عزوز إسماعيل: أحمد شوقي كان روائيًا وشعره للأطفال يحمل إسقاطات سياسية
قال الناقد الدكتور عزوز علي إسماعيل، إن أحمد شوقي يعتبر من رواد المدرسة الكلاسيكية الجديدة وفي الوقت نفسه يحمل على أكتافه الإرث الثقافي العربي القديم لذلك فقد بويع أميرًا للشعراء بالنظر إلى ريادته للشعر العربي وكتابته في كل مناحيه حتى شعر الأطفال.
وأضاف عزوز في تصريح خاص لـ«الدستور»، اشتهر شوقي بمعارضته لقصائد التراث مثل قصيدته نهج البردة التي عارض فيها بردة المديح للبوصيري، فضلا عن ذلك فإن أحمد شوقي أراد أن يكون رائدًا في الرواية مثل كورني وراسين في فرنسا، كما كان رائدا في الشعر فكتب سبع روايات لا يعرف أحدٌ عنها شيئًا أهمها عذراء الهند، ويعتبر شوقي كذلك من رواد المسرح خاصة في المرحلة الثانية للمسرح المصري بعد مرحلة الشوام فكتب شوقي مسرحيات شعرية مهمة مثل مصرع كيلوباترا، وعلي بك الكبير وكتب مسرحية نثرية بعنوان الست هدى.
وأشار عزوز إلى أن شعر أحمد شوقي للأطفال كان متأثرا فيه بلافونتين الشاعر الفرنسي، وكان يحمل اسقاطات سياسية مثل قصيدته عن الثعلب والديك.
وتابع عزوز: "لنا أن نعرف أن شوقي كان أول من أدخل الملحمات في الشعر العربي الحديث بعد المعلقات التي كتبت في الجاهلية، حيث كتب القصيدة التاريخية الطويلة مثل قصيدة "كبار الحوادث في وادي النيل"، والتي تزيد علي ثلاثمائة بيت من الشعر وكانت تستعرض تاريخ مصر منذ أقدم العصور وحتى الزمن الذي عاش فيه أمير الشعراء، وكان ذلك من عوامل التجديد عند شوقي، وكان في قصائده التاريخية متأثرًا بفيكتور هوجو الذي كتب قصيدته العصماء "أساطير القرون"، كما طور شوقي فكرة الوقوف على الأطلال، ويحسب لشوقي أنه انتقل بالشعر العربي من الفجاجة إلى الفصاحة فأصبح شعره مستساغًا عند المطربين، وبذلك جعل الشعر يقال على ألسنة الناس وقد ألف لأم كلثوم خصيصا قصيدة لتغنيها بمناسبة مبايعته أميرا للشعراء مطلعها "سلوا كئوس الطلا هل لامست فاها".
واختتم عزوز، أن العقاد ومعه مجموعة من الكتاب قد رفضوا مبايعة أحمد شوقي لأن العقاد كان يقول دائما أنه أمير الشعراء أيضا، وكان العقاد لديه بالفعل أحد عشر ديوانا للشعر ولكن الاختلاف بين العقاد وأحمد شوقي في أن شعر العقاد يجنح نحو الفلسفة، والفلسفة تحتاج إلى العقل، بينما أحمد شوقي كانت معظم أشعاره تميل إلى العاطفة وتخاطب القلب لذلك كان شعر شوقي مستساغًا عن شعر العقاد، ولابد أن نعي أن هناك معاركا أدبية كبرى حدثت في بداية القرن الماضي كالتي بين أحمد شوقي والعقاد.