رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متى تطالب خريجات الأزهر باعتلاء المنابر؟


كثيرًا ماكنت أتساءل: لماذا يبدو الدين الإسلامى وكأنه شأن ذكورى؟ فكل علماء الدين والدعاة من الذكور، وكل الفتاوى تصدر تحت تأثير هرمون التستوستيرون، وحتى عندما ظهرت الدكتورة سعاد صالح والدكتورة آمنة نصير والدكتور عبلة الكحلاوى، كان واضحًا أن صدور الدعاة من الذكور تضيق بهن. وتمت محاولات كثيرة فى الخفاء للتقليل من دورهن ومحاولاتهن الجادة للاجتهاد فى مسائل فقهية تخص النساء. بل كان هناك تعمد لتصديرهن كفقيهات أو مفتيات للنساء فقط، وكأن ما يخص المرأة أو الأسرة هو دوما شأن أقل من بقية شئون الحياة.
رغم أن الدين الإسلامى قام على أكتاف النساء، ولولا الدور الذى لعبته السيدة خديجة فى مساندة ومؤازرة الرسول لم تكن لتقوم للإسلام قائمة.
ولعبت السيدة عائشة الدور الأهم والأبرز فى حفظ السنة النبوية.
وعن طريق الانتساب للسيدة فاطمة الزهراء يمتد النسب الوحيد الباقى بالرسول (ص)، حتى الأزهر نفسه ألا يُنسب للزهراء عليها السلام؟
فأين النساء من الجامع الأزهر..؟
عندما اعتمد الأزهر ليكون المركز الرسمى لنشر الدين الإسلامى والعلم فى مصر والعالم الإسلامى. فى شهر رمضان سنة ٣٦١هـ٩٧٢م وانتظمت فيه حلقات الدروس، على يد القاضى أبوحنيفة بن محمد القيروانى، ولم يكن التدريس مقصورًا على علوم الدين واللغة والقراءات، بل كان هناك تدريس المنطق والفلك إلى جانب دراسة علوم أخرى. وكان التدريس مقصورًا على الذكور، عدا بعض الجلسات التى كان يسمح فيها للنساء بالحضور مقابل رسوم تدفعها النساء لشيخ الأزهر. ومع تطوير الأزهر وبدء تقسيم التعليم الأزهرى قبل الجامعى إلى مراحل أنشئ أول معهد أزهرى للفتيات فى المعادى عام ١٩٦٢.
وفى عام ١٩٦١ صدر قرار من الرئيس عبدالناصر بإنشاء كلية البنات للدراسات الإسلامية.
تضم جامعة الأزهر ٣٤ كلية علمية ونظرية و٤٥ كلية شرعية، بإجمالى ٧٩ كلية، منها ٤٧ كلية للبنين و٣٢ كلية للبنات. ومع حرص الجامعة على الفصل فى الدراسة بين البنات والبنين هو دليل على التوجه الفكرى الذى يتبناه القائمون على جامعة الأزهر الذى يرى الرجال والنساء آلات جنسية يجب فض الاشتباك بينها.
يلاحظ أن الدراسة فى الكليات التى تؤهل للفتوى والدعوة والاجتهاد فى الدين: مثل كلية أصول الدين والدعوة وكلية الشريعة والقانون هى كليات مقصورة على البنين. ألا يعكس هذا التخطيط رؤية الأزهر للمرأة حيث يرى أن البنات لا يستطعن التخصص فى هذه المجالات وبالتالى يجعل شرعية الفتوى والاجتهاد فى الدين والدعوة إليه «شأن رجالى خالص». فهل يخش الأزهر إن هو سمح للفتيات بدراسة الشريعة والدعوى والقانون.. أن تطالب الخريجات باعتلاء منابر المساجد، والجلوس فى حلقات الدرس بعد الصلاة أسوة بزملائهن؟.
على الأزهر أن يفكر كثيرًا.. فعجلة الأيام تدور سريعًا؟ والنائم سيأتى يوم ويستيقظ.