رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ التيجانية بالسودان: الصوفية تصدت للمتطرفين فى إفريقيا

شيخ التيجانية
شيخ التيجانية

قال الشريف النذير أحمد، شيخ الطريقة التجانية نائب رئيس المجلس الصوفى الأعلى بدولة السودان، إن الطرق الصوفية فى السودان تلعب دورا محوريًا، من حيث نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة، والتصدى للكيانات الإرهابية المتطرفة التى ظهرت فى جميع أنحاء العالم خلال الآونة الأخيرة.

وأوضح "النذير" فى تصريحات لـ"الدستور" أن صوفية السودان لعبت دورًا كبيرا، فعلى المستوى الدينى يعد الصوفية هم أول من أدخلوا الإسلام إلى بلاد السودان ومعظم البلدان الإفريقية، وأقاموا الكثير من الكتاتيب والخلاوى الخاصة بتحفيظ القرآن، بالإضافة إلى بناء المساجد ودور العلم، وأصبح السودان إلى عهد قريب مائة فى المائة متصوفا، وفى العهد الحديث ظهرت التيارات الدينية الأخرى مثل الإخوان والسلفيين وغيرهم، ولكن وجودهم فى الشارع السودانى ضعيف، وما زال الشعب السودانى متمسك بالوسطية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وفى الفترة الحالية تقوم الصوفية بدور كبير فى محاربة التشدد والتطرف الذى تنشره الجماعات التكفيرية والسلفية بالسودان.

وأضاف "النذير" أن صوفية السودان ترفض العمل بالسياسة، لأنهم أهل عبادة وزهد، والعمل بالسياسة سيبعدهم عن مرضاة الله، كما أن الصوفية لا تسعى للسلطة ولا تنازع أحدا عليها، خصوصًا أن مشايخ التصوف القدامى، علمونا أن الملك هو بيد الله، يعطيه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء، ونحن ليس لنا علاقة بالسلطان، ونحن ننصح الحاكم، ولكن لا نسعى لأن نكون فى الحكم بدلًا منه، وننصحه فقط فى حالة مخالفة للشريعة، وإذا لم يستمع لذلك نضرب على يديه حتى يرجع عن هذا الأمر الخاطىء الذى يسعى إليه، كما أنه لا يليق على صاحب الطريقة أن يكون منافقا أو كذابا والسياسة تتطلب ذلك وعلى هذا لا تليق السياسة بالصوفية، كما أننا نطيع أولى الأمر لأن طاعتهم واجبة، كما أن مهمتنا الرئيسية الدعوة إلى الله ولا نبحث عن السلطة أو الحكم، ولكن هناك بعض أتباع الصوفية، يعملون بالسياسة، ولكن بصفتهم الشخصية وليس الصوفية.

وتابع "النذير" أن هناك الكثير من المنتمين للصوفية، وصلوا لأعلى المناصب العسكرية والدبلوماسية والحكومية، مثل محمد المهدى، قائد الثورة المهدية الصوفية، الذى حكم السودان فترة كبيرة خلال فترة الإنجليز، إذ حاربهم وقضى عليهم وكان معه الكثير من أبناء وأتباع الصوفية، ونشر الدين الإسلامى فى ربوع السودان، وأيضا كانت هناك الدولة السنارية والدرفوراية كلها كان يحكمها الصوفية فى السودان، وبعد ظهور الغزاة الجدد، ومجئ إسماعيل الأسهرى اختفت الصوفية من السلطة وظهر الإخوان المسلمون، الذى كانوا سببا رئيسيا فى تدهور الأحوال، إذ إنهم كذبوا على الشعب السودانى، وقالوا إنهم سيحكمون بالشريعة ولكن الحقيقة أن الفجور والعلمانية لم تظهر إلا فى عهد "الجماعة".

وأكد "النذير" أنه حدثت الكثير من الاختلافات خلال الفترة الأخيرة، بسبب محاولات البعض تشكيل حزب سياسى، إذ ظهرت جبهة يقودها بعض المتصوفة تنادى بإنشاء حزب سياسى، لحماية الصوفية من الجماعات السلفية التى لديها أحزاب سياسية مثل حزب الوسط السلفى، ولكن مشايخ الصوفية رفضوا ذلك الأمر وبالفعل تم إجماع الآراء على رفض العمل بالسياسة، والتراجع عن تشكيل الحزب الصوفى، خصوصًا أن الصوفيين أقوياء وليسوا ضعفاء ولا يحتاجون أحزابا.

وأشار "النذير" أن أكبر المشكلات التى تواجه صوفية السودان، هى انتشار الجماعات التكفيرية والسلفية المتشددة فى ربوع السودان، والسر فى الحرب الدائرة هناك بين الفصلين، تكمن فى العقيدة، إذ إنهم ينظرون إلينا على أننا كفار ومبتدعون، وهذا غير صحيح، كما أننا ننظر إليهم على أنهم مجسمة يجسمون الله تعالى، ويجعلون له رأسا ويدا وغير ذلك من الأمور التى لا تليق أن تقال على الله جل شأنه، وعلى ذلك يجب تصحيح عقيدتهم أولًا قبل أن نقبل الجلوس معهم، للنقاش أو الحوار، ونحن نقولها دائما لا نجلس مع السلفيين إلا بعد التخلى عن التشدد والتطرف الموجود فى عقليتهم الخبيثة، كما أننا ننظر إلى عقيدتهم على أنها "فاسدة".