وكيل أوقاف جنوب سيناء يكشف العلامات الصحيحة لليلة القدر
قال الشيخ إسماعيل الراوى، وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء، إن ليلة القدر هي الليلة التي قال الله عنها: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، هذه الآية تدلنا على أهمية وفضل هذه الليلة؛ ففيها أنزل الله القرآن الذي هو كتاب الأمة إلى قيام الساعة، وهي ليلة تصافح الملائكة أهلها حتى تطلع الشمس، وهي من أعظم الليالي عند الله، فهي خير من ألف شهر ممّا لا قدر فيها، فطوبى لمن ظفر بهذه الليلة وأدّى حقّها، ففيها من الخير الكثير العميم.
وأوضح أن علامات ليلة القدر الصحيحة ثبتت ليلة القدر في السنّة النبوية، كما في القرآن الكريم، ومن أدلّتها في السنّة الحديث الشريف: "إن أمارةَ ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ساجية لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى يصبِحَ، وإنَ من أمارتَها أنَ الشَمس صبيحتَها تخرجُ مستويةً ليس لها شعاع مثل القمر ليلةَ البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ"، وعن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال لنا رَسُولُ الله "صبِيحةَ ليلةِ القدْرِ تَطلُعُ الشَّمسُ لا شُعاعَ لها؛ كأنَّها طِسْتٌ حتى تَرْتَفِعَ، وتطلع الشمس بلا وهج أو شعاع كما المعتاد".
ولخّص العلماء علامات ليلة القدر بما يأتي: هي ليلة فردية من إحدى ليالي العشر الأواخر في رمضان، وذلك لقول الرسول عليه السلام: "إنِي كنت أجاوِر هذه العشر ثمَ بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، ومن كان اعتكَف معي فليلبَث في معتكَفِه وقد أريت هذه اللَّيلةَ فأُنسيتُها فالتمِسوها في العَشْرِ الأواخرِ في كلِّ وِتْرٍ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين).
وتتميّز بأنّها ليلة معتدلة، فلا هي بليلة باردة ولا حارّة، وذلك لقول الرّسول عليه السّلام: "ليلة القدرِ ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة"، تطلع شمس صباح اليوم الذي يليها بيضاء باردة من دون شعاع، وذلك لحديث الرّسول عليه السّلام: "هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتُها أن تطلعَ الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شُعاعَ لها".
هي ليلة لا يُرى فيها نجمٌ، ولا تهبّ فيها رياح، ولا سحاب، ولا أمطار، كما ورد في الحديث الشريف: "ليلَةُ القَدْرِ لَيْلَة بَلْجَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، ولا يُرْمَى فيها بنَجْم، ومِنْ علامةِ يومِها تَطلُعُ الشمْسُ لا شُعاعَ لَهَا".
يشعر المسلم في هذه الليلة بالسّكينة وقد سكنت روحه، وبالطمأنينة في قلبه، وبالانشراح في صدره.
وتابع "الراوى" أنه في ليلة القدر تُصفّد الشياطين لتصبح ليلة روحانية خالصة، وكأن النّور ينبثق بين ثناياها، والمسك يتطاير فيها، كيف لا وفي هذه الليلة أنزل أعظم كتاب وفيها ملائكة ذاكرة لربنا في كلّ ركن، والمساجد تصدح بالذّكر والتّلاوة والتّسبيح، سبب تسمية ليلة القدر تعدّدت آراء العلماء حول سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، إلا أنّ الأغلب اتّفق على الآراء الخمسة الآتية: لأنّ الله تعالى اختصّ هذه الليلة بتقدير الأرزاق، فيُقدّر للسّنة المُقبلة رزقها وخيرها وعَمَلها، وما يكون فيها.
كلمة القدر مأخوذة لغويًا من الشّرف وعُلوّ المرتبة ورِفعة الشأن، فنقول: هذا الأمر ذو قدر، أي ذو شأن. لأنّ الأعمال تكتسب في هذه الليلة قدرًا عظيمًا ومرتبة رفيعة الشأن، وهو أمرٌ خاصّ فقط في هذه الليلة العظيمة، فهنيئًا لمن قامها وأحسن التعبّد فيها. قدّر الله تعالى في هذه الليلة أن ينزل فيها القرآن الكريم، فسُمّيت القدر لهذا الأمر. هي ليلة الفصل والحكم. التعبد في ليلة القدر ليلة القدر أجرها عند الله عظيم، وهي تقع في العشر الأواخر من رمضان في الليالي الفردية، لهذا فواجبنا أن نجتهد قدر المستطاع في العشر الأواخر خاصة في الليالي الفردية منها تحسُّبًَا بأن تكون إحداها هي ليلة القدر دون أن نلاحظ، لذا فمن المُستحبّ في هذه الليلة الإكثار من الصلاة والذكر والقرآن والتسبيح ودعاء: (اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعفو عني)، هذا الدعاء الذي كان يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم عائشة لتُكرّره في ليلة القدر، كما أنّها فرصة عظيمة لمن كانت له حاجة أن يذكرها ويرجو المولى عز وجل فوحده القريب الذي لا يرد من سألها.