟ ‏
ج: هما اتخذا القرار قبل واقعة قتله بشهر. ‏
س: وما هو مضمون ذلك الاتفاق؟ ‏
ج: حال تواجدهما بالقلاية الخاصة بالمتهم إشعياء اتفقا على واقعة قتل المجنى عليه، نظرًا لعلمهما المسبق بتحركاته داخل الدير، ووجدا أن الوقت المناسب لتنفيذ ما عقدا العزم وبيتا النية عليه هو صبيحة ‏يوم الأحد، نظرًا لقيام المجنى عليه فى ذلك التوقيت بصفة أسبوعية بالمرور من مكان الواقعة، وأعدا لارتكاب الواقعة أداة عبارة عن عصا حديدية ثقيلة الوزن قاما بإخفائها وسط بعض الحشائش خلف ‏برجولة متاخمة للممر مكان ارتكاب الواقعة. ‏
س: وهل تضمن الاتفاق بين المتهمين إشعياء وفلتاؤس على تحديد دور كل منهما فى ارتكاب الواقعة؟ ‏
ج: أيوة.. اتفق المتهمان على أن يقوم إشعياء بالتعدى على المجنى عليه وقتله، وأن يقوم فلتاؤس بمراقبة مكان الواقعة للتأكد من خلوه من الرهبان أو أى شاهد للواقعة. ‏
س: وما هى الحالة النفسية للمتهمين عند اتفاقهما على ارتكاب الجريمة؟ ‏
ج: كانا فى هدوء وروية من أمرهما، ويظهر ذلك من اختيارهما لمكان وتوقيت ارتكابهما الواقعة وطريقة اختيارهما الأداة التى عزما على استخدامها فى قتل المجنى عليه، وكونها عبارة عن عصا ‏حديدية قاما بإخفائها داخل منطقة ارتكاب الواقعة خلف إحدى البرجولات المتاخمة للمكان الذى اعتاد المجنى عليه المرور منه. ‏
س: ما هى الإجراءات التى اتخذها المتهمان يوم ارتكاب الواقعة؟ ‏
ج: اتفق المتهمان على التواجد بمنطقة القلايات الكائن بها سكن المجنى عليه الأنبا أبيفانيوس قبل ارتكابهما الواقعة بوقت مناسب، وتأكدهما من وجود العصا الحديدية، وعقب تأكدهما من وجودها، كمن كل ‏منهما فى المكان الذى حدداه مسبقًا خلف البرجولات المتاخمة للممر مكان ارتكاب الواقعة فى انتظار خروج المجنى عليه من قلايته، وبالفعل خرج المجنى عليه فى التوقيت الذى اعتاد الخروج فيه ومر ‏بمكان الواقعة. ‏
س: ما هى الأفعال المادية التى ارتكبها المتهمان حال مرور المجنى عليه الأنبا أبيفانيوس بمكان الواقعة؟ ‏
ج: أسفرت التحريات عن أنه وعقب مرور المجنى عليه بالممر، قام فلتاؤس بمراقبة منطقة القلايات والتأكد من خلوها من المارة من الرهبان، تتبع إشعياء المقارى المجنى عليه على الممر حاملًا بيده ‏العصا الحديدية وباغت المجنى عليه بأن وجه له ثلاث ضربات متتالية على رأسه من الخلف قاصدًا قتله وإزهاق روحه، ولم يتركاه إلا بعد أن تيقنا من وفاته عقب أن سالت الدماء من رأسه. ‏
س: هل كان فى إمكان إشعياء موالاة الاعتداء على المجنى عليه؟ ‏
ج: أيوة هو كان فى إمكانه موالاة الاعتداء عليه، إلا أنه اكتفى بالضربات الثلاث التى وجهها له. ‏
س: وما التصرف الذى بدر من المتهمين عقب تنفيذ عملية القتل؟ ‏
ج: أسفرت لتحريات أنهما بعد ارتكابهما الواقعة انصرفا من مكان الواقع، حيث توجه إشعياء إلى قلايته ومكث بها فترة من الزمن، ثم نزل منها متوجهًا إلى المضيفة الخاصة بالدير لاستقبال بعض ‏الزوار فى محاولة منه لإبعاد نفسه عن مسرح الجريمة، ثم عاد مرة أخرى للكنيسة الخاصة بالدير، بينما قام فلتاؤس بالتوجه إلى قلايته والمكوث فيها وعدم مغادرتها فى ذلك اليوم.‏