رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب البرتغالي خوسيه ساراماجو


أمضى يسوع أسبوعًا فى منزل مريم المجدلية، الوقت الكافى لنمو الجلد الجديد تحت قشور الجروح. بقى باب الباحة مغلقًا بإحكام. العديد من الرجال ساقتهم الشهوة أو الكبرياء المجروحة، طرقوا البوابة بصبر نافد، متناسين عمدًا العلامة التى تشير إليهم بأن يبتعدوا، كانوا تواقين لمعرفة ذلك الشخص الذى أمضى هنا وقتًا طويلًا، أما أحد المازحين فقد نادى من فوق الجدار: إما أن يكون غير كفء أو ليست لديه فكرة عما يجب فعله، فافتحى الباب يا مريم وسأريه كيف يقوم بها، وذهبت مريم المجدلية إلى الباحة لتحذره، كائنًا من تكون، ومهما تفاخرت فلقد انتهت أيام شجاعتك الجنسية فابتعد عن هنا، أيتها العاهرة الملعونة، هكذا أنت تخطئ لأنك لن تجد امرأة أكثر بركة منى أينما حللت. إما بسبب هذه الحادثة أو هكذا حكم القدر لم يأت أحد بعد ذلك لطرق البوابة، وأكثر الاحتمال أن أى رجل كان يعيش فى مجدلة أو يمر بها وقد سمع بلعنة مريم يود أن يتجنب المخاطرة بالإصابة باللعنة، إذ كان من المتعارف عليه عمومًا أن البغايا، وخصوصًا أولئك ممن لديهن المعرفة والتجربة، لسن فقط قادرات على إثارة الغرائز الجنسية لدى الرجل، بل أيضًا قادرات على تفريغ كبريائه وقتل كل رغبة لديه. وهكذا بقيت مريم مع يسوع بسلام لثمانية أيام، خلالها كانت الدروس التى تعطى والتى تؤخذ قد أصبحت خطابا واحدا يتضمن الحركات والاكتشافات والاندهاشات والتمتمات والاختراعات، كما هى قطع الموزائيك التى لا حتمية لها لو أخذت متفردة لكنها تغدو شيئا ذا قيمة كاملة عندما تجتمع وتوضع فى مكانها الملائم.