دار الإفتاء: التطعيم ضدشلل الأطفال واجب شرعي
شاركت دارالإفتاء المصرية في مؤتمر استئصال شلل الأطفال في ضوء الإسلام الذى تنظمه الجامعة الإسلامية في إسلام آباد، بالاشتراك مع مجلس علماء المسلمين بباكستان وعدد من المؤسسات والأكاديميات الشرعية والعلمية المحلية والعالمية .
واكدت دار الافتاء امام المؤتمرإن الإسلام حرص كل الحرص على المحافظة على حياة الإنسان وصحته وعدم الإضرار بها جزئيا أو كليا، وجعل ذلك من المقاصد الكلية العليا التي جاءت الشرائع لتحقيقها، وهي حفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين؛ فلم تكتفِ بجعلها حقا للإنسان بل أوجبت عليه وعلى غيره اتخاذ الوسائل التي تحافظ على حياته وصحته وتمنع عنه الأذى والضرر.
كما اكدت فى الكلمة التى القاها الدكتور محمد وسام خضر مدير إدارة الفتوى المكتوبة وفقه الأقليات وكبير الباحثين بالدار نائبا عن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال واجب شرعي على الآباء والأمهات لا يجوز لهم التفريط فيه؛ لأن فيه إنقاذ لصحتهم وحياتهم كما أوجب كثير من الفقهاء الدية المغلظة على من ترك إنقاذ شخص مع القدرة على ذلك؛ فجعلوه من باب القتل شبه العمد .
وأشار الدكتور خضر فى الكلمة التى نقلها بيان لدار الافتاء اليوم إلى أن دار الإفتاء المصرية قد تنبهت لخطر الفتاوى المضللة التي تحرم تطعيم الأطفال مبكرا فأصدرت فتاوى بمشروعية التطعيم، ووجوب الالتزام به، ومشروعية التوعية لخطر هذا المرض عبر منابر المساجد، وذلك في الأعوام 2003 و 2004 2005 وأصدرت بذلك بيانا منشورا على موقعها الإلكتروني، كما أصدر مجمع البحوث الإسلامية أكثر من بيان بشأن وجوب التطعيم ضد هذا المرض؛ في عامي 2005 و2012م.
وأعرب مدير الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء الدكتور خضر عن استنكار دار الإفتاء المصرية الشديد للأعمال الإجرامية التي قام بها متشددون في قتل موظفي المنظمات الصحية العالمية في باكستان الذين يتحملون المشاق في سبيل حماية الناس من الأمراض، منبها الى أنه إذا كان الشرع يعطي أجر الشهيد لجالب الطعام إلى أمصار المسلمين فكيف بمن يسعون في حماية الناس من الأمراض الفتاكة والأوبئة القاتلة بجلب الأدوية والأمصال إليهم في مختلف الأمصار، معرضين أنفسهم للمخاطر والهلكة.
جدير بالذكر أن المؤتمر يحضره كثير من العلماء والمتخصصين والشخصيات العلمية التي تمثل هيئات إسلامية وعالمية؛ كالجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ودار الإفتاء المصرية، وجامعة دار العلوم الإسلامية في كراتشي، وجامعة دار العلوم الحقانية، ومجمع الفقه الإسلامي العالمي بجدة، ومجلس علماء باكستان، ومنظمات الصحة المحلية والعالمية؛ كجمعية المصطفى الباكستانية للرعاية الخيرية، ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وعدد من المهتمين بقضايا الصحة والتنمية في العالم.. ومن المقرر ان يختتم اعماله غداالجمعة .