قبل زيارته لواشنطن.. أحلام ماكرون لقيادة العالم في مواجهة ترامب
في الوقت الذي يعتقد فيه الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون، أن الأذكى والأكثر أمانًا هو فتح قنوات اتصال مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يميل بعض الرؤساء إلى عزله والحذر في التعامل معه بسبب مواقفه المتطرفة والمتسرعة.
وتقول «فرانس 24»: «إن واحدًا من أهم إنجازات ماكرون خلال ما يقرب من عام كرئيس لفرنسا، هو صداقته القوية بترامب، لذلك تعتبر زيارته التي تم الإعلان عنها إلى واشنطن اختبارًا صعبًا لتلك الصداقة، وستتوجه لها أنظار العالم، وخصوصا أن ماكرون مطالب خلالها بالتأثير على ترامب في بعض القضايا، ما سيضعه في موقف صعب بعدما أدعى أنه هو من نجح في إقناع ترامب بقصف سوريا».
وفي نفس الوقت، يرتب ماكرون للاستفادة من زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام، حيث يريد تقوية صورته كواجهة لأوروبا، والمدافع الأول عن النظام العالمي الليبرالي، وإثبات أن فرنسا في ظل رئاسته تقوم بدور أساسي وفاعل في حل مشكلات العالم، مثل طموحات إيران النووية وحروبها التجارية الدولية، وهذا يتفق مع استراتيجية «فرنسا تعود» التي وضعها ماكرون خلال فترة ولايته.
وذكرت «فرانس 24» أن ماكرون يتحدث بانتظام إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من القادة المثيرين للجدل، كما تحدثت عن مناوراته الدبلوماسية الخاصة في الشرق الأوسط بهدف الدفاع عن المصالح الفرنسية والتأكد من أن أوروبا لها دور في مستقبل المنطقة.
وفي مقابلة أجرتها أمس شبكة «فوكس نيوز» المفضلة لدى ترامب، مع ماكرون، عرض الرئيس الفرنسي ما سيطرحه من حجج وبراهين لإقناع ترامب بالملفات التي تضعهما على طرفي نقيض، مثل إيران، وسوريا، والنزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن.
وصرح فرانسوا هيسبورج، المستشار السابق للحكومة الفرنسية والرئيس الحالي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بأن زيارة الرئيس الفرنسي للولايات المتحدة ستسلط الضوء على قدرة ماكرون الغريبة على التوافق مع الزعماء المتشددين، حيث يبدو أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه بالفعل التحدث معهم جميعًا بشكل موضوعي، بينما لا يبدو في الوقت نفسه أنه يتخلص من قيمه الخاصة.