رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إنتصار للأفارقة والمسلمين".. العنصرية تلاحق المنتخب الفرنسي

المنتخب الفرنسي
المنتخب الفرنسي

حصد المنتخب الفرنسي، لقب بطولة كأس العالم بعد هزيمة الفريق الكرواتي 4-2 في نهائي مونديال 2018 بروسيا، للمرة الثانية بعد بطولة 1998 قبل 20 عاما.

ويضم الفريق الفرنسي سبعة لاعبين أفارقة ومسلمين بينهم: عادل رامي (من أصل مغربي)، وجبريل سيديبي (من أصل مالي)، وبنيامين مندي (من أصل سنغالي)، وبول بوجبا (من أصل غيني)، ونغولو كانتي ( من أصل مالي)، نبيل فكر (من أصل جزائري) وعثمان ديمبيلي (من أصل مالي)، حسبما أفاد موقع "ويسكونسين مسلم جورنال".

وتصدر بوجبا، عناوين الصحف عندما سافر إلى السعودية لأداء العمرة قبل انطلاق كأس العالم.

كان لتنوع الفريق ونجاحه أهمية خاصة بالنسبة للمهاجرين بسبب المشاعر المعادية لهم في فرنسا، لقد أثر ماضي الدولة الاستعماري على سياسة الهجرة والإيديولوجية لعقود، ولا سيما ضد الجذور الأفريقية، وجاء الانتصار الأخير للمنتخب ليكون انتصار لجميع المهاجرين.

المنتخب الفرنسي لديه أكثر من 15 لاعبًا جذورهم إفريقية، مما أثار حفيظة البعض واندهاش الآخرين وتساؤل وسائل الإعلام عن طبيعة الفوز الذي حققه المنتخب، هل حقًا فوز فرنسي أم فوز للمهاجرين والأفارقة؟

ومن ضمن المواقف التي أثارت جدلًا، كلمات المذيع تريفور نوح في برنامج "ذا ديلي شو"، الذي نسب نجاح المنتخب الفرنسي للأفارقة ووصفه بالفوز الإفريقي.

وقال بعد يوم واحد من فوز فرنسا على كرواتيا 4-2 في موسكو: "أتفهم ذلك... يجب أن يقولوا إنه الفريق الفرنسي، لكن انظر إلى هؤلاء الأشخاص. أنت لا تحصل على تلك الثمرة من خلال التسكع في جنوب فرنسا يا أصدقائي، إذا لم تفهم، فإن فرنسا هي الفريق الاحتياطي للأفارقة، بعد أن خرجت السنغال ونيجيريا بالضربة القاضية هذا هو السبب الذي يجعلنا نشجعه"، تعليقاته لم تمر مرور الكرام بل لاقت وابلًا من الانتقادات الذين شعروا بأن نكاته غير مبررة تمامًا وعنصرية.

أحد مستخدمي "تويتر" ادعى أنه من فرنسا كتب يقول: "98٪ من اللاعبين ولدوا في فرنسا، ولد لاعبين اثنين فقط في أفريقيا، ولكنهم جاءوا في سن الثانية، لذا نشأوا في فرنسا، هذه دعابة عنصرية إلى حد كبير، هل لأنهم سود تعتقد أنهم ليسوا فرنسيين، هم أعربوا عن حبهم لفرنسا، أنت تحرمهم من حقهم في أن يكونوا فرنسيين؟ هل هذا ما تريد أن تقدمه لجميع الأمريكيين الأفارقة أيضا؟".

وفي رسالة شديدة اللهجة انتشرت بشدة على الإنترنت، اتهم السفير الفرنسي في الولايات المتحدة الأمريكية جيرارد ارود، البرنامج بأنه يضفي الشرعية على الإيديولوجيات العنصرية وحرمان اللاعبين من فرنسيتهم، وجاء في الرسالة:"لقد سمعت كلماتك عن انتصار أفريقي، لا شيء يمكن أن يكون أقل حقيقة من ذلك.... بدعوتهم فريقًا أفريقيًا، يبدو أنك تنكر فرنسيتهم، هذا، حتى من باب الدعابة، يضفي الشرعية على الأيديولوجية التي تدعي أن بياض البشرة باعتباره التعريف الوحيد لكون الشخص فرنسيًا".

وفي مقال لها بجريدة "الجارديان" البريطانية، تقول الدكتورة ميريام فرانسوا، باحثة مشاركة في مركز الدراسات الإسلامية بجامعة سواس في لندن، أن تقرير صدرعن اللجنة الوطنية الفرنسية لحقوق الإنسان (CNCDH) أفاد بأن المسلمين لا يزالون ضمن أقل الأقليات قبولًا، حيث يمتد الرفض في كثير من الأحيان من الإسلام إلى جميع ممارسيها، قد يقود المسلمون الفرنسيون بلادهم إلى أكبر جائزة في الرياضة العالمية، لكن 44٪ من الفرنسيين يعتقدون أن الإسلام يشكل تهديدًا للهوية الفرنسية، حتى الصلوات تمثل مشكلة بالنسبة لـ 30٪ من الفرنسيين الذين يعتقدون أنهم غير متوافقين مع المجتمع الفرنسي، لا تحقق أقلية واحدة أكثر من 80٪ من "التسامح" في فرنسا اليوم.

في فرنسا اليوم، يقل احتمالية قبول المسلم الممارس لطقوس دينه في مقابلة وظيفية أربع مرات من نظيره الكاثوليكي، وفقًا للدراسة، ويواجه المسلمون تمييزًا أسوأ من التمييز بين الأميركيين الأفارقة في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن 19 لاعب من المنتخب الفرنسي الذي يضم 23 لاعبًا هم مهاجرون أو أطفال مهاجرين.