قصواء الخلالى تكتب: أن تتزوج كـ«معز مسعود» أو تتطلق كـ«مى سليم»
لا أعرف أحدًا منهما، وعلاقاتى ليست عظيمة بالوسط الفنى حتى أعرف ما يحدث من تفاصيل زيجة هنا وطلاق هناك، وعادة لا أحب الانشغال باجتماعيات الآخرين وشئونهم الخاصة الدقيقة مثل الارتباط العاطفى مثلًا، بل أتلقى المعلومة عادة كأى قارئ أو مشاهد لبرنامج يتحدث فى هذا الشأن، ثم أستخدم ذاك الكائن اللطيف المسمى ريموت التليفزيون لأدير القناة لوجهة أكثر فائدة ونفعًا لى، وأدعوا الآخرين لهذه الخطوات احترامًا للخصوصية وتكسبًا للوقت، ولكن لحظة، ماذا لو تحولت الزيجات إلى نموذج نفسى اجتماعى يسطح أعمق ما فينا ويسخفه، أو يعمق أتفه الأمور ويزلزل محيطها، فتأتينا توابع مجتمعية لا قِبَلَ لنا بها ولا طاقة على رأب صدعها.
هذا ما حدث، رجل يطلق آراءً دينية وتقديرات فقهية وتعليلات وتبريرات وتعليقات على شئون الحياة من منطلق دينى، ويستخدم كل مؤثراته الإنسانية ليبعدنا عن «خطوات الشيطان»، ويرشدنا إلى طريق الله، هذا الرجل الداعية «معز مسعود» تزوج من الفنانة شيرى عادى قبل فترة فى صمت أحترمه فلا داعى «للهيصة والزيطة»، وقد تطلق منذ فترة من سيدة أخرى فى هدوء، فربما أراد احترام مشاعرها أو مشاعر زوجته الجديدة أو آثر لنفسه تفاصيل حياته، فليس ذلك من قرارات الدولة التى تحتاج النشر فى جريدة الوقائع الرسمية، وفجأة وصلت المعلومة إلى الضوء وتسلط عليها المجهر لينطلق ماراثون المجتمع فى التضخيم والتتفيه والتحليل والتشويه وانقسمت الآراء فى توصيف الزيجة، وتجاهل الجميع معيار الخصوصية وتقديس الزواج، وأخذ الرجل يدافع عن زوجة اختارها لنفسه فقط ولم يشرك بها أحدًا من جمهوره.
وأخذ يحاسبه المجتمع على مكتسبات جمعها من الدعوة الدينية أو رواتب تلقاها أو أحكام أطلقها، وكأننا لم نكن ندرك أنه مجتهد وليس عالمًا، وهنا يأتى دائما الحق واضحًا مكاشفًا لنا بالحقيقة، نحن نعظم من نطلق عليهم رجال الدين إلى حد التقديس ونتناسى أنهم بشر مجتهدون، وأن الدين ليس حكرًا على أحد يطوعه كيف شاء، وأن التكسب من الدين كبضاعة رائجة كنا نحن جمهوره ومشتروه، وكان مدخلا لتطرف المجتمع، بعد كل ما وضح من حقائق حول دعاة اجتهدوا وصارحونا فعلا وقولا بأفعالهم، فهم يتزوجون سيدات متفحتات، ويذهبون فى رحلات، وينفقون على متع الحياة، ويدافعون عن قراراتهم حد الممات، فماذا نحن فاعلون؟!
هذا هو النموذج الأول المثير فى زيجات المجتمع، المغيرة والمؤثرة بل والصادمة للبعض، أما النموذج الآخر فهو طلاق الفنانة مى سليم من الفنان حديث العهد بالشهرة وليد فواز، فلم أعرف طريقًا للوصول إليه عدا أنه طلق السيدة مى سليم بفضيحة من العيار الثقيل، بعد مدة قصيرة قضاها معها، ولا يشغلنى فى الأمر إلا توصيفاته فى الطلاق ومسلكياته كرجل أفضت إليه وأفضى إليها، ثم خرج على الملأ واصفًا الطلاق وتفاصيله خطوة خطوة، ذامًا فى سيدة كانت زوجته وأغلق الله عليهما بابًا وسترًا ففضحه ذاك الرجل بكتاباته على مواقع التواصل الاجتماعى، وتوصيفاته لمدى سوء طليقته وأحاديثه مع الصحفيين سرًا وعلانية ليضمن أصواتًا لجانبه وكأنه يترشح للكونجرس الأمريكى، وأخذ يكيل أوصافًا لا تتسق وتلك المدة القصيرة، والتزمت طليقته الصمت، وكأن الأمر استفزه أكثر وكان يريد صراعًا مجتمعيًا، فأخذ يرفع من أرصدة الحديث فى مزاد علنى صنعه لنفسه على حساب سيدة مهما أخطأت فقد كانت زوجته يومًا ولو لأيام عدة، فكان نموذجا لزوج فضّاح عليل أنجاها الله من براثن عشرته، فلا تعلم ماذا كان قد يفعل من يفضح زوجة أو يشهر بها، وليس فى الأمر ما يشينها ففى النهاية كانت زوجة والخلاف وارد، ولكن الأمر يشينه فقد كان زوجًا والفضح هنا قاتل للمروءة فى كل دول وثقافات العالم.
وبين هذا وذاك، يقف المجتمع مصدومًا مشدوهًا بما يحدث وكأن الأمر جديد، ونسينا بأن كل من ارتفع قدرًا نحن من رفعناه، وكل من روج فكرًا نحن دعمناه، وكل من أشاع أمرًا نحن شجعناه، فكانوا هم المذنبين، وكنا نحن صناع الحدث رغم أن معظمنا لم يتزوج كـ«معز مسعود» ولم يتطلق كـ«مى سليم».