رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة حب سناء جميل ولويس جريس.. كاد يشهر إسلامه من أجلها

جريدة الدستور

يوافق اليوم الجمعة 27 أبريل، ذكرى ميلاد الفنانة سناء جميل، التي لمع نجمها في سماء الفن في ستينيات القرن الماضي، وشاركت في أربعة أفلام ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

ولدت ثريا يوسف عطا الله، الشهيرة بسناء جميل، في صعيد مصر، وتحديدًا محافظة المنيا، وقد حاربت عائلتها وعادات الجنوب لتأتي إلى القاهرة وتبدأ مشوارها الفني وحيدة دون أهل، ولم تكن تعلم أن العاصمة لا تخفي لها المجد وحسب، بل تخفي لها قصة حب سيظل صداها يتردد حتى بعد موتها.

كانت سناء تجلس في منزلها كعادتها بعد الانتهاء من التصوير، فهي لم تكن تهوى الخروج كثيرًا، فرنَّ جرس الباب لتدخل إحدى صديقاتها الصحفية في جريدة «روزاليوسف»، ومعها الكاتب الصحفي لويس جريس، وجلسوا وتعارفا على بعضهما البعض، ووقع الكاتب في غرام الفنانة من أول نظرة، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية، تخفي الحب من طرف لويس، والذي كان يتمنى أن تأتيه الشجاعة كي يسألها عن ديانتها، لكنه لم يفعل، حتى ظن أنها مسلمة لأنها لم تحدثه عن الدين أبدًا، فصارح سناء بحبه، وقال لها إنه على استعداد للدخول إلى الإسلام كي يتمكن من الزواج منها، لتفاجئه سناء بأنها ليست مسلمة أصلًا، فدمعت عيناه فرحًا.

تكلل حبهما بالزواج الذي استمر قرابة الأربعين عامًا، دون أن يربط بينهما أبناء، بعد أن اتفقا على عدم الإنجاب، وكل ما ربط بينهما هو الحب فقط.

لا يخلو حديث للكاتب لويس من ذكر اسم سناء، وكم كانت امرأة صالحة تهتم به وبمنزلها رغم صعوبة مهنتها، فهي اعتادت تنظيف البيت وحدها دون مساعدة، وكي ملابسه وتلميع حذائه، والاهتمام بجميع تفاصيل حياته، وهو كان يحترمها ويقدر عملها، لذلك عاشت قصة حبهما أربعين عامًا دون أن يعكر صفوها أي شيء.

وجاء أصعب يوم في حياة لويس، وهو فقدان حبيبته سناء، وكانت صدمة يصعب على عقله تصديقها، بعد أن قاومت المرض كثيرًا، حتى خطفها الموت في عام 2002م، وبقي زوجها محتفظًا بجثتها ثلاثة أيام دون أن يدفنها، على أمل أن يظهر أحد من أقاربها لتوديعها، فلم يزرها طوال حياتها حتى شقيقتها التوأم، ولم يأتِ أحد، فدُفنت سناء في اليوم الرابع من الوفاة، تاركة خلفها زوجًا يعشقها، وما زال يحيي ذكرى وفاتها وميلادها كل عام عبر حسابه على «فيسبوك».

ونشر لويس على حسابه الشخصي في ذكرى وفاة سناء الخامسة عشر: «١٥ سنة ولا زالتِ هنا.. ولا زال عطرك يفيض من حولي ويملأ الأمكنة»، منتظرًا اليوم الذي سيلحق بها في السماء ليراها ويضمها بين يديه من جديد.