رئيس «مستثمرى أسوان»: نخطط لإنشاء منطقة صناعية على 100 فدان.. ولا نتلقى أى دعم من هيئة التنمية الصناعية
أدار الندوة - حسن كامل أعدها للنشر: أسامة الشندويلي وأسماء إبراهيم- عدسة: محمد عطا
- مزرعة الطاقة الشمسية «سد عالى» جديد ومجمع الفوسفات ينتظر «ترفيق» المنطقة
قال المهندس سطوحى مصطفى، رئيس جمعية «مستثمرى أسوان»، إن حجم الاستثمارات فى المنطقة الصناعية بالمحافظة، يصل إلى ٣٥٠ مليار جنيه، معتبرًا أن التنمية الاقتصادية تساهم فى منع التهريب والتنقيب العشوائى عن الذهب والآثار.
وكشف، خلال استضافته فى ندوة «الدستور»، عن تخطيط الجمعية لإنشاء أول منطقة صناعية بمدينة «أسوان الجديدة»، على مساحة ١٠٠ فدان، بنظام المطور الصناعى.
وتطرق لمشروع النقل النهرى إلى إفريقيا، مشددًا على أنه سيساهم فى تحقيق حلم «المركز الإقليمى لصناعة الجرانيت» فى أسوان، خاصة فى ظل تمتع المحافظة بثروة من خامات الجرانيت وصلت إلى ٨٠٠ مليون متر مكعب.
■ بداية.. ما أبرز الأزمات التى تعانى منها الصناعة فى أسوان؟
- تضم أسوان مناطق صناعية كثيرة، منها مناطق غنية بالذهب والرخام، لكن هذه المناطق تحتاج إلى دعم، والمحافظة تعانى من مشكلات مياه وطرق، وتحتاج إلى تدخل من الدولة.
ولم تدعم هيئة التنمية الصناعية أسوان ماليا، ولو بجنيه واحد، منذ ٢٠٠٨، ولم نأخذ من وزارة التجارة والصناعة أراضى للاستثمار خارج المنطقة الصناعية المحددة لنا منذ ٢٠١٤.
■ كم يبلغ حجم الاستثمار هناك فى جميع المجالات؟
- استثمارات الطاقة الشمسية تبلغ نحو ٣ مليارات يورو، وهى بمثابة «سد عالى» جديد لمصر، أما مشروعات المصانع والمحاجر فلا تقل استثماراتها عن ٣٠٠ مليار جنيه، فيما يصل حجم استثمارات المنطقة الصناعية فى أسوان إلى ٣٥٠ مليار جنيه، وأهم مصانعها الجرانيت، وعددها ١٧ مصنعا، فضلا عن مصانع الرخام.
■ هل تصطدم التنمية لديكم بعمليات التهريب بين مصر والسودان؟
- بالطبع، والتهريب يتم نتيجة ارتفاع أسعار السلع، وفى مرحلة ما كان يتم تهريب الأسماك واللب من السودان إلى مصر، فضلا عن تهريب الشاى والسكر والدقيق من الحاصلات المصرية إلى السودان.
■ هل انتهى حلم شركة «مصر أسوان» لتوفير الأسماك للمصريين؟
- نعم.. انتهى، وأريد الإشارة هنا إلى أنه عندما طرحت الدولة فى ٢٠٠٤ فكرة جديدة لتطوير بحيرة ناصر، نحن كجمعية كان لدينا ٢٨٦ ألف فدان صيد داخل البحيرة، فحدثت تدخلات من أصحاب النفوذ فى ذلك الوقت، فعادت بحيرة ناصر إلى الوضع القديم، ولم تتطور، لذا أطالب بتطوير البحيرة، لأنها مهمة للغاية لإنتاج الكثير من الأسماك، فإذا لم تدخل الدولة بالاهتمام ببحيرة ناصر ستعانى كما تعانى بحيرة الفيوم من الصيد الجائر.
■ ما تفاصيل إنشاء المنطقة الصناعية الجديدة؟
- نعمل على إنشاء أول منطقة صناعية فى مدينة أسوان الجديدة، على مساحة ١٠٠ فدان، ستنفذها جمعية مستثمرى أسوان بالكامل، بنظام المطور الصناعى.
والمنطقة ستوفر ٢٥ ألف فرصة عمل، وتم تقديم طلب لجهاز مدينة أسوان الجديدة، وهيئة التنمية الصناعية، وننتظر الموافقة عليه.
وتلقت الهيئة العامة للتنمية الصناعية طلبات لإنشاء ٤ مصانع جديدة للسيراميك فى منطقة «العلاقى» الصناعية بمحافظة أسوان، باستثمارات ١.٥ مليار جنيه، وتلك المصانع الجديدة من المقرر أن تساهم فى توفير ٦ آلاف فرصة عمل جديدة خلال الفترة المقبلة.
والمحافظة تمتلك العديد من الثروات المعدنية والحجرية، التى تمكن المستثمرين من إقامة العديد من المشروعات الكبرى بها خلال الفترة الوجيزة المقبلة.
■ هل هناك جديد فيها يخص مجمع الأسمدة الفوسفاتية بأسوان؟
- صدر قرار جمهورى بإنشاء أكبر مجمع للأسمدة الفوسفاتية بالسباعية بمركز إدفو شمال المحافظة، على مساحة ٥١١٥ فدانا، لاستغلال المواد الخام المتوافرة فى هذه المنطقة، إلا أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أى خطوات من أجل ترفيق المنطقة.
وتكلفة ترفيق المنطقة يمكن أن تصل لنحو ٥٠٠ مليون جنيه، نظرا للمساحة الكبيرة التى تقام عليها، والمتوقع أن تصل استثمارات المجمع لنحو ١٢ مليار جنيه.
■ ما التطورات فيما يخص إنشاء أول اتحاد لمستثمرى الصعيد؟
- نعمل على تأسيس أول اتحاد يجمع جمعيات مستثمرى الصعيد، من أجل إلقاء الضوء على تنمية المشروعات القومية فى الجنوب، والهدف من تأسيس الاتحاد هو وجود كيان يجمع مستثمرى تلك المنطقة، من أجل البدء فعليًا فى إنشاء المناطق الصناعية التى تخدمها، وتوفر الآلاف من فرص العمل لشبابها.
ويجرى حاليا العمل على إنهاء الإجراءات الإدارية المتعلقة بتأسيس الاتحاد، كونه أول اتحاد خاص بمستثمرى الصعيد، خاصة أن الفترة الثانية من ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى ستشهد اهتماما بالمشروعات التنموية فى صعيد مصر.
وسيتم طرح مقترحات على الدولة، مثل إنشاء أول بنك استثمارى لتمويل مشروعات الصعيد فقط، ضمن خطة عمل الاتحاد الجديد.
ولدينا خطة لإنشاء مشروعات عملاقة فى الصعيد، تتمثل فى قطاعات المحاجر والمناجم التى تتمتع بها أسوان، والاستثمار فى الصعيد سيعود بعوائد قيمة كونه يمتاز بتوافر المواد الخام الموجودة فى المحاجر والمناجم، ولا بد من توفير التمويل اللازم من القطاع المصرفى وتوحيد جهات التراخيص الحكومية من أجل سرعة إنجاز المشروعات.
■ كيف ساهمت الجمعية فى الانتخابات الرئاسية التى أقيمت مؤخرا؟
- المشاركة فى الانتخابات الرئاسية كانت واجبًا وطنيًا، ونحن كجمعية مستثمرى أسوان، التى تضم ٤٣٣ منشأة استثمارية، نظمنا مشاركة ٢٥ ألف عامل بتلك المنشآت والمصانع، للإدلاء بأصواتهم فى الاستحقاق الرئاسى.
■ ما حجم الثروات المعدنية التى تملكها أسوان؟
- تمتلك أسوان ٨٠٠ مليون متر مكعب احتياطى من الجرانيت فى الجبال الشرقية، إضافة إلى مواد تعدينية أخرى غير مستغلة، وهذه الثروة كفيلة بوضع المحافظة على خريطة الصناعات التعدينية فى مصر.
والصورة الذهنية السائدة عن أن أسوان محافظة سياحية فى المقام الأول ليست دقيقة، إذ يتصدر قطاع الزراعة قائمة القطاعات الأكثر جذبا للعمالة فى المحافظة، وليس قطاع السياحة، وذلك منذ سنوات طويلة، وهو ما يحتاج إلى إعادة نظر من جانب الحكومة، خاصة أن هناك مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة حول بحيرة ناصر تحتاج إلى اهتمام من الحكومة لتنمية هذا القطاع.
■ ما حقيقة أعمال التنقيب العشوائية عن الذهب فى أسوان؟
- أعمال التنقيب عن الذهب فى الصحراء الشرقية تتم فى نحو ١٣٠ موقعا لاستخراج الذهب. وكميات الذهب التى يتم استخراجها يوميا عن طريق البحث العشوائى تقدر بنحو ٣٠ كيلوجراما فى المتوسط، وهناك بعض الأماكن التى يستخرج فيها نحو ١٠٠ كجم يوميا بأجهزة عادية للغاية، وعمليات استخراج الذهب لا تحتاج إلى تكنولوجيا، والمهم فيها وجود الذهب نفسه، وتتم عبر أجهزة التنقيب التى تستطيع الكشف عن المعدن بمسافة نصف متر فى باطن الأرض، وبعدها يتم الحفر فى الأرض حتى الوصول إلى جزيئات الذهب التى فى الغالب لا يتعدى وزنها بضعة جرامات.
ويتم العثور على جزيئات ذهب ملتصقة مع الصخور والأحجار، ويتم تكسيرها للحصول على الذهب الخالص بطرق فنية معينة.
■ ما تفاصيل التعاون مع جنوب السودان؟
- عرضنا مشروعات كثيرة على دول حوض النيل، مثل إنشاء المستشفيات ومصانع الرخام والاستثمار الزراعى ومصانع للزيوت، وسيتم التعاون مع جنوب السودان فى قطاعات مختلفة تتمثل فى الطاقة الشمسية والمحاجر والصحة، والجمعية ستبدأ بالتوسع فى نشاط التعاون مع جنوب السودان فى إطار ضخ استثمارات مصرية بها، وسنزور السودان فى شهر سبتمبر المقبل.
■ ما نصيب أسوان من الخريطة الاستثمارية؟
- تضم الخريطة الاستثمارية لمحافظة أسوان ٣٤ فرصة، تتمثل فى التصنيع والتجميع لأجهزة التحاليل الطبية المستخدمة فى المعامل والمستشفيات وغيرها، وتستهدف هذه الفرص الأسواق المحلية والخارجية «التصدير»، بطاقة إنتاجية مقترحة نحو ٣٠٠ وحدة فى السنة، ويحتاج العمل فى هذه المشروعات المواد الخام والمستلزمات الرئيسية، وهى «الكروت الإلكترونية، وشاشات LCD، وكابلات توصيل، ولوحات مفاتيح، ولوحات بيان، وقطع بلاستيكية مُصنعة، وقطع صاج مصنعة، وبوردات كمبيوتر بمشتملاتها».
كما يحتاج العمل لتوافر عدد من الآلات والمعدات الرئيسية، منها ماكينة حقن بلاستيك، ووحدة تجميع بمشتملاتها، وأجهزