رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتع الجنسية عند تيار السلفية


كتب الإمام العلاَّمة جلال الدين السيوطى، صاحب «الإتقان فى علوم القرآن»، كتابا عن الجنس والأوضاع الجنسية، اسمه «نواضر الأيكِ فى معرفة النـ...» وفى هذا الكتاب شَرَح الكاتب كل الأوضاع الجنسية وطرقها ومقدماتها، ولم يستخدم التورية أو الإشارة فى ذكر الأعضاء الجنسية للرجل والمرأة، وكان صريحا كأعلى ما تكون الصراحة، حيث سمَّى الأشياء بمسمياتها المتداولة بين العامة والتى لا تزال متداولة بينهم إلى الآن.
للإمام السيوطى العديد من الكتب فى هذا النوع من المعرفة، منها «الإفصاح فى أسماء النكاح»، و«ضوء الصباح فى لغة النكاح»، و«نزهة العمر بين البيض والسود والسُمْر»، ثم مرت مئات السنين إلى أن وصلنا للعصر الحديث، حيث كتب الكاتب الراحل جلال كشك كتابه الأشهر «خواطر مسلم فى المسألة الجنسية»، ورغم أن جلال كشك استطاع أن يجتذب من خلال كتابات سابقة له معظم أبناء التيار السلفى، إلا أنه بكتابه هذا أثار ضجة دعت الأزهر إلى مصادرة الكتاب، إلى أن تم الإفراج عنه بحكم قضائى، المهم أن قطاع السلفيين رفض كتاب جلال كشك رفضا تاما واعتبره زندقة، رغم أنه استند فى أطروحته إلى أسانيد من البخارى ومسلم وابن حنبل ومالك وغيرهم، ولكن أخطر ما كتبه جلال كشك فى كتابه هذا هو تأويله للعلاقات الجنسية فى الجنة، وأن قصور الجنة ستشهد استمتاع أهلها الذكور بالغلمان المخلدين، بما يعنى أن المثلية الجنسية سيكون لها نصيب فى جنات النعيم!.

ومنذ عشر سنوات كتب شيخ سلفى اسمه عبدالرءوف عون كتابا عن «ممارسة الجنس من الناحية الشرعية»، وإذا بهذا الكتاب ينفد من السوق فى خلال أربع وعشرين ساعة، فقد كان الكاتب يشرح العلاقات الجنسية بين الزوجين وكيفية ممارسة العريس الجنس مع عروسه فى ليلة الدخلة، وكأنه يشرح لهما أحد أفلام «البورنو»، ورغم أن ما احتواه الكتاب يشبه تلك الكتب الصفراء التى كانت تباع على الأرصفة فى الخمسينيات والستينيات مثل «مذكرات إيفا» و«مغامرات ليلة الدخلة» و«كيف تستمتع بزوجتك من خلال عشرين وضع جنسى»، بل إن هذا الكتاب السلفى لصاحبه عبدالرءوف عون قد نقله بالحرف من تلك الكتب بعد أن أضاف إليه كلمة «إسلامية» ومع ذلك اعتبره الأزهر كتابا إسلاميا مفيدا للأزواج الجدد، وأعطى له إجازة وضعها المؤلف على غلاف الكتاب، وقبل الشيخ عبدالرءوف عون وكتابه الجنسى ظهر أن علماء التيار السلفى وأهل الحديث لديهم شغف كبير بالجنس والعلاقات الجنسية، وكأن الجنس هو الشىء الوحيد الذى يجب أن يعيش من أجله الرجل، وكان أئمة هذا التيار السلفى هم أكبر علامات على هذا الشبق، الذى سيطر عليهم جميعًا، فأخرج لنا الشيخ السلفى أبوإسحاق الحوينى عشرات الخطب والدروس، التى يتحدث فيها عن المرأة وعن فائدتها الوحيدة فى الدنيا، والتى تتمثل فى أنها متعة الرجل فى الفراش! وفى دروسه ظهر عداء الحوينى المستحكم للمرأة إذا فكرت أو تعلمت العلم أو أصبحت امرأة عاملة، فى كل هذه الأحوال هى امرأة كريهة، ولكنها إذا وجهت جهودها لإمتاع الرجل فى الفراش فهى «المرأة المُبهجة»، وفى العديد من دروسه كان يكرر أكثر من مرة أن الله خلق المرأة ليفترشها الرجل.
وعلى نفس الوتيرة تسير دروس الشيخ ياسر برهامى، الذى فاق كل التصورات، وخالف الفطرة السليمة، عندما أباح للرجل المسلم أن يتزوج من امرأة كتابية، ثم نهاه عن أن يحبها، ولكن كيف يمارس معها الجنس إذا كان لا يحبها؟! هكذا سأله أحد مريديه، فقال له برهامى: اغتصبها يا أخى، افعل مثلما يفعل المغتصب، هل من الضرورة أن يحب المُغتصب من اغتصبها، إنه يقضى شهوته فقط، فافعل ذلك، وبذلك تحول الجنس عند الشيخ السلفى برهامى إلى مجرد تفريغ للشهوة، ولا علاقة له بالحب أو المشاعر الإنسانية، هو أمرٌ أقرب ما يكون إلى الحيوانية، رغم أن كثيرًا من الحيوانات تعرف الأُلفة والأليف والأليفة، ولا يمارس الذكر الجنس إلا مع أليفته، ولأن النظرة الشهوانية هى التى تتحكم فيهم، لذلك تجد واحدًا منهم هو الشيخ محمد حسين يعقوب قد تزوج إلى الآن من اثنتين وعشرين امرأة، حيث يستبقى معه دائما ثلاث زوجات ثم يتزوج رابعة وبعد فترة يطلقها ويتزوج بغيرها وهكذا بلا انتهاء، ولكن الأمر اختلف مع بعض القيادات السلفية فى حزب النور، فليس بالضرورة عندهم أن يكون هناك زواج، بل من الممكن أن يمارس الجنس مع أى امرأة تحت ستار عقد «المتعة»، وقد دخل «على ونيس» قيادى حزب النور السلفى إلى بوابة المتعة من خلال انفراده بفتاة فى سيارته يمارس معها الجنس، ثم كشف الله ستره وكانت فضيحة مدوية، خاصة أن الشيخ ونيس كان عضوًا فى برلمان الإخوان، ممثلا لحزب النور، وقد ترتب على هذه الواقعة أن صدر من محكمة الجنح حكم بحبس ونيس سنة مع إيقاف التنفيذ، وأكبر ما يدل على هوس هؤلاء المرضى بالجنس قصة «رضاع الكبير» وقد أفتى كل علماء التيار السلفى تقريبًا بأن رضاع الكبير ثابت بحديث لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف هؤلاء مدى الإساءة التى وجهوها لسيدنا محمد، صلوات الله عليه، بالافتراء عليه بمثل هذا الحديث، الذى يتنافى مع الفطرة الإنسانية، ولكن الأهم من هذا أن الحوينى الذى يعتبرونه عالما سلفيا كبيرا أفتى بأن إرضاع الكبير يجب أن يكون بالتقام الثدى، بأن يأخذ الكبير ثدى المرأة التى يريد أن تكون له أما فى الرضاعة ثم يمص حلمة ثديها خمس رضعات مشبعات، وهو ما يشبه أفلام البورنو الرخيصة، وإذا نظرت للدفاع المستميت من الحوينى لهذا الرضاع الشاذ الذى لا يصدر إلا من نفوس شاذة تجده متحمسًا له أشد ما يكون الحماس، مدافعًا عن أهمية التقام الثدى!، ثم تجد الطامة الكبرى فى ذلك الحديث المنسوب لأنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو حديث كاذب، رواه كاذب عن كاذب، وبانت سخافته وتفاهته، فأصبح من أشهر الأحاديث الموضوعة، ولو أقسم البخارى على صحته، وحلف الحوينى على دقته أخذا بما أكده الألبانى وما أكذبه، وهو أن أنس قال إن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يأتى زوجاته التسع فى يوم واحد بغسل واحد، وفى رواية أنه كان يطوف على زوجاته الإحدى عشرة فى ساعة فى اليوم الواحد، ثم يقول الكاذب، الذى ادعى هذه الرواية التافهة أن الصحابة سألت أنس: أكان يطيق ذلك؟ فكان يقول إنه أوتى قوة ثلاثين، ومن هذه الرواية التافهة يعيش كبار علماء السلفيين على الجنس.
هذه هى دنياهم وهذا هو دينهم، لا يعرفون من دنياهم إلا الطعام والجنس، ولا يتحدثون فى غرفهم المغلقة إلا عن النكات الجنسية الفجة، ولا يعرفون من دينهم إلا أن الحور العين بانتظارهم فى الجنة ليمارسوا معهن الجنس الذى يشاءون.