رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يكون لإبليس كنيسة؟!


في باديء الأمر.. أرفض تماما ما ارتكبوه مجموعة من الملحدين " الضائعين" من بناء معبدا أطلقوا عليه «كنيسة».. فكيف لعبدة إبليس ان يكون لهم كنيسة ؟!!

بعد متابعتي لهذا الأمر.. وفي وسط طريق الأفكار التي أسبح فيها كل ليلة.. استوقفتني تساؤلات عديدة.. هل الشيطان يحتاج الي مبني ؟! هل يفتخر إبليس بأن يملك أعمدة خرسانية وجدران مزخرفة ؟!
بالطبع، ابليس بيحب أي حاجة تكون بإسمه، أي حاجة بقت بتاعته.. ولكن استوقفني سؤال أخر.. ما الفائدة من ذلك ؟! الجدران والمباني بدون أنصار لا فائدة منها..

الشيطان لا يحب المؤمنين لأنهم يعرفون الله.. ولا يحب بيوتهم لأنهم يقومون فيه طقوسًا تمجد وتسبح الله.. فأي بيت لله يخاف الشيطان الإقتراب إليه.. فكيف يكون لإبليس كنيسة ؟!
ولكن كل انسان يكره ويحقد ويخون ويظلم ويعمل شرًا هو عضو في بيت الشيطان.. مش لازم أكون ملحد علشان أبقي صديق الشيطان.. كل المشاكل اللي بنشوفها في حياتنا هي إعلانات مدفوعة الأجر لإنضمامك لبيت الشيطان.. متنسوش لما ابليس أغوي حواء من خلال أذنها الضعيفة.. وحواء صدقت إغراء ابليس.. فجاء العقاب الشديد.

مش لازم يكون فيه بيت مبني بأعمدة وحيطان للشيطان.. قد يكون مبني في العقول والقلوب.. مبني علي ضمائر باطلة وهزيلة..

الشيطان له طقوس غريبة وعجيبة.. قد يبهرك بها في البداية ولكنك ستجد نفسك في النهاية في طريق خاوي من النعيم.. خالي من البركة الإلهية.. ياما ناس وسطينا بتعادي ربنا.. وبتخالف وصاياه.. وترتكب حماقات.. ياما ناس وسطينا فاكرة نفسها ان ربنا معاها واقفة جنبها في الشر "حاشا" انتم مخطئون يا سادة.. الله لا يعرف الشر ولا يعرف الخراب..

علينا ان نعترف ان هناك ممن هم مسيحيون ينضمون لكنيسة إبليس بتصرفاتهم الظاهرية والخفية.. الغير منطقية وغير الروحانية أيضًا..هذا ما نجده في واقعنا للأسف.. علينا كلنا – وانا اولكم – المجاهدة بألا يغوينا إبليس للإنضمام إليه بشكل او بأخر.. سنجاهد ضده ألا نكون مثله.. الشيطان لا يهدأ في هذا العالم الذي يتمكن منه جيدًا.. ولكن كلنا نتمني أن نسير مع الله ونحفظ وصاياه وتملأ قلوبنا بالحب والسلام والطمانينة..

المبني الذي بناه الملحدون وانصار إبليس علي الأرض في كولومبيا مؤخرًا يؤكد نبوءات الكتاب المقدس عن اقتراب يوم الحساب.. وعن خراب الارض مع سيطرة إبليس علي النفوس الضعيفة.. (إنجيل متى 24: 11) ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين..

وايضا حينما حذرنا وقال: " احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبًا، أو من الحسك تينًا؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارًا ردية..".

أما عن خطورة ما يحاولونه أنصار الشيطان في كولومبيا لجذب الشباب المسيحي لهذه الأفكار الملحدة، تحدثت مع صديقي فادي يوسف احد الناشطين الاقباط في أمريكا، قال لي: " الكنائس المسيحية وبالتحديد القبطية فى الخارج تواجه تلك الأفكار بعقد اجتماعات وبالأخص للشباب من الجنسين وتقيم مؤتمرات نصف سنوية لتفتح حوارات ونقاشات عن كل الأفكار الخاطئة المنتشرة فى المهجر ومنها عبادة الشيطان، ويتم دعوة أساقفة واباء كهنة واعظين ومعروفين لكى يتحدثوا عن تلك الموضوعات مع الشباب بالإضافة لدور الافتقاد وهذا يقوم به كهنة كل كنيسة ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى والهواتف لافتقاد الشباب والبعض يدعوهم للمنزل او لرحلة خاصة إذا تطلب الأمر ".

الديانات السماوية تتفق في أن الشيطان هدفه أن يفسد أخلاق البشر، وأن يغويهم، بل ومن الممكن أن يهلكهم وأن يسوقهم إلى مصير مأسوي إذا استسلم الإنسان للشيطان، حيث تعتمد خطة الشيطان على إلهاء الانسان عن كل ما يقربه من الله ثم تحدث فجوة بين الله والفرد، ثم يتجه الفرد إلى الخطايا، ومن هنا يتملك الشيطان على حياة الإنسان ولا يتركه إلا في حالة حدوث إنقلاب الإنسان عليه بتقربه من الله والقدرة علي حرقه والتخلص من أفكاره.