انتفاضة برلمانية لمواجهة انقطاع المياه والكهرباء عن برج العرب
انتفض عدد من أعضاء مجلس النواب لمواجهة أزمة انقطاع المياه والكهرباء عن مدينة برج العرب بالإسكندرية منذ فترة طويلة، مطالبين مسئولي الحكومة بضرورة إيجاد حل فوري لهذه الأزمة في ظل تهديدها قلعة صناعية في مصر، وتصدير صورة سلبية عن البنية التحتية للاستثمار.
وقدم النواب طلبات إحاطة عاجلة لرئيس مجلس النواب موجهة لرئيس الحكومة ووزيري الصناعة والتنمية المحلية، حول الأزمة.
وتقدم الدكتور محمد فؤاد، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الوفد وعضو لجنة الخطة بمجلس النواب، بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التجارة والصناعة، ووزير التنمية المحلية، بشأن انقطاع المرافق عن المنطقة الصناعية فى برج العرب.
وقال فؤاد، في طلبه: "نحيطكم علمًا بما ورد إلينا من معلومات حول انقطاع المرافق بشكل شبه تام عن المنطقة الصناعية الكائنة بنطاق برج العرب، وتتمثل تلك المشكلة في أنه منذ ما يقرب من 4 أشهر حدث انقطاع تام للمياه والطاقة الكهربائية التي تغذي الشبكات الرئيسية للمصانع وخطوط الإنتاج الموجودة بالمنطقة".
وأضاف أنه بمخاطبة وزارة التجارة والصناعة للاستفسار عن الأسباب الأصيلة وراء اندلاع تلك الأزمة، أكدت الوزارة أنه بالتواصل مع الهيئات والشركات المختصة تبين أن تلك الانقطاعات تمت بشكل مؤقت نتيجة تعرض المنطقة لبعض الوقائع العابرة، وأن الأمور عادت إلى نصابها مرة أخرى، وأن أي طارئ يضرب المنطقة حاليًا هو أمر "خارج عن إرادة الجهات التنفيذية".
وأشار إلى أن ذلك الرد يؤدي إلى استمرار الوضع بالمنطقة الصناعية على ما هو عليه دون معالجة، ما يمس سلبًا ومباشرة بالاقتصاد والاستثمارات الداخلية التي تعتبر فرعًا رئيسًا من فروع الاقتصاد القومي المصري.
وطالب المسئولين بأن يؤدوا دورهم الوطني تجاه تلك الشريحة الصناعية العريضة، وحل تلك الأزمة بشكل فوري وعاجل.
فيما حذر المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، من استمرار انقطاع مياه الشرب عن المصانع والمشروعات والشركات داخل مدينة برج العرب، مطالبا الحكومة بسرعة التحرك لإنقاذ المشروعات الكبيرة ببرج العرب.
وقال "عامر"، فى طلب إحاطة قدمه للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة، إن هناك خسائر كبيرة يتكبدها أصحاب المشروعات الصناعية يوميا بسبب انقطاع المياه، مطالبا باستدعاء رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة لمجلس النواب، وعقد اجتماع عاجل وطارئ للجان الصناعة والشئون الاقتصادية والإسكان والقوى العاملة، لإيجاد حل جذرى لهذه الأزمة.
ووجه المهندس محمد فرج عامر حديثه للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق، قائلا "يا معالى رئيس الوزراء حرام عليك الصناع والناس والعمال فى مدينة برج العرب الصناعية، وهى قلعة من قلاع الصناعة العملاقة، بيوتها فى طريقها للخراب والدمار، وهناك رجال أعمال وصناعة داخل برج العرب يفكرون فى بيع مشروعاتهم الصناعية بسبب تدهور الخدمات داخل المدينة، وفى مقدمتها أزمة نقص مياه الشرب، فأرجوك أنقذ الصناعات ببرج العرب من الضياع ".
بينما طالبت النائبة هالة أبو السعد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين، الحكومة بتغيير طريقة عملها التي تتلخص في انتظار حدوث الأزمات وتفاقمها، ثم التحرك لحلها.
وأكدت، في بيان لها، أن هذا النهج هو السبب الرئيسي لما نحن عليه اليوم، فتدارك الأزمة منذ بدايتها والعمل عليها يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال ويخفف من حدة المعاناة.
ونوهت بأن انقطاع المياه عن المناطق الصناعية أمر غير مقبول يستدعي المحاسبة، وإنذار شديد اللهجة للحكومة علي أن البنية التحتية في طريقها للانهيار، وسينهار معها الإنتاج المحلي والاستثمار الأجنبي.
وتابعت أن أزمة العطش التي تضرب محافظة الجيزة حاليا، وجرى التحذير منها منذ أكثر من عامين دون إستجابة، وكان يمكن تداركها قبل تفاقمها، ولكن البيروقراطية تسيطر على التنفيذيين.
وأكدت أن مشروعات المياه والصرف تحتاج إلى نظرة شاملة متفحصة من المسئولين، والتحرك السريع قبل أن تلقى جميع المناطق الصناعية مصير المنطقة الصناعية الأولى ببرج العرب، وقبل أن تلقى محافظات الجمهورية مصير "محافظة العطش".
وقال المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن اللجنة في انتظار موافقة الدكتور علي عبد العال، رئيس المجلس، على طلب مقدم منها لعقد جلسات خلال فترة الإجازة البرلمانية لمناقشة عدد من القضايا المهمة.
وأشار السجيني، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن من ضمن القضايا الحرجة التي تتطلب مناقشة لحظية مع المسئولين، أزمة انقطاع المياه عن عدد من المناطق، أبرزها الجيزة ومدينة برج العرب بالإسكندرية، بجانب أزمة الصرف الصحي ومواجهة سرقة البلاعات.
ولفت إلى أن المياه والصرف الصحي من الحقوق الرئيسية للمواطن، ولا يجوز حرمانه منهما تحت أي حجة.
