تجدد الاشتباكات في طرابلس اللبنانية والجيش يعزز انتشاره
تجددت الاشتباكات ظهر اليوم الأربعاء بين موالين ومعارضين للنظام السوري في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان غداة هدوء حذر ساد المناطق الساخنة بالمدينة بعد يومين من المواجهات.
وقال مصدر أمني إن الاشتباكات بين مقاتلي منطقة جبل محسن ذات الأكثرية العلوية المؤيدة للنظام السوري ومقاتلي منطقة باب التبانة ذات الأكثرية السنية المعارضة له تجددت اليوم في مدينة طرابلس على محاور التبانة، البقار، الشعراني، الريفا، جبل محسن.
وتابع أن الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة من الجانبين المتقاتلين.
ولم يقدم المصدر تفاصيل بشأن سقوط ضحايا.
وكانت المناطق الساخنة في طرابلس، قد شهدت حالة من الهدوء المصحوب بالحذر بعد مواجهات استمرت على مدى يومين، وأسفرت عن سقوط ستة قتلى، ونحو 40 جريحا بينهم 5 من عناصر الجيش والشرطة اللبنانية.
وتجددت اليوم أعمال اطلاق الرصاص باتجاه الطرق الرئيسية المؤدية الى جبل محسن، كما شهدت منطقة القبة ذات الغالبية السنية تبادلا لإطلاق الرصاص بين مسلحين من الطرفين.
وغابت عن شوارع جبل محسن مظاهر الحياة، وبقي الأهالي في منطقتهم ولم يغادروها بسبب استمرار أعمال القنص، في حين بقي الحذر مسيطرا على منطقة باب التبانة.
وعززت وحدات من الجيش تواجدها في منطقة جبل محسن، وعملت على توسيع انتشارها وتنفيذ عمليات دهم وتثبيت نقاط لها على أسطح المباني التي كان يستخدمها القناصة، حسب المصدر.
وقال إن وحدات مماثلة ستنتشر في بقية المناطق في أوقات لاحقة، دون أن يحدد مهلة زمنية لذلك.
وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان اليوم إنها "ستتخذ بنفسها كل الاجراءات الحاسمة، وبمنأى عن التدخلات السياسية، لوضع حد لما يجري في مدينة طرابلس"، ودعت المواطنين الى "التجاوب الكامل مع التدابير التي بدأت وحدات الجيش بتنفيذها تباعا."
وشدّدت على انّها "ستتعامل بكل قوة وحزم مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت، لقمع أيادي التخريب والفتنة التي لم تعد تسيء الى المدينة فحسب بل الى لبنان بأسره".
على صعيد متصل، رأى السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي، أن "الأحداث في طرابلس هي انعكاس لما يحدث في سوريا"، متوقعاً أن "تكون النتيجة النهائية لصالح لبنان وسوريا".
وقال علي إثر لقائه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون اليوم إن "كل الذين قرأوا بمنطق إستراتيجي، رأوا أن المنطقة تتكامل مع بعضها البعض، بالتالي ما يحدث من عدوان على سوريا لا بد له من ارتدادات".
ولفت إلى أنه بحث وعون في الشأنين اللبناني والسوري، قائلاً إن عون "قرأ هذه الحرب التي تشن على سوريا منذ البداية، وتوقع بأن يكون لسوريا انتصار عليها وعلى المؤامرة المركبة".
وتتجدد الاشتباكات الحالية منذ اندلاعها الاحد الماضي، بعد مواجهات مماثلة اندلعت في 19 مايو/ ايار الماضي واستمرت لأيام وأوقعت 31 قتيلا وأكثر من 200 جريح.