رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس والإصرار على التجديد


السيسى يؤمن بأهمية وخطورة الخطاب الدينى فى تشكيل عقول الجماهير وتحريكهم

قال توفيق الحكيم: «لا خير فى فكرة لا يجعل منها الإنسان رداءه وكفنه، فيها يعيش وفيها يدفن». وهذه المقولة المهمة تنطبق على كل أصحاب الرؤى والمبدعين، ويمكننا أن نقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، من خلال إصراره على تجديد الخطاب الدينى هو رجل صاحب قضية.
فى جلسة «استراتيجية بناء الإنسان المصرى»، ضمن فعاليات مؤتمر الشباب الدورى السادس، وعن حتمية تجديد الخطاب الدينى قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، «لما تيجى تتكلم عن تجديد الخطاب الدينى، إنتم خايفين لنضيّع الدين، هو اللى إحنا فيه دا، فيه أكتر منه ضياع للدين».
«إن فهم الدين خلال السنوات الأخيرة، اعتمد على أن الحرب هى الأصل والاستثناء هو السلام، لما أمة يكون فكرها كله مبنى على الحرب، هى الحرب استثناء ولا أصل؟! الحرب استثناء، ولكن لما يكون الفكر لأمة ما خلال المائة سنة الأخيرة مبنى على أن الحرب فقط هى الأصل والاستثناء هو السلام، معقول فيه فهم دينى كده؟».
«إنتم خايفين من إصلاح الخطاب ليضيّع الدين، هو فيه ضياع أكتر من كده، هو الإلحاد اللى الشباب لجأت له لأنها اتهزت واتلخبطت من الحالة اللى إحنا فيها ده إيه؟!، إنتوا عاوزين أكتر من كده؟!، شبابنا قلقوا ومصدقوش إن الخالق العظيم ممكن يوافق على اللى بيحصل ده، إنتوا عاوزين تعملوا إصلاح لخطاب دينى، ولا خايفين لنضَيّع الدين؟ أنا قولت ده كتير».
ومن قبل أن تقوم السعودية وتونس بعمل تجديد للخطاب الدينى والرئيس السيسى بح صوته وهو ينادى بالتجديد، فالمتابع لحوارات الرئيس يجد أن السيسى فى حواراته التليفزيونية حتى قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية وبعد فوزه فى انتخابات الرئاسة، لا يكل ولا يمل من الدعوة لتجديد الخطاب الدينى، إيمانًا منه بأهمية وخطورة الخطاب الدينى فى تشكيل عقول الجماهير وتحريكهم.
وبات من الواضح أن الرئيس يكرر هذه الدعوة، مطالبًا بالتجديد بين الحين والآخر دون كلل أو ملل، لأنه أحس بأنه ليس من منصت ولا مجيب، بل إن هناك من يظن أن تجديد الخطاب الدينى بدعة بل هو عين الكفر!.
مع أن التجديد لا يعنى أبدًا تغيير النصوص والأصول العقائدية كما يروج البعض، وإنما يعنى تجديد التفسير بما يوائم المستجدات العلمية فى عصرنا من خلال التعمق فى فهم الظواهر الدينية انطلاقًا من أن الاجتهاد لا يتجاوز النص الدينى، إذ إنه لا بد من إعمال العقل فى فهم النص، والتأويل والتجديد فى التفسير، ليتناسب مع مستجدات العصر وحضارة القرن الحادى والعشرين، فمتى يلبى المعنيون بالأمر نداء الرئيس؟.