غادة عبدالرازق: بريئة من اتهامى بالقتل على طريقة "داعش" فى "ضد مجهول"
- قالت خلال استضافتها بـ«الدستور» إنها رفضت حمل السلاح فى كثير من مشاهد المسلسل
- والدة الطفلة زينة ضحية الاغتصاب ببورسعيد أبلغتنى أن العمل نجح فى تجسيد واقع الجريمة
- «عائلة الحاج متولى» و«سوق العصر» نقطتا تحول فى حياتى الفنية.. وأعتز بفيلم «عن العشق والهوى»
كشفت الفنانة غادة عبدالرازق عن تلقيها رسالة من والدة الطفلة «زينة»، ضحية الاغتصاب والقتل فى بورسعيد، بعد عرض مسلسل «ضد مجهول»، أكدت لها فيها أن المسلسل، الذى يحكى عن معاناة أم بعد اغتصاب ابنتها، نجح بالفعل فى تجسيد الواقع الأليم الذى عاشته.
وقالت «غادة»، خلال استضافتها فى «الدستور»، لتكريم نجاحها فى «ضد مجهول»، إنها رفضت حمل السلاح فى بعض مشاهد المسلسل، لافتة إلى أنها لا تهتم بالتصنيف العمرى للأعمال الفنية.
كما تحدثت «غادة» عن أحدث أعمالها السينمائية «حرب كرموز»، مؤكدة أنها توقعت أن يحقق العمل نجاحًا كبيرًا فور قراءتها السيناريو الخاص به، ورؤيتها لما تحمّله منتجه فى سبيل خروجه فى أفضل صورة.
■ فى البداية.. هل أعاد مسلسل «ضد مجهول» بريق غادة عبدالرازق؟
- أحاول كل عام أن أحافظ على بريقى، وهذا العام أثبت لى أننى أتحلى بجماهيرية كبيرة وعلى نطاق واسع، ومشاهدين يتحلون بالوعى، لذا حققت نجاحا لا بأس به.
■ هل يعنى ذلك أنك تبحثين بشكل دائم عن تصدر المنافسة الرمضانية؟
- لا أسعى لأن أكون رقم واحد، بل أريد فقط أن تصل رسالتى للجماهير، والجمهور هو من يحكم ويختار نجم الموسم، وهو من يحدد اسم من يستحق النجاح عن جدارة عبر نسب المشاهدة والإشادات على مواقع التواصل الاجتماعى، وهذه الأمور لا تتحدد بالأرقام فقط، لأنها لم تكن موجودة فى الماضى، بل ترصدها فى الشارع المصرى وشوارع الوطن العربى.
■ ما الصعوبات التى واجهتها أثناء تصوير «ضد مجهول»؟
- بعيدًا عن أحداث المسلسل الصعبة والمؤلمة، فأكثر الصعوبات التى واجهتنى أثناء التصوير هى حمل السلاح، لأنى كنت أرفض تمامًا أن أواجه «دنيا» التى تجسد دورها الفنانة حنان مطاوع بـ«المسدس»، وأعترض على هذا مع احترامى الشديد للمؤلف أيمن سلامة. فقد كان من الصعب أن أحمل السلاح وأضغط عليه لذا اكتفيت به فى مشهد واحد فقط، رغم أنهم كانوا يريدون منى أن أواجه «حنان»، وأقتلها خلال أحد المشاهد بـ«المسدس»، لكنى فضلت استبدال ذلك بالخنق، كما عانيت أيضا من صعوبات أثناء تصوير مشاهد الجرى.
■ كيف كانت مشاعرك أثناء تجسيد دور والدة الطفلة المغتصبة؟
- أنا أم، وهذا أصعب أمر مررت به أثناء تجسيدى هذه الشخصية، فمجرد تخيلى أن هذا الشعور يمكن أن يوجد فى الحقيقة كان يجعلنى أشعر بوجع، فكل ما فعلته شخصية «ندى» بالمسلسل مع ابنتها كان يعبر عن مشاعرى فى الواقع مع ابنتى «روتانا» لأنى أخاف عليها كثيرًا كأى أم، لذا فأثناء ذهابى للعمل كنت أتصل بها دائما للاطمئنان عليها، كما تفعل هى نفس الأمر الآن مع أبنائها، بسبب الوسواس الموجود بالفطرة داخل الأمهات والذى يجسد خوفهن على أبنائهن من أى سوء.
