رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأقدار لا تناقش».. عن الصدفة التي قلبت حياة بعض مشاهير الفن

أحمد رمزي
أحمد رمزي

كثير من المشاهير دخلوا عالم التمثيل؛ لأن ملامحهم كانت سينمائية بالأساس، فكان المخرج أو المنتج عندما تقع عينه عليهم، يعلم تمامًا أن بداخلهم بطلًا سينمائيًا ينتظره مجد كبير، وقتها، كانت نظرة المخرجين في محلها، فبعد فترات وجيزة أصبح هؤلاء النجوم مشاهير و«جانات» عالم الفن.

«الدستور» تستعرض في تقريرها دور الصّدفة التي حوّلت البعض إلى مشاهير في عالم الفن.

◘ أحمد رمزي
الصدفة غيّرت حياة الطالب رمزي بيومي حين كان يلعب البلياردو بنادي ريفولي أعلى سينما ريفولي بشارع 26 يوليو وكان هناك بالصدفة المخرج والمنتج حلمي حليم، ولفت نظره اندماج رمزي في لعب البلياردو وأعجبه بروفايل وجهه وتكوينه الجسماني ووسامته وهو يفتح أزرار قميصه: "بقولك يا.."، فقال له أحمد رمزي اسمي رمزي.. أؤمرني، فرد عليه حليم: «شكلك وسيم.. تحب تشتغل في السيما؟، ولم يلتفت إليه رمزي واستمر في التركيز مع العصا، وقال بهدوء أعصاب.. ياريت، أوي أوي، وتابع: «معلش أصلي مغلوب وعاوز أعوّض».

استأذن حلمي وانصرف ونسى أحمد رمزي ما دار بينها وبعد حوالي شهر تقريبًا ذهب ريجيسير إلى نادي البلياردو ليسأل عن عنوان أحمد رمزي، لأنه كان مطلوبًا في استوديو مصر؛ للمشاركة في فيلم مع فاتن حمامة وعبدالحليم حافظ، فاتصل به تليفونيًا وأبلغه وجاء رمزي وذهب إلى الاستوديو، لكن توتر ما تملّكه وحدثت مشادة بينه وبين طاقم التصوير، فترك التصوير وخرج وذهب إليه المنتج حلمي حليم وعلى الزرقاني والفنانة زهرة العلا، لتهدئته وأقنعوه أن ما حدث طبيعي جدًا، ويحدث لأي ممثل في أول عمل له.

◘ عماد حمدي
كان يترّجم النصوص المسرحية لفرقة جورج أبيض، وعمل في استوديو مصر رئيسًا لقسم الحسابات، لكن فرصته في السينما جاءت مصدافة حينما كان في زيارة إلى مكتب صديقه الريجيسير المعروف قاسم وجدي، وتصادف وجود المخرج كامل التلمساني الذي تفحّص وجه عماد جيدًا، وفاجأه على الفور برغبته في أن يكون بطلًا لفيلمه القادم، وقَبِلَ عماد واعتبره نوع من المغامرة، لكن كامل التلمساني أصرّ على ترشيحه، وبالفعل قام ببطولة فيلم السوق السوداء، وفشل الفيلم فشلًا ذريعًا وتأثر عماد حمدي، لكن الذين تابعوا الفيلم أكدوا على موهبته، وكان صلاح أبوسيف الذي أسند إليه بطولة دايمًا في قلبي، وحقق الفيلم نجاحًا مذهلًا.

◘ السندريلا
كانت سعاد حسني عملت مع بابا شارو، لكن النقلة الحقيقية عندما رآها الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسي وقرّر أن يأخذها إلى عالم الفن، وكان مرتبطًا بعلاقة صداقة مع زوج والدتها، كانت وقتها تبلغ 15 عامًا فقط، وأصبحت مراهقة تنضج ملامحها بالبراءة، وعلى الفور قرر الخميسي أن يأخذها لعالم التمثيل، وبالفعل كان يعمل في مسرحية لشكسبير، فقرر أن يحضر لها مدرسًا ليعلمها فن الإلقاء، وكان يعلمها إبراهيم سعفان، الذي أصبح كوميديا كبيرًا فيما بعد، لكن توقفت المسرحية بشكل مفاجئ، وانشغل الخميسي بكتابة حسن ونعيمة للإذاعة، وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا، وتم الاتفاق على تحويل المسلسل لفيلم سينمائي وهنا أدرك الخميسي أنها فرصة سعاد، فقدمها إلى بركات وكان الخميسي قد درّبها على الشخصية، وفي البداية رفض بركات لكنه أذعن بعد ذلك لرأي الخميسي، وحقق الفيلم نجاحًا مذهلاً وفي ظرف عام واحد أصبحت سعاد حسني من نجمات السينما.

◘ شكري سرحان
كان شكري سرحان في دار الأوبرا يشاهد أحد العروض وإلى جواره صلاح ذهني، الصحفي بمجلة آخر ساعة، وتعرفا على بعضهما البعض وعرف أن سرحان يدرس بمعهد التمثيل، فدعاه صلاح ذهني لزيارته بمجلة آخر ساعة، ومعه صور شخصية، ونشر عنه تقريرا بعنوان فتى أول ينقصه منتج ومخرج، وقرأ المخرج حسين فوزي المقال، وضحك واتصل بالمحرر وكان يبحث عن وجه جديد ليقوم بدور البطولة أمام الممثلة الجديدة التي اكتشفها واسمها نعيمة عاكف، وكان الفيلم لهليبو ونجح شكري سرحان في الفيلم بقوة.

◘ رشدي أباظة
كان رشدي أباظة من عائلة أرستقراطية، وكان لديه شقة استأجرها في جاردن سيتي، حتى أن أخواله كانوا يحضرون له البدل المزركشة من إيطاليا، وحدث أن نزل أباظة بكلبه إلى التحرير بشارع شريف، ورأى ولدين يعاكسان فتاة حلوة، فكلمهم رشدي أباظة وقال لهم الكلام ده عيب، فرد عليه أحدهما: "وأنت مالك.. هىّ كانت أختك ولا تقربلك؟"، وقال له الشاب الآخر: "امشي ياض من هنا بدل ما نضربك"، فرد عليه رشدي أباظة: "تضربني أنا يا جربان؟"، فراح الولد لرشدي ودفعه في صدره فمسكه رشدي وأوقعه على الأرض، فأراد صاحبه التدخل فرماه رشدي فوق صاحبه، وضربهم ضربا مبرحًا، وازدحمت الشرفات التي تطل على الشارع بالناس وفضت المعركة، لكن ولحُسن حظ رشدي كانت المعركة أسفل استوديوهات الإذاعة، وكلهم كانوا في الشرفات يشاهدون رشدي، فنزل المخرج كمال بركات وبارك لرشدي شهامته وقال له: "تحب تمثل"؟ فقال رشدي: أيّوة، ومثل رشدي بالفعل في فيلم المليونيرة الفقيرة وقالت له فاتن حمامة: "أنت هتكون نجم كبير في يوم من الأيام"، وكانت نقطة التحول في حياة «ابن الذوات».

◘ مريم فخر الدين
كانت في السادسة عشرة من عمرها عندما ذهبت إلى المصور الشهير "واينبرج" في شارع قصر النيل، وأعجبته صورتها فقرر أن يقدم الصورة إلى مجلة إيماج التي تصدر بالفرنسية عن دار الهلال للمشاركة في مسابقة أجمل صورة، وكسبت الصورة المسابقة وتسابق الصحفيون لإجراء حوارات معها، وشاهد الفنان أنور وجدي المجلة فأرسل إلى دار الهلال يستعلم عن صاحبة الصورة، وأرسل وجدي إليها يسألها إن كانت تريد التمثيل؛ لأنه يريد أن تشاركه بطولة فيلم، لكن الأب طرد حامل الرسالة، ورأى المخرج أحمد بدرخان صورتها وكان يستعد لإخراج فيلم ليلة غرام، وحدث أن جلس مع منتج الفيلم وأطلعه على المجلة وقال له أريد هذه الفتاة، فقال له إنها ابنة صاحبي، واتصل المنتج عبده نصر بصديقه وأبلغه بأنه سيزوره وأقنعاه وبعد تردد وافق الأب، لكنه اشترط عدم وجود مشاهد عارية ووقفت مريم فخر الدين وعمرها 17 عامًا أمام الكاميرا وتقاضت أول أجر في حياتها ألف جنيه في حين كان راتب والدها المهندس 50 جنيهًا فقط.