رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل حان موعد التخلى؟.. تحالفات قطر تدفع ترامب للانضمام لـ"الرباعى"

ترامب
ترامب

سيناريوهات جديدة تلقى بظلالها على مسار الأزمة القطرية التي دخلت عامها الثانى بعد أن أعلنت دول الرباعى العربي لمكافحة الإرهاب "مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين"، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة في الخامس من يونيو 2015، بسبب علاقتها مع إيران ودعمها للإرهاب.

ومنذ بداية الأزمة، عكفت واشنطن على ممارسة دور هو أقرب إلى الجانب القطري منه لدول الرباعي، داعية إلى ضرورة إنهاء الخلاف الناشب بين دول الخليج، الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى الدعوة لعقد قمة خليجية أمريكية مرتقبة في كامب ديفيد خلال سبتمبر المقبل، بعد أن تم تأجيلها منذ مايو الماضي.

وعلى الرغم من تفضيل واشنطن الوقوف في محل الدعوة لإنهاء الخلاف، إلا أن هذا الدور قد يشهد تغيرًا مفاجئًا قد يقلب ميزان القوى في هذه الأزمة، وفقًا لما ذكره موقع "ستراتفور" الأمريكي.

وفي تقرير له، أشار الموقع الاستخباراتي، إلى أن الولايات المتحدة ساعدت الدوحة بشكل كبير على مواجهة المقاطعة العربية لها، إلا أنه كلما طال أمد الأزمة، ازدادت فرص انزلاق قطر في علاقاتها مع الولايات المتحدة ودفع واشنطن للانضمام إلى الرباعي.

وأشار "ستراتفور"، إلى أن الدوحة ستواصل إقامة علاقات أوثق مع تركيا وإيران وروسيا والصين، مما يمكن هذه القوى من اكتساب المزيد من النفوذ على المنطقة التى تتمتع فيها بمصلحة حيوية.

وأكد التقرير الأمريكي، أن من بين القوى الخارجية المستفيدة وراء هذه الأزمة، تركيا وهي المستفيد الأكبر، حيث نحت أنقرة خلافاتها السابقة مع الدوحة جانبًا، وتدخلت سريعا لملء الدور الأمني، وأقامت قاعدة عسكرية دائمة.

وعلى الرغم من أن تركيا عضو فى الناتو، إلا أنها افتتحت القاعدة خارج إطار الميثاق، مما يمثل علامة فارقة لوضعها الأمني في المنطقة، كما ستساعد القاعدة، تركيا، على حماية قطر، وبالتالى تمكين أنقرة من وضع نفسها كمدافع عن الدول الخليجية الصغيرة.

ووفقًا للتقرير، كانت إيران هي المستفيد الثاني من هذا الخلاف الخليجى وحولته لصالحها، حيث بادرت طهران، بإرسال الإمدادات لقطر من المواد الأساسية والمنتجات الغذائية، واستغلت إيران دعمها لقطر بهدف التأثير على مكانة المملكة العربية السعودية في الخليج، كما ساهمت مساعدة طهران للدوحة، في الحفاظ على شراكتهما على حقول الغاز الطبيعي.

وإلى جانب القوى الإقليمية، لجأت قطر إلى القوى العالمية فى جهودها لتنويع خيارات سياستها الخارجية، حيث أقامت الدوحة علاقات دفاعية أقوى مع الصين، بعد أن اشترت نظام الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من طراز SY-400 في عام 2017، بينما ناشدت روسيا لشراء منظومة الصواريخ S-400.

وأكد التقرير الأمريكى، أن هدف قطر من هذه الصفقات العسكرية، ليس تحدى المملكة العربية السعودية، نظرًا لقلة عدد سكان قطر، ولكن من أجل إقامة علاقات جديدة مع موردى الدفاع الرئيسيين في حال غيّرت الولايات المتحدة موقفها من الأزمة.

وفي هذه الأثناء، سوف تشعر الصين وروسيا بالقلق من التقدم الذي حققته قطر، خوفًا من الإساءة إلى علاقاتها مع دول الرباعي، وبينما تعمل موسكو بشكل أوثق مع الرياض بشأن سياسة الطاقة، فإنها ستتجنب عقد صفقات علنية مع الدوحة، رغم أنه إذا استمرت الأزمة لفترة أطول، فقد تقوم روسيا في النهاية ببيع الأسلحة إلى قطر.

وأكد "ستراتفور"، أن العلاقات الخارجية الناشئة في الدوحة لا تتوافق مع واشنطن وقد تدفع الولايات المتحدة إلى التحرك سريعًا، إذا شعرت أن تحالفها مع قطر يتعرض للتهديد.

وعلى الرغم من أن العلاقات المتوترة بين قطر وإيران في الوقت الراهن، تثير قلقًا كبيرًا للحكومة الأمريكية، إلا أنه يمكن لواشنطن أن تحول انتباهها إلى علاقات الدوحة مع بكين، حيث تصبح الصين منافسًا أكثر مصداقية لأسبقية الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم.

ولفت التقرير الأمريكي، إلى أن تجديد رعاية الدوحة للإخوان المسلمين يمكن أن يحفز إدارة ترامب على إعادة النظر في موقفها من النزاع إلى جانب دول الرباعي العربي، مما يمنح القوى الإقليمية والعالمية الأخرى التي تقف إلى جانب دولة قطر - ومعظمها من خصوم الولايات المتحدة - المزيد من الفرص لزيادة نفوذها مع الدوحة.

وشدد التقرير، على أن تركيا وإيران والصين وروسيا لن تتمكن من تجاوز الولايات المتحدة في قطر، ولكنها يمكنها فقط أن تمضى وقتها وتنتظر أن ترتكب الدوحة خطأ من شأنه أن ينفر واشنطن أو أن تعيد الولايات المتحدة تقييم موقفها الاستراتيجي في المنطقة.