رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجيم دوكان «2-2»

الأطياف المتعددة لعذابات الوزن الزائد



كثيرة هى أنواع الرجيم، فهناك رجيم الهرم الغذائى، ورجيم السعرات، ورجيم اللقيمات، والرجيم العسكرى، والرجيم الكيميائى بأنواعه المختلفة: فكل شىء يؤكل بمفرده يصلح ليكون رجيم تخسيس حتى الموز، والتمر. لكن المشكلة الأكبر هى أن هذا النقصان فى الوزن يكون على حساب الصحة العامة، فيترهل الجسم وتشحب البشرة ويتساقط الشعر، إذا لم يأخذ الشخص المكملات الغذائية اللازمة، أو يتبع إشراف طبيب.
ورغم تنوع الرجيمات إلا أنها جميعًا ليست بنفس الفاعلية، كما أن طبيعة كل جسم واستجابته تختلف من شخص لآخر. لكن الملاحظ أن المصابين بالسمنة ترد على ألسنتهم عبارات معينة، مثل «جعانة، أنا بحب الأكل جدًا، أنا بطبعى كسولة، لم أكن أهتم بجسمى، إرادتى ضعيفة، جربت كل الرجيمات وفشلت، لا أستطيع المواظبة».. فالملل والاكتئاب هما الشيطان الأكبر لأى محاولة للتخسيس، ويضاف إليهما الدائرة أو الحلقة المفرغة التى يدور فيها البعض، وهى اكتسابه ما فقد من الوزن، بمجرد توقفه عن الرجيم.
تشير الدراسات العلمية بشكل عام إلى فاعلية النظم الغذائية، التى تعتمد على زيادة نسبة البروتين وخفض نسبة الكربوهيدرات، مثل «دوكان وأتكنز والكيتوجنيك»، ولكن لا يوجد الكثير من الدراسات العلمية عن فاعلية رجيم دوكان فى إنقاص الوزن، ولكن توجد دراسة بولندية أجريت على نساء بولنديات تناولن ألف سعر حرارى فى اليوم و١٠ جرامات بروتين فى اليوم، انخفض وزنهن ١٥ كيلو خلال ٨ أسابيع، أى شهرين. ويرجع نجاح هذه النظم إلى أن تناول البروتين يؤدى إلى رفع معدل الحرق بالجسم وتقليل هرمون «الجريلين» المسئول عن الإحساس بالجوع.
ولعل هذا هو السر فى نجاح رجيم دوكان فى معظم الحالات التى اتبعته والتى تنتشر على مستوى العالم، ولعل أشهرهم «دوقة يورك، كيت ميدلتون»، والتجارب الناجحة مع دوكان كثيرة. هناك من كانوا يفكرون فى إجراء جراحة لشفط الدهون لكنهم تعرفوا إلى حمية رجيم دوكان فقرروا أن يجربوا الأمر لمدة شهر، وبالفعل خسروا وزنًا جعلهم يتراجعون عن فكرة الجراحة.. هناك من خسروا ٦٠ كيلوجرامًا من جسمهم، أى وزن بنى آدم كامل، ولا تُشترط سن معينة لنجاح الحمية. فهناك من فقدت ثلاثين كيلو وهى فى الستين. كما أن النقصان ليس مقتصرًا على الأوزان الكبيرة، لكن الرجيم ينجح أيضًا مع الذين يقترب وزنهم من الوزن المثالى.
وعلى موقع رجيم دوكان للفتيات فقط، الذى انضممت إليه، تجارب وحكايات كثيرة عن شابات عانين من السمنة وكدن يفقدن الأمل فى أن يتمتعن بسحر الفراشات، لكن تجربتهن مع الجروب ورجيم دوكان أثبتت أنه لا يوجد مستحيل، وأن روح الأسرة الواحدة والتعاون والمثابرة ومساندة المحيطين بنا من أصدقاء ومعارف هى طريق النجاح والوصول للهدف أيًا كان. التجارب التى قرأتها كثيرة ومتنوعة وقد حاولت دمجها فى تجربة واحدة قد تكون هى المرآة التى تجسد الأطياف المتعددة لعذابات الوزن الزائد.
«أنا بطبعى بحب الأكل جدًا، خاصة الحلويات. ظل وزنى فى ازدياد مطرد وازدادت نفسيتى سوءًا حتى إن أحد أطباء التغذية نصحنى باتباع رجيم ليس به حرمان من الأكل، وزاد من تفاقم الأمر مرورى بتجربة الحمل والولادة وزاد وزنى على المثالى ٣٦ كيلو، وذات مرة نزلت لشراء ملابس وظللت ألف طوال النهار، فكل ما يعجبنى من ملابس لا يناسب ما أصبح عليه جسمى، فلم أشترِ شيئًا، وعدت للمنزل مكسورة الخاطر، أجرجر قدمىّ وفوقهما وزنى الثقيل، فى هذه الحظة عندما نظرت لنفسى فى المرآة لم أعرف من أنا، الموقف المحرج والخانق فى بروفة الملابس صدمنى، التناقض بين الصورة التى فى ذهنى عن نفسى، وواقع الدهون التى تجسدها العبارة التى رددتها لعاملات المحلات عشرات المرات: ممكن مقاس أكبر.. وعندما لم يعد هناك مقاس أكبر كان علىّ أن أرى وأعترف بالصورة التى حاصرتنى من كل المرايا فى غرفة البروفة.. ثم أصرخ: ساعدونى عايزة أخس.
كان الجروب جديدًا فانضممت إليه، ولم تبخل علىّ العضوات بالمشورة والتشجيع، وخلال ٨ أشهر نقص وزنى ٣٠ كيلوجرامًا وقد أنهيت مراحل الرجيم الأربع وأنا فى مرحلة الاستقرار لبقية حياتى، مقاسى تغير من XXL إلى S، أهم شىء هو العزيمة والإرادة والانضباط والاستمرار فى اتباع قواعد الرجيم، حتى مع ثبات الوزن، ولكن هناك دومًا تحسنًا على مستوى الشكل، ما يعنى أن الجسم يتخلص من الدهون وليس من الكتلة العضلية. حقًا كانت هناك فترات ضعف، فترات انتكاسة، لكن وجود بنات الجروب بجوارى ساعدنى حتى استرددت نفسى، واستعدت أوقاتًا كنت أظنها لن تعود، وأصبحت أرتدى ملابس شقيقتى التى تصغرنى بعشر سنوات».
هامش من قلب المتن:
أعرب أصدقائى فى الجريدة عن اندهاشهم من اهتمامى بموضوع جروب رجيم دوكان، خاصة أن وزنى مثالى إلى حد كبير. وأقول لهم بشكل شخصى: لولا هذا الاهتمام ما استطعت الحفاظ على وزنى، فالوقاية خير من العلاج، كما أننى مفتونة بالتجارب الجماعية الناجحة، تأسرنى روح الجماعة أينما تجسدت، تبعث فىّ الأمل بأننا كمصريين نستطيع أن نجتاز كل أعناق الزجاجات التى بتنا محصورين داخلها.. إذا استطاعت بنات دوكان أن ينجحن، نحن أيضًا نستطيع.