رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما تحسبهاش مع ربنا


«مِنْ عَلامَةِ الاعْتِمادِ عَلى العَمَلِ نُقْصانُ الرجاءِ عِنْدَ وُجودِ الزَّللِ».. هذه هى الحكمة الأولى فى ترتيب الحكم العطائية، وسنبدأ بها رحلتنا فى رمضان مع «مرشد السالكين».
للحكمة هنا بُعد نفسى كبير، ورسالة لمن يحسبون كل شىء بالعقل والمنطق، فمن يفكر بالمنطق والحسابات والماديات يتعامل مع الله، عز وجل، كأنه يتعامل مع البشر، ويعتقد أن عمله الجاد هو منقذه ومخلِّصه حين يقع فى أى خطأ، رغم أن هذا لا يحدث فى بعض الأحيان، بل إن بعض الشركات العالمية لا تتهاون أو تتسامح مع أى خطأ يرتكبه المستخدمون، مهما كان فناؤهم فى العمل وكفاءتهم.
لكن الله، عز وجل، رحيم، وحسابه مختلف عن حسابات البشر؛ الله غفور رحيم معطٍ وهاب، وليس لرحمته حدود أو تخيل.
بالنسبة للألفاظ، نبدأ من كلمة «الرجاء»، وهى هنا مرادف الأمل فى الله، عز وجل، وتمنى العفو منه.
لماذا هذا الأمل مهم؟
يمكننا أن نجيب عن هذا السؤال من خلال ثلاثة تحليلات أجراها مؤلف غالوب، دكتور شاين جيه لوبيز، وزملاؤه، وأظهرت النتائج التى توصلوا إليها أن الأمل يؤدى إلى كل شىء، من أداء أفضل فى المدرسة إلى مزيد من النجاح فى مكان العمل، إلى مزيد من السعادة بشكل عام.
وهذا كلام منطقى للغاية، فوفقًا لما قاله لوبيز: «عندما نشعر بسعادة بالغة بشأن الخطوة التالية فإننا نستثمر أكثر فى حياتنا اليومية، ويمكننا أن نرى ما يتجاوز التحديات الحالية».
ولسوء الحظ، فإن نصفنا فقط يعلقون على الحياة آمالًا كبيرة، لكنه ولحسن الحظ، مع ذلك، يمكن تعلم الأمل، كما يشير شاين جيه فى الكتاب.
يشترك الناس الذين «يأملون» فى أربعة معتقدات أساسية، وفقا للوبيز، وهى: «المستقبل سيكون أفضل من الحاضر، لدىّ القدرة على تحقيق ذلك، هناك العديد من الطرق لأهدافى، ولا أحد منها خال من العقبات».
يشمل الأمل مجموعة من المشاعر، مثل الفرح والرعب والإثارة، ولكنها ليست فارغة، الأمل هو مزيج من رأسك وقلبك.
يكتب لوبيز ويصف الأمل بأنه «الوسط الذهبى بين النشوة والخوف. إنه شعور حيث يلتقى التعقل العقل، والحذر يجتمع مع العاطفة».
ويميز شاين جيه أيضًا الأمل عن المصطلحات الأخرى مثل التفاؤل، الذى هو موقف؛ إذ تعتقد أن مستقبلك سيكون أفضل من اليوم، فيما الأمل هو الإيمان بمستقبل أفضل والعمل على تحقيق ذلك.
إذن فالرجاء والأمل بالله له فعل السحر على الإنسان، فالإنسان الذى يرجو الله ويأمل فيه ولا يعتمد على عمله سيكون مرتاح البال واثقًا فى رحمته عند ارتكابه الذنوب.