■ كيف رأيت الانتقادات التى وجهت للمسلسل؟
- أحزننى كثيرًا ترك بعض الأشخاص هدف المسلسل الواضح والمجهود المبذول فيه على مستوى التصوير والإخراج والكتابة، لينتقدوا مشهدا واحد فقط فى النهاية، واصفين فعل الأم بـ«القتل على طريقة داعش»، وهو ما أصابنى بالذهول والإحباط، وعدم الفهم لما يريده المنتقدون. وساعتها أدركت أن العمل لم ولن يصل إلا لمن يعانى من نفس المشكلة، وتأكدت من ذلك عندما تلقيت رسالة من والدة الطفلة «زينة»، التى قُتلت بنفس الطريقة البشعة فى بورسعيد، خاصة عندما أخبرتنى أن العمل أوجعها كثيرًا، لأنه جسد الواقع الأليم الذى عاشته بنفسها.
■ كثيرون علقوا على أدائك فى مشهد «الغُسل».. فكيف رأيت هذا المشهد؟
- هذا المشهد من أصعب المشاهد بالمسلسل وأعتز به كثيرا نظرا لما يحمله من معان كثيرة، لذا أصررت على الظهور به، والحقيقة أن المخرج طارق رفعت بحث كثيرا عن التفاصيل وحاول تجسيد حقيقة المشهد أثناء التصوير، رغم صعوبة ذلك، وهو ما جعله متميزا.
كما أننى عانيت كثيرا من شدة التأثر بهذا المشهد الصعب، وما يماثله من مشاهد بالمسلسل، حتى إننى أصبت فى الواقع بانسداد فى القناة الدمعية، وكان مقررا أن أجرى عملية جراحية بعينى، لكنى شفيت بحمد الله بعد انتهاء العمل، والانتظام فى استخدام الأدوية.
■ كيف ترين مسألة التصنيف العمرى للأعمال الفنية؟
- بصراحة أنا لا أهتم بالتصنيف العمرى للأعمال الفنية، وفوجئت بتصنيف مسلسل «ضد مجهول» فوق فئة الـ١٦ عامًا، ولم أجد أى تفسير لهذا، وربما يرجع السبب إلى بعض المشاهد التى ظهر فيها سلاح أو عنف رغم أنه واقع يعيشه الأطفال يوميا، سواء تعرضوا له أو سمعوا عنه من خلال برامج التوك شو التى تعرض مثل هذه الحوادث.
■ البعض يرى أنك من أنصار تقديم الموضوعات الصادمة للمجتمع.. فما حقيقة ذلك؟
- هذا حقيقى، فأنا أرى أن المطلوب منى هو أن أصدم المجتمع بالأفكار التى أقدمها، حتى يتغير للأفضل، فالأعمال التى تكون على هوى المشاهد تجعل الفنان مثل الموظف الذى يبحث عن «لقمة العيش» فقط، لذا فأنا لا أقدم على تنفيذ أى فكرة بلا معنى أو هدف، وهو ما اعتدته منذ بدايتى، فالفن رسالة نريد أن نوصلها للناس بشتى الطرق، وفى زمن الفن الجميل كانت كل الأعمال حتى الكوميديا تحاول إثارة نقاش حول ما تقدمه من معنى ورسالة.
■ كيف تقيمين العمل مع المؤلف أيمن سلامة؟
- فى الحقيقة أنا أعتز بالعمل مع المؤلف العبقرى أيمن سلامة، فـ «ضد مجهول» ليس التعاون الأول بيننا، فقد سبق أن تعاونا معا فى مسلسلى «مع سبق الإصرار» و«حكاية حياة»، وحققنا نجاحا كبيرا، لذا اخترته هذا العام ليكتب مسلسل «ضد مجهول»، وهو ما حدث بالفعل وتسبب فى خروج المسلسل على أكمل وجه، وأيمن نجح فى فهم فكرتى، وما أريد طرحه بقضية المسلسل.
■ ما أهم الأعمال التى شاركت فيها ولم تحقق النجاح المتوقع لها؟
- مسلسل «السيدة الأولى» لم ينجح رغم قوة العمل، وتوافر عناصر السيناريو والتصوير والإخراج، كما أن المخرج محمد بكير فعل كل ما بوسعه لصناعة عمل متميز، بالإضافة إلى المجهود الكبير الذى بذله جميع صناع العمل، كما فوجئت أيضا بعدم نجاح دور «مشيرة» فى مسلسل «الكابوس»، وهو ما لم أتوقعه أبدا، خاصة أن المخرج إسلام خيرى لم يكن ينام طوال فترة التصوير، حتى يخرج العمل فى أحسن صورة، بالإضافة إلى قصته الواقعية التى تتكرر كثيرا فى مجتمعنا.
■ ما السبب فى عدم نجاح «السيدة الأولى» فى رأيك؟
- من وجهة نظرى، توقيت عرض المسلسل لم يكن فى محله، بسبب الظروف السياسية التى كانت تمر بها البلاد وقتها، فالجمهور ظل يحيا أجواء مسلسل «السيدة الأولى» فى الواقع لمدة أربع سنوات قبل عرض العمل، لذا لم يحقق المسلسل النجاح الذى يستحقه، نظرا لما اكتسبته مشاهده من ملل، بسبب ضغط الأحداث والأمور التى مر بها الناس خلال هذا الوقت.
■ هل تتدخل غادة عبدالرازق فى التصوير والسيناريو والمونتاج؟
- لا أتدخل إطلاقًا بالمعنى المعروف، بل أحاول أن أبدى رأيى فقط، لو لزم الأمر، حتى أضيف أى شىء، أو أغير بعض الأمور التى أجدها غير لائقة ولم تعجبنى بحكم خبرتى واهتمامى بسماع رأى جمهورى، فأنا أحاول دائما أن أبتعد عما انتقدونى فيه وحذرونى من تكراره، كما أفعل ما بوسعى لمناقشة القضايا التى يطرحها متابعىّ علىّ.
■ لماذا تتحملين ذلك؟
- لأن أى فنان واع يفهم جيدًا ما يحبه مشاهدوه وما يريدون أن يجسده، وما يحبون أن يبتعد عنه، حتى يتجنب فخ التكرار والملل، لذا فأنا آخذ الأمور بالشورى، لكنى لا أميل لفرض رأيى لمجرد أنى أريد ذلك، كما يتداول البعض عنى.
■ ما العمل الذى تعتبرينه نقطة تحول فى حياتك الفنية؟
- هناك عملان أعتبرهما نقطة فارقة فى مسيرتى الفنية، هما: «عائلة الحاج متولى» مع الفنان الراحل نور الشريف، و«سوق العصر» مع الفنان محمود ياسين، لأنهما ضما نخبة كبيرة من عمالقة الفن منحونى فرصة البطولة أمامهم رغم نجوميتهم الكبيرة، فنلت بذلك الشهرة من أوسع أبوابها وانطلقت بعدها إلى عالم النجومية، كما أنهم فتحوا الباب أمامى فى الدراما لحصد البطولة المطلقة وهو ما لم أجده فى السينما، التى تمنيت أن أحصل فيها على رصيد أكبر مما حققته.
■ هل يعنى ذلك أنك تفضلين أعمال البطولة الجماعية؟
- البطولة الجماعية هى الطريق الصحيح الذى يجب أن يسلكه الفنان، ودائما أتمنى المشاركة فى أى عمل يجمع عددا كبيرا من نجوم الصف الأول، فهناك أعمال نجحت بجدارة خلال الفترة الماضية سواء بالسينما أو الدراما بسبب وجود عدد كبير من النجوم الكبار فى عمل واحد، لذا فأنا أساند هذه الفكرة جدًا، وأعرض عادة على كبار النجوم التعاون معى، لكن بعضهم بدون ذكر أسماء يرفض ذلك، فى ظل تمسكهم بفكرة البطولة المطلقة.
■ ما الذى دفعك للموافقة على المشاركة فى فيلم أكشن مثل «حرب كرموز»؟
- إصرار المنتج محمد السبكى على التحدى، والعزيمة التى رأيتها فى عينيه سبب رئيسى فى الموافقة للمشاركة بـ«حرب كرموز»، وكنت على يقين تام أن هذا العمل بالتحديد سيكون نقطة فارقة فى تاريخ السينما المصرية، وأنا أكن له كل الحب والتقدير بالرغم من أننا تعاونا فى عمل واحد فقط.
عندما بدأنا التصوير وجدته صادقا فيما قاله لى عن تحمله تكاليف باهظة من أجل خروج العمل بصورة جيدة، وكأنه مصور فى «هوليوود»، لذا كنت متأكدة أن الفيلم سيحقق نجاحا كبيرا ويكتسح الإيرادات بشباك التذاكر.
■ هل سنراك قريبا نجمة لأفلام «الأكشن»؟
- أفكر جديًا فى هذا الموضوع رغم صعوبته، لأنى أريد تغيير جلدى من الدراما والغموض إلى «الأكشن»، وأجهز حاليًا لعمل من بطولتى يدور فى نطاق «الأكشن والإثارة»، وأتمنى التوفيق من الله، وأن ينال إعجاب المشاهدين فور طرحه لهم.
■ هل يعنى ذلك أنك لن تشاركى فى الموسم الرمضانى المقبل؟
- سآخذ قسطا من الراحة ولن أشارك فى الموسم الرمضانى للحفاظ على نجاح مسلسل «ضد مجهول»، كما أحضر مفاجأة لجمهورى قبل حلول رمضان المقبل لكنى أفضل عدم الإفصاح عنها حاليا، وأحب أن أنفى أيضا شائعة تجهيزى لعمل فنى يعرض فى عام ٢٠٢٠.
■ ما الشخصية التى تريدين تجسيدها؟
- أتمنى تجسيد شخصيتين تاريخيتين هما «شجرة الدر» و«حتشبسوت»، لقوة شخصيتيهما وإصرارهما على السيطرة والتسلط والقيادة، لكن هناك صعوبة قبل اتخاذ قرار تنفيذ أى منهما.
فمثلا جهزنا فى وقت ما لتصوير عمل عن «شجرة الدر» لكنه تأجل أكثر من مرة، بسبب حاجته للدقة وتوافر إمكانيات خاصة فى الكتابة والتصوير والديكورات والملابس، وحتى تفاصيل الوجه والماكياج، كما أتمنى أيضا تجسيد شخصية الفنانة الراحلة «كاميليا»، نظرا لما كانت تتمتع به من خفة ظل، وروح جميلة.
■ ما رأيك فى تقدم المخرج محمد فاضل باستقالته من لجنة الدراما؟
- كنت أعلم أنه سيستقيل لأنه مخرج من العيار الثقيل، فكيف لكتلة نار من الإبداع مثله أن تجلس على كرسى فقط؟، لذا لم أكن أتخيل أن يستمر الأمر، ولم أتعجب من استقالته.
■ مشوار غادة عبدالرازق الفنى ملىء بالإنجازات.. ماذا عن بدايته؟
- أعشق التمثيل منذ الطفولة، وكنت أتمنى أن أشارك فى أى عمل فنى لأنال الشهرة والنجومية، وبصراحة أحاطنى الكثير من الإحباطات فى البداية من شقيقتى وأمى، وظلتا تراهنان على فشلى، لذلك تحديتهما وتحديت نفسى لأكون نجمة مصر الأولى.
ما أكثر عمل سينمائى تعتزين به طوال مسيرتك السينمائية؟
- أحب فيلم «عن العشق والهوى» جدًا وأعتبره من أهم الأفلام التى قدمتها، وكذلك فيلم «دكان شحاتة» أيضًا، وأخيرًا فيلم «حرب كرموز»، لأنى قدمت فيه شخصية مختلفة ذات مشاعر مختلطة، فرغم سلوكها السيئ إلا أن بداخلها جانبًا إنسانيًا أثبتت به أن الظروف هى من جعلت منها هذه الشخصية السيئة والمنبوذة فى المجتمع.