رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توابع فضيحة المونديال: الجبلاية يرفض الاستقالة.. و"الشتائم" تلاحق البعثة

صلاح
صلاح

- اتصالات مكثفة لتأمين مقر اتحاد الكرة.. ومطالب باسترداد مكافآت التأهل
- 20 ألف دولار تسعيرة ظهور اللاعب فى برنامج تليفزيونى بعلم المسئولين


تواصلت ردود الفعل بعد الخروج المهين للمنتخب الوطنى لكرة القدم من بطولة كأس العالم المقامة حاليًا فى روسيا، التى تذيل فيها مجموعته الأولى بلا أى نقطة، بعد أن تعرض لـ٣ هزائم من أوروجواى وروسيا والسعودية.

وتعرض المنتخب الوطنى لخسارة قاسية بنتيجة ١-٢ أمام السعودية فى الوقت القاتل، ضمن مباريات الجولة الأخيرة للمجموعة، بعد السقوط أمام أوروجواى بهدف نظيف ووروسيا ١-٣ فى الجولتين الثانية والثانية، ليسجل بذلك ٣ مشاركات فى نهائيات كأس العالم دون تحقيق أى فوز على مدار تاريخه.

وصلت بعثة المنتخب، أمس الثلاثاء، إلى مطار القاهرة، على متن طائرة خاصة، وتخلف عن العائدين كل من محمد الننى وأحمد المحمدى ومحمود حسن «تريزيجيه» وأحمد حجازى وسام مرسى، الذين سيسافرون إلى مقر معسكرات فرقهم فى أوروبا.

ورغم حالة الغضب الجماهيرى، رفض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة فكرة تقديم استقالة جماعية بعد الخروج من البطولة، رغم أن «أبوريدة» رحب بالأمر فى البداية، وقال لزملائه فى فندق الإقامة قبل العودة للقاهرة: «إيه المشكلة لما نمشى علشان الناس تهدى؟».

وتمسك باقى أعضاء مجلس «الجبلاية»، وعلى رأسهم مجدى عبدالغنى، برفض تقديم الاستقالة، مشددين على عدم مسئوليتهم المباشرة عن أداء المنتخب، بعد توفير كل احتياجاته خلال الفترة الأخيرة، ووجه بعضهم انتقادات عنيفة لعدد من لاعبى «الفراعنة»، لانشغالهم بالتفاوض مع بعض الأندية، وفى مقدمتها بيراميدز «الأسيوطى سابقًا».

وأجرى مسئولو اتحاد الكرة اتصالات مكثفة بالقيادات الأمنية فى القاهرة عن طريق ثروت سويلم، مدير الاتحاد، لتأمين مبنى «الجبلاية» فى «الجزيرة» خوفًا من غضب الجماهير.

وتفاديًا لحالة الغضب الكبيرة التى انتابت الجمهور بعد مباراة السعودية، أمس الأول الإثنين، ومطالبتهم برحيل مجلس إدارة اتحاد الكرة بالكامل، اتفق أعضاء المجلس على تحميل الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى لـ«الفراعنة»، مسئولية ما حدث فى روسيا.
واعتبر أعضاء مجلس «الجبلاية» ما حدث مسئولية «كوبر»، كونه صاحب القرار الأول والأخير، فى تطبيق طريقته الدفاعية طوال مدة وجوده على رأس الجهاز الفنى لـ«الفراعنة».
وارتكب أعضاء «الجبلاية» كثيرًا من القرارات الخاطئة، بداية من أزمة مجدى عبدالغنى وتهديده بـ«فضح المستور» قبيل السفر إلى روسيا، مرورًا بأزمة التذاكر، التى حركت دعاوى قضائية وبلاغات للنائب العام ضد «الجبلاية» بشأنها، بعد تأكيد مشجعين مصريين فى روسيا حصولهم على تذاكر بمقابل مالى كبير من أحد مسئولى الاتحاد.
وتبادل أعضاء الاتحاد الاتهامات بعد الهجوم الشرس من الجماهير على بعثة المنتخب، فى الوقت الذى تلقوا فيه اتصالات هاتفية غاضبة من القاهرة، طالبت بضرورة توقيع عقوبات مالية على لاعبى المنتخب، واسترداد جميع المكافآت المالية الضخمة التى حصلوا عليها فى الشهور الأخيرة بعد التأهل لكأس العالم، إلا أنهم أكدوا صعوبة استرداد تلك الأموال.
وفيما يتعلق باللاعبين، علمت «الدستور»، أنهم أبرموا اتفاقًا سريًا مع إحدى القنوات الفضائية لتسجيل بعض الفيديوهات الخاصة بهم وعرضها فى أحد البرامج التليفزيونية بمقابل مادى كبير، بلغ ٢٠ ألف دولار لكل منهم، وذلك بعلم الجهاز الفنى ورعايته، بعد أن دارت المفاوضات بمعرفة بعض نجوم الفريق، الذين يرتبطون بعلاقة قوية بمقدم البرنامج.
وفشل أعضاء اتحاد الكرة فى مواجهة تلك الظاهرة التى دمرت الفريق فى المونديال، وعندما طالبهم البعض بالتصدى لها، ردوا: «مش قادرين عليهم»، فى إشارة إلى تعاظم نفوذ لاعبى المنتخب، الذين تصوروا أن التأهل لكأس العالم كان بفضل جهدهم فقط.
وجاء تسجيل اللاعبين لهذه الفيديوهات فى غرف إقاماتهم، متعارضًا مع حقوق الشركة الراعية للاتحاد، ما أثار كثيرًا من التساؤلات حول كيفية عدم السيطرة على اللاعبين إلى هذا الحد.
والقريب من معسكر المنتخب، يرصد وبكل سهولة اقتصار حديث واهتمام لاعبى «الفراعنة» على جمع الأموال وظهورهم على القنوات الفضائية والمشاركة فى إعلانات خلال الفترة المقبلة، واتفق بعضهم بالفعل مع بعض الشركات الكبرى على ذلك، لكن ثورة الجماهير الأخيرة ستحول دون تنفيذ هذه الاتفاقيات.
وشهدت الساعات الأخيرة للمنتخب فى روسيا، قبل وصول البعثة إلى القاهرة، تعرض لاعبى «الفراعنة» لسيل شتائم من الجماهير التى حضرت لقاء السعودية الأخير فى ملعب «فولجوجراد».
ووجهت هذه الجماهير وابلًا من السباب لبعض اللاعبين، ثم هاجمت الفريق كله بشكل جماعى بعد الخروج من الاستاد، ومنهم من انتظر أتوبيس الفريق فى فندق الإقامة لتوجيه نفس الشتائم، مطالبين إياهم باعتزال كرة القدم وعدم تمثيل المنتخب مرة أخرى.
وبمجرد دخول الفريق فندق الإقامة فى مدينة «فولجوجراد»، كان فى استقبالهم بعض أقاربهم وأصدقائهم، والتقطوا معهم بعض الصور التذكارية، فى مشهد سيئ يعكس عدم إحساسهم بأحزان الجماهير.
وظل عدد من لاعبى الفريق فى «لوبى» الفندق حتى وقت متأخر من الليل بصحبة بعض الأصدقاء، قبل ساعات من التحرك للمطار لاستقلال الطائرة الخاصة إلى القاهرة.
ودخل أتوبيس الفريق إلى مطار «فولجوجراد»، وسط حراسة أمنية مشددة تحسبًا لأى اشتباك مع الجماهير المصرية الموجودة فى المطار، التى اعترضت بشدة على انتظار اللاعبين فى صالة كبار الزوار.
أما ما أثير حول نشوب اشتباكات بين الجماهير واللاعبين على الطائرة فغير صحيح على الإطلاق، لأن لاعبى المنتخب استقلوا طائرة خاصة، ولم تتواجد الجماهير معهم عليها من الأساس.