رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القدس.. مدينة الصلاة والنزاعات الأبدية

جريدة الدستور

يثير قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، اليوم الاثنين، غضبًا عارمًا لدى الفلسطينيين، فلطالما كانت القدس صلب النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

والمدينة مقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود وتعد في قلب أحد أطول الصراعات في العالم.

وتضم مدينة القدس في بضع مئات من الأمتار بين جدران البلدة القديمة مواقع مقدسة لمليارات المؤمنين في العالم.

وللقدس مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين بسبب وجود الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين فيها.

ويعتبر اليهود حائط المبكى او الحائط الغربي "البراق"الواقع أسفل باحة حرم المسجد الاقصى، آخر بقايا المعبد اليهودي "الهيكل" الذي دمره الرومان في العام 70، وهو أقدس الأماكن لديهم.

وهناك أيضا كنيسة القيامة التي تعد من اقدس المواقع المسيحية واكثرها أهمية في العالم، وفيها ضريح يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وبني على الموقع الذي يعتقد أنه قبر المسيح، بحسب الانجيل.

ويقول اليهود أن القدس عاصمتهم التاريخية منذ 3000 عام، لأسباب دينية وسياسية، وبحسب روايات التراث اليهودي، فإن القدس بالإضافة إلى وجود الهيكل فيها الذي هدم مرتين، كانت عاصمة مملكة إسرائيل التاريخية التي حكمها الملك داود في القرن العاشر قبل المسيح، وبعدها لمملكة الحشمونيين اليهودية.

وبعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، كانت القدس الغربية عاصمتها بينما بقي الجزء الشرقي تحت سيطرة الأردن.

وبعد حرب الأيام الستة في العام 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وضمت إسرائيل القدس في عام 1980 وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة، فيما يعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة.

وبالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين، فإن القدس لها معنى قومي ووطني مستمر، وبالنسبة للفلسطينيين الذين يحلمون بالاستقلال فإن الدفاع عن القدس والأقصى هو ما يحشد صفوفهم.

ويعد الحرم القدسي أحد الأسباب الرئيسية للتوتر المستمر، ولا يزال لأسباب تاريخية يخضع لإشراف الأردن، ولكن تسيطر قوات الأمن الإسرائيلية على كافة مداخله.

ويضم الحرم القدسي المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة هناك.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى المسجد الأقصى وممارسة شعائر دينية والمجاهرة بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

وعززت هذه الزيارات مخاوف الفلسطينيين من قيام إسرائيل بتقسيم المسجد الأقصى بالزمان والمكان بين اليهود والفلسطينيين، في ساعات الصباح لليهود وباقي اليوم للفلسطينيين.

والوضع القائم الموروث من حرب 1967 يجيز للمسلمين الوصول إلى المسجد الأقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود دخوله في بعض الساعات، لكنه لا يجيز لهم الصلاة هناك.

وتكرر الحكومة الإسرائيلية دوما أنها ترغب بالابقاء على "الوضع القائم" في المسجد.

واندلعت الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000 بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون إلى باحة المسجد الاقصى.

وفي يوليو الماضي، شهد الموقع أسبوعين من الاحتجاجات العنيفة بعد أن ركبت إسرائيل آلات للكشف عن المعادن على مداخل الموقع.

وتراجعت السلطات الإسرائيلية عن هذا الإجراء بعد ذلك.