رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلاقة بين المطر والزلازل


فى مقال للبروفيسور جيلان فولجر وزملائها بقسم علوم الأرض بجامعة «درهام» بإنجلترا بمجلة (The Conversation) نشرته عبر موقعها بتاريخ ٢٤ فبراير ٢٠١٧، قالت فيه إن هناك علاقة بين نزول الأمطار والزلازل التى تحدث فى الأرض، واستندت إلى سجلات نزول المطر وحدوث الزلازل فى مناطق معينة بألمانيا عام ٢٠٠٢، وسويسرا فى عام ٢٠٠٥ لتؤكد وجود علاقة بينهما.
كانت هذه الدراسة تحاول أن تجيب عن تساؤلات العلماء والباحثين: «هل من المتوقع أن تحدث زلازل فى ولاية كاليفورنيا هذا العام بعد أن تعرضت كاليفورنيا لسيول كثيرة؟ وكانت كل توقعات العلماء تقول «نعم» بالتأكيد.. وبالفعل حدث زلزال فى كاليفورنيا فى سبتمبر ٢٠١٧، أى بعد ستة أشهر من كتابة المقال.
أيضًا، رصد عالم الجيولوجيا، سيباستيان هبنزل، البروفيسور بجامعة «بوتسدام» بألمانيا، وجود علاقة وطيدة بين نزول الأمطار وحدوث الزلازل بمناطق معينة فى ألمانيا وسويسرا وفرنسا.
كما أن البروفيسور الدكتور شيمون ودوينيسكى، الأستاذ المساعد بقسم الجيولوجيا بجامعة ميامى فى فلوريدا بالولايات المتحدة ربط أيضًا بين حدوث زلازل تخطت قوتها ٦ ريختر بتايوان وهايتى بنزول الأمطار بشدة فى المنطقة نفسها.
كان ذلك من خلال فحص تاريخ تايوان لمدة خمسين سنة سابقة، إذ أثبت بالدليل القاطع أن الزلزال الذى ضرب تايوان فى ١٩٩٩ وبلغت قوته ٧.٦ ريختر حدث بعد ٣ سنوات من السيول التى هطلت فى هذا البلد الآسيوى، ووصل ارتفاع ماء المطر فيها وقتها إلى مترين.
عالم الجيولوجيا جون راندل، البروفيسور بجامعة «كاليفورنيا يو سى دافيس» يوضح السبب، فيقول، إن «مياه الأمطار تتسرب إلى أحد الفوالق فى الأرض وتحدث ضغطًا بين الصخور بشكل كافٍ كى يحرك الصخور، ويحدث هزة فى الأرض فى صورة زلزال ممكن أن يكون محسوسًا لنا، أو غير محسوس كما هو فى الغالب ولا يزيد على ٢ ريختر».
ومن الواضح أن علاقة نزول المطر بحدوث الزلازل علاقة قائمة وموجودة فعلًا ويدرسها بالفعل علماء الجيولوجيا، كما أنها علاقة مرصودة ومسجلة فى سجلات هيئات الطقس وسجلات مراصد الزلازل.
والهزات الأرضية والزلازل ترتبط دومًا فى أذهاننا بالخراب والدمار وانهيار المبانى وموت الأشخاص، لكن على ما يبدو فإن هذه هى نظرتنا نحن المتواضعة.. لكن العلم له رأى آخر.
فقد قال الدكتور كليف كولين، خبير الزلازل الشهير بأستراليا فى تصريحات إلى موقع الإذاعة الأسترالية (ABC)، إن «حدوث الزلازل هذا مفيد جدًا للإنسان، ومهم جدًا للحياة على كوكب الأرض».
ليس هذا فقط، بل يقول أيضًا إن «الزلازل جزء من دورة حياة كوكب الأرض، وتدفع العناصر الأساسية التى يحتاج إليها الإنسان على كوكب الأرض فى الزراعة والصناعة من باطن الأرض لأعلى إلى سطح الأرض فيستفيد بها الإنسان فى الزراعة والصناعة».
كما أن الزلازل- وفق قوله- «تدفع البترول والزيوت من باطن الأرض لأعلى، فتسهل على الإنسان عمليات التعدين والحصول عليها والوصول لها بسهولة عن طريق الحفر البسيط فى الأرض، بدلًا من أن يغوص فى أعماق الأرض».
والبترول كما هو معلوم وقود الحياة لإنتاج الطاقة والتدفئة ولإنتاج المصانع ولقوام الحياة على الأرض، حتى إنه استخدم مصطلح (pushing up)، بمعنى دفع العناصر الأساسية للحياة من باطن الأرض لأعلى إلى سطح الأرض، ليسهل الوصول إليها والتنقيب عنها كى تستقيم الحياة على كوكب الأرض.
هناك علماء آخرون، مثل البروفيسور الدكتور شيمون ودوينيسكى، يربطون بين نزول الأمطار وحدوث الزلازل أو الهزات الأرضية، حتى إنه بات من الممكن أن يتوقعوا ميعاد حدوث الزلازل أو الهزات الأرضية من ميعاد نزول المطر.
وهناك علماء مثل الدكتور كليف كولين خبير الزلازل يربط بين حدوث الزلازل أو الهزات الأرضية واستقامة الحياة على كوكب الأرض، حتى إنه قال إن الهزات الأرضية جزء من دورة حياة كوكب الأرض.
ماذا لو أخبرتك أن القرآن الكريم جمع كل ما قاله هؤلاء العلماء وفى آية واحدة؟.. نعم.. يقول لنا إن نزول المطر يحدث هزات أرضية وإن الهزات الأرضية هذه تعطى حياة لكوكب الأرض، يقول تعالى: «وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج»، ويقول تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِى أَحْيَاهَا لَمُحْيِى الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ».
وهل تعرف ما معنى كلمة «ربت» هى ارتفاع الشىء لأعلى.. مثلما تقول ربوة أى مكان مرتفع، كلمة ربت تتماشى مع كلمة (state up) أى مع ما حدث للأرض، بمعنى عندما تضع كلمة «هامدة» أمام «ربت»، وكأنك تقول إنه لما نزل الماء على الأرض اهتزت وتحولت من (State Down) إلى (State Up) من حالة همود إلى حالة حياة.