رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحرش إنجليزي.. صحفية "الجارديان" تكشف جحيم شوارع لندن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن ظاهرة التحرش الجنسى فى فصل الصيف، ليست مقتصرة على دول الشرق الأوسط فقط، وإنما تنتشر بشكل كبير فى شوارع المملكة المتحدة.
وقالت «بيم ادونيمى» محررة الجارديان: «فى الصيف وبينما النساء فى بريطانيا يرتدين الملابس الصيفية القصيرة الناعمة، ينتهز رجال فى لندن تلك الفرصة، ويضايقون النساء اللواتى يستمتعن بالصيف ويستلقين ليعرضن أجسادهن لأشعة الشمس».

تروى «بيم ادونيمى» بعض المضايقات التى تعرضت لها فى شوارع بريطانيا، قائلة: «فى يوم قال لى رجل فى الشارع بعد أن أعجبته ساقاى: «أنت تبدين رائعة، هل تستطيعين الطيران؟»، مضيفة: «لقد تحملت سنوات عديدة من التحرش فى الشارع، لكن هذه كانت معاكسة فريدة وكنت أرتدى ألوانًا زاهية».
وتابعت: «قال لى رجل آخر: عطرك جميل، فقلت له: مرحبًا بك فى الصيف»، مضيفة: «هذا الفصل تكون فيه الظروف أكثر ملاءمة للرجال الذين يحبون أن يكونوا مصدر إزعاج للنساء».
وأضافت محررة الجارديان: «لقد شاركت مع صديقاتى فى جلسات حوار حول تلك القضية، واستمعت إلى روايات عديدة فى ذلك الشأن، وكانت أصوات ضحكاتنا تتعالى كلما سمعنا سخافات الرجال، وطرق التغزل فى أجسادنا».
وأشارت إلى أن هناك طرقًا متعددة للتعامل مع تلك السخافات والتحرش اللفظى والجنسى فى الصيف؛ مضيفة: «نحن نرد بالطرق المنطقية، لكن أصبحنا نستعمل آليات مختلفة لتحجيم الرجال الذين يضايقوننا خلال السنوات الأخيرة، ووجدت نفسى أفضل أن أتفادى ممارسات الرجال الرخيصة فى الصيف عن طريق الكلاسيكية القديمة، مثل التشويش بوضع سماعات الرأس الخاصة بى، وهناك صديقة لى كانت تفضل أن ترد على الرجال، بقولها: حقًا؟، وأخرى تحب الضحك فى وجوههم، والنتائج تختلف بين جميع الطرق، وهذه هى الضريبة الحقيقية للصيف.
وقالت «بيم ادونيمى»: «لا يزال الصيف طويلًا، ولم ولن أتأثر أبدًا بعبء هذا الموسم، وفى الوقت الحالى، أشعر بالسعادة من الشعور بالشمس وهى تسلط أشعتها على ساقى، وأنا أجلس على أسطح المنازل والشرفات، والمجد لرحلات الشاطئ طوال اليوم، تلك هى الأوقات التى أشعر فيها بالانطلاق».
وأضافت: «الصيف ليس لمضايقات الشوارع بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الجسد وبالنسبة للكثيرات منا، نرى أن الخطر أكبر حين يتعلق شغف الرجال وجنونهم بأجسادنا، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف، وارتدائنا ملابس أكثر ملاءمة للتعامل مع الحرارة، حيث نسمح لجلدنا بالتنفس والاحتفال بهذا الموسم فى الأماكن العامة، وهذا يجعل الرجال يمارسون سخافاتهم والتحرش بنا، فى محاولة ذكورية للاستحواذ على أجساد النساء، لكننا لن نمكنهم من ذلك».
وتابعت أنها تجد نفسها فى الصيف، أكثر وعيًا بجسدها على غير المعتاد، حيث تفقد الخبرة فى التعامل مع الرجال الذين يوجهون سهام نظراتهم إلى صدرها أو إلى ساقيها أو إلى شىء آخر فى جسدها، أو حين يتطور الأمر للأخطر، حين يحاولون الحديث معها أو التلامس.
وأشارت المحررة إلى أنه فى عام ٢٠١٨، يفقد الرجال كل فضيلة قد تشعرهم بالخجل من أنفسهم حين يرتكبون حماقات ضد النساء، أو حين يلقون تعليقات جنسية عن أجساد النساء فى الشوارع، لافتة إلى أن المجتمع لم يتمكن من ترسيخ مفاهيم احترام الحريات أو الملابس أو النساء بشكل عام.
وأضافت «التحرش فى الشارع فى فصل الصيف يجعلنا مستهدفات طوال الوقت، وهذا يشعرنا بعدم الأمان، ويؤكد أن الخوف والقلق اللذين نعيشهما يوميًا، يجعلان استقلالنا الجسدى ومساحتنا الشخصية ليست مؤمنة بالشكل الكافى، وهى دائمًا معرضة للخطر الذكورى والتهديد الدائم الذى قد يتطور إلى درجة التعرض للاغتصاب، الذى بات يعرف بإرهاب الجسد».
وقالت «بيم ادونيمى»: «من الصعب أن نرى انتشار التحرش بالشوارع وفى كل مكان بالمجتمعين البريطانى والأمريكى، اللذين يعدان مجتمعين متقدمين، حيث لا تسلم النساء من التحرشات الصيفية، ولا يستمتعن بارتداء ملابس الصيف بحرية، وكذلك بالشمس والهواء، نحن نعيش فى زمان خطير، ويجب أن ننتبه إلى الطريقة التى تتعامل بها المرأة فى وسائل النقل العام، والشارع، والطريق إلى المنزل».