رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور تزور قلعة صناعة "الريفو" بعد توقف إنتاجه منذ 6 أشهر

جريدة الدستور

- نقص الخامات المستوردة وراء الأزمة.. وحقوق الملكية تمنع تصنيعه محليًا
- الحكومة تستهدف إنتاج مليون عبوة «ريفو» بنهاية يونيو ٢٠١٩
- ارتفاع تكاليف الإنتاج وراء زيادة أسعار «الريفو»


تستطيع أن تقول إنه العلاج الأشهر بين المصريين ومن ثم كان اختفاؤه صدمة لكثيرين اعتادوا تناول «القرص الأخضر» مع «كوب شاى» للتخلص من الصداع.
منذ يناير الماضى والمسكن شبه مختفٍ بسبب عدم توافر المادة الخام المستخدمة فى تصنيعه، هذا إلى جانب ارتفاع سعره ليصل إلى ٥ جنيهات للشريط بدلًا من ٧٥ قرشًا، فى السوق السوداء.
«وبعد ١٨٠ يومًا من اختفائه من الأسواق، تجرى «الدستور» زيارة ميدانية إلى «الشركة العربية للأدوية» إحدى الكيانات التابعة للشركة القابضة للأدوية، وقلعة صناعة «الريفو» لترصد آخر التطورات فى مسيرة العقار الشهير، بعد تواتر الأنباء عن نجاح الجهود الساعية لعودة إنتاجه وحل أزمة نقص المواد الخام الداخلة فى تركيبته.
«العربية للأدوية»: تلبية احتياجات السوق بالكامل خلال شهرين
داخل الشركة العربية للأدوية، قال الدكتور أسامة عبدالباسط، رئيس الشركة، إن السبب الرئيسى فى اختفاء «الريفو» من الأسواق يرجع إلى توقف إنتاجه، نظرًا لعدم توافر المادة الخام الداخلة فى صناعته، التى تستوردها شركة الجمهورية من الهند.
وأوضح أن «مصر لا تصنع الخامات الأساسية الداخلة فى تصنيع المسكن الشهير، نظرًا لأن مواده الكيميائية لا تنتج إلا فى عدة دول، من بينها ألمانيا وسويسرا والهند والصين، لكنها تستوردها عن طريق (شركة النصر للأدوية) التابعة لـ(الشركة القابضة للأدوية) برئاسة الدكتور أحمد حجازى».
وأضاف أن «شركات الدواء العالمية تحتفظ بأسرار صناعة وتركيب الخامات الأساسية الداخلة فى مستحضراتها، والتى يتكلف الوصول إليها عدة مليارات من الدولارات، لذا فإنها تتحكم فى عملية الإنتاج التى لا تتم إلا فى الدول التى تضم فروعًا لهذه الشركات».
وأشار إلى أن إنتاج المواد الخام المطلوبة لتصنيع «الريفو» يعد صعبًا للغاية، حيث يحتاج ٨ مراحل من التصنيع تتكلف عدة مليارات من الدولارات، وهو ما لا يتوافر فى الشركات المصرية، لذا تلجأ إلى استيراد هذه المواد الكيميائية الأساسية من الخارج لبدء تصنيع المراحل الأخيرة من المنتج الطبى.
وكشف «عبدالباسط»، عن أن الشركة تستهدف خلال الشهرين المقبلين إنتاج ٥٥٠ ألف علبة، بعد توريد ٣٦ طنًا من المادة الخام لـ«الريفو» من شركة «النصر»، وهو ما يفى بجميع احتياجات السوق المحلية، فى إطار التنسيق بين وزارة قطاع الأعمال العام، التى تتبعها الشركة ووزارة الصحة للقضاء تمامًا على أزمة نقص العقار.
وأضاف: «من المستهدف توريد ١٥٠ طنًا إضافية من خامات الريفو خلال العام المالى ٢٠١٨٢٠١٩، ما يكفى لإنتاج ٧٥٠ ألفًا إلى مليون علبة، ليشهد نوفمبر المقبل توافر مخزون استراتيجى آمن من الريفو فى الأسواق».
وتابع: «الشركة العربية للأدوية تدرس حاليًا التوسع فى إنتاج عائلة الريفو، كما تتواجد بقوة فى كل مناقصات وزارة الصحة ومنظومة التأمين الصحى الجديدة، وتدرس حاليًا زيادة رأسمالها عبر طرح حصة جديدة، منها فى البورصة أو تقسيم سعر أسهمها لتوفير التمويل الكافى لزيادة الإنتاج».
ولفت إلى التنسيق على أعلى مستوى، وتلقى دعمًا من وزارة قطاع الأعمال العام والشركة القابضة للأدوية من أجل تحريك أسعار الأدوية التى تنتجها الشركة، لمواجهة ارتفاع تكاليف الإنتاج، التى زادت بشكل كبير وتسببت فى زيادة الخسائر، ما يؤثر على استمرارها فى الأسواق.
واعتبر أن هذا الارتفاع فى تكاليف الإنتاج كان السبب الرئيسى فى ارتفاع سعر شريط «الريفو»، لذا فإن «الشركة ترغب حاليًا فى زيادة تعاونها مع القطاع الخاص وتوسيع مجالاتها الإنتاجية واستغلال مواردها البشرية وقدراتها التكنولوجية بشكل أفضل، وهو ما يساهم فى تخفيض أسعار الأدوية المطروحة للجمهور».
وأرجع السبب فى ارتفاع تكلفة الإنتاج إلى اضطرار الشركة رغم أنها حكومية وتنتج أدوية مدعومة للجمهور إلى تحمل تكاليف ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء والأجور وزيادة الضرائب والجمارك، وهو ما يؤثر بشكل كبير على خدماتها.
وأشار إلى أن «العربية للأدوية» تنتج أيضًا مجموعة من «الأيروسولات» المدعومة، وهى تلك المركبات الكيميائية المعروفة شعبيًا باسم البخاخات، وأنها تستهدف زيادة تصديرها للخارج، والتوسع فى الأسواق التى تصل حاليًا إلى ١٨ دولة إفريقية وعربية.
وأشار إلى أن سعر شريط الريفو في الصيدليات المصرية لتجارة الأدوية  150 قرشا، وسعر العلبة 30 جنيها وأن تحريك سعره منذ يناير الماضي من 75 قرشا إلى 150 قرشا بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج.
وقالت الدكتورة هبة عبدالكريم، مدير إدارة «الريفو» بالشركة العربية للأدوية، إن عمليات التصنيع تبدأ عبر تحليل المواد الخام المستوردة فى معمل أبحاث الرقابة التابع للشركة، قبل إضافتها إلى ماكينات الكبس لبدء التصنيع.
وأضافت أن «منتج الريفو يصدر فى ٣ أنواع، هى أقراص الـ٣٢٠ مج، و١٠٠ مج، والـ٧٥ مج، ليستخدم طبقًا للاحتياج»، مشيرة إلى أن الانتاج الحالى ١٨ ألف علبة «ريفو» على وجه السرعة لتعويض النقص فى الأسواق بعد أزمة توقف الإنتاج.



خطة لزيادة خطوط بخاخات الأزمات الصدرية.. ورفع سقف الإنتاج لـ23 مليون عبوة
حول المنتجات الأخرى التى تنتجها العربية للصناعات الدوائية، قالت الدكتورة ولاء سيد، مديرة قسم «الأيروسولات»، إن الشركة تتخصص أيضًا فى إنتاج البخاخات التى يستخدمها مرضى الأزمات الصدرية.
وكشفت عن أن الشركة تملك خطين لإنتاج هذه النوع من «الأيروسولات»، وأنها تستعد لتدشين خط ثالث، فى إطار خطتها لزيادة حجم الإنتاج إلى ٢٣ مليون عبوة.
وقالت الدكتورة أمل الطنطى، رئيس قطاع الإنتاج بالشركة، إن «العربية للأدوية» تستخدم أحدث وسائل التصنيع للوصول إلى المواصفات العالمية المطلوبة لهذا النوع من المنتجات الطبية.
وتابعت: «نراعى فى عملنا الالتزام بأعلى درجات الدقة والانضباط والالتزام بالقواعد المعمول بها فى مثل هذه الصناعات، والأمر يبدأ من غرفة تغيير الملابس الخاصة بالعاملين، ويستمر طوال مراحل الإنتاج، نظرًا لتأثير المواد التى نعمل بها على الصحة العامة والبيئة».
واستكملت: «ننتج عددًا من المنتجات الطبية المؤثرة على الصحة العامة لذا لا يمكننا التخلى عن المعايير العالمية فى عملنا، خاصة أننا نتنج الأيروسولات والبخاخات، التى تستخدم فى علاج الأزمات الصدرية».
وأشارت الدكتورة عزة السيد، رئيس قطاع تأكيد الجودة بالشركة، إلى أن «العربية للأدوية» تتسم بإنتاج عدة منتجات متميزة من الأدوية، أبرزها مسكن «الريفو» وبخاخات الصدر، وحاصلة على عدة شهادات جودة «أيزو»، نظرًا لالتزامها بالمواصفات والمعايير العالمية فى إنتاجها.
وأضافت أن «الشركة تولى اهتمامًا كبيرًا بتطوير مواردها البشرية للوصول إلى التميز وتنمية الإنتاج، وتدرب بعض طلبة الجامعات خلال أشهر الصيف لمدة ٣ أيام أسبوعيًا، لضمان تمرير الخبرات إلى الأجيال الجديدة».
وأرجعت الدكتورة نجوى رشدى، نائب رئيس قطاع الأبحاث والرقابة، تميز الإنتاج والدقة التى تتسم بها العملية الإنتاجية فى الشركة، إلى ما تملكه من خبرات بشرية ومعامل وأجهزة بحث وتحليل على أعلى جودة، نظرًا لكونها إحدى كبرى الشركات العاملة فى قطاع الصناعات الدوائية فى مصر.
وقالت إن «الشركة تملك أحدث المعدات والأجهزة الخاصة بالأبحاث والرقابة بما يتناسب مع المواد التى تنتجها، ويتوافر بها جهاز Next Generation Inpactor وتحليل قمم الثبات و٥ حضانات، وغيرها من المعامل المجهزة لضمان الجودة والتميز والتأكد من صحة النسب والمقادير المستخدمة فى إنتاج العقاقير والأيروسولات».
وأضافت: «منتجاتنا تخضع للتحليل والرقابة فى كل مراحل التصنيع لضمان الالتزام بأحدث المعايير والمواصفات العالمية المستخدمة فى قطاع الصناعات الدوائية».
الأمر نفسه أكده الدكتور أحمد سعيد، مدير معمل الرقابة الكيميائية بالشركة، بقوله: «نسعى دائمًا إلى التطوير والتميز عبر التعاون فى المجالات البحثية مع كبرى الشركات والجامعات العالمية المتخصصة فى مجال الأبحاث والتحاليل الطبية.
وأضاف: «لدينا معامل مسئولة عن تحليل قطاع الأشربة، وهو الذى يختص بالأدوية الخاصة بالكحة والحساسية، وكذلك المواد المستخدمة فى البخاخات أو الأيروسولات التى تنتجها الشركة».
من جهته، قال الدكتور سمير على، مدير إدارة الثبات، إن معامل الشركة تتابع المستحضرات الطبية قبل بدء الإنتاج وطوال مراحله حتى تضمن أعلى جودة ممكنة لموادها، كما تحرص على التأكد من جودة منتجاتها حتى آخر يوم فى تاريخ الصلاحية، لكون الأمر يتعلق بصحة المواطنين.