"ورد النيل" يُهدد 300 فدان بالبوار فى سوهاج (صور)
تضررت قرى البلابيش بحري التابعة لمركز دار السلام بسوهاج، من انتشار كميات كبيرة لنبات ورد النيل بالترع والمصارف، الأمر الذي أدى إلى إعاقة عملية الري من خلال انسداد المساقي المائية، وترسبت بها الشوائب حتى باتت ملاذًا آمننًا ومأوى لتكاثر أنواع من الذباب والحشرات الضارة، وانبعثت منها الروائح الكريهة، إضافة إلى التهام ورد النيل كميات ضخمة من مياه الري، التي تؤثر بشكل مباشر على الأراضي الزراعية.
وفي الوقت الذي تكثف فيه الدولة جهودها بنشر التوعية للمزارعين لترشيد استخدام المياه، والقضاء على ظاهرة نبات ورد النيل وإدخاله في صناعات تعود على المجتمع بالنفع، فإنه ما زال يمثل تهديدًا لمستقبل الزراعة في مصر بسبب تقاعس مديري الإدارات بالقرى والمراكز عن القيام بواجباتهم.
رصدت "الدستور" استغاثات المزارعين وسكان قرى البلابيش من تفاقم مشكلة نبات ورد النيل الذي يكسو ترعة الثعلب الرئيسية إلى أن جفت مصارف الأراضي الزراعية تزامنًا مع بدء الموسم الصيفي.
ثروت رشدي، أحد المزارعين، قال: تقدمنا بالعديد من الشكاوى إلى إدارة الري بدار السلام، وطالبنا بتطهير ترعة الثعلب، لتوفير المياه لري حقولنا ولكن لم نجد استجابة حتى الآن، مشيرًا إلى أن آخر عملية تطهير للترعة فات عليها 7 أشهر تقريبًا، مطالبًا بسرعة التدخل من قِبل المسئولين لإنقاذ أراضيهم المهددة بالبور.
ولم يَسلم عبدالرحيم الراوي، أحد المزارعين، من خطر نبات ورد النيل ما دفعه إلى التحدث عن مأساته قائلًا: إن النبات يُغطي معظم الترعة بشكل متشابك حتى توقفت المياه عن السريان ولا نستطيع ري أراضينا بعدما غرزنا الحبوب أملًا في ري الأرض، مضيفًا أن ترعة الثعلب تخدم نحو 300 فدان.
كما أبدى العديد من السكان الذين يُقِمون بجوار الترعة غضبهم، بسبب ترسب الشوائب والحيوانات المتعفنة، تحدث عنهم لطفي مخلف أحد السكان قائلًا: أننا لا نستطيع النوم بمنازلنا نتيجة تلك الروائح المنبعثة من الترعة وانتشار الذباب والحشرات الضارة، مشيرًا إلى أنه يخشى على الأطفال من أن تصيبهم الأمراض.
وفى نفس السياق، قال المهندس محمد عمر مدير إدارة ري دار السلام، إن سبب الأزمة قيام بعض المزارعين بإلقاء مخلفات ورد النيل في الترعة بعد عملية تطهيرها من قِبل الإدارة، رغبةً منهم في عدم وجود مخلفات أمام غيطانهم، ما يترتب عليه نمو ورد النيل من جديد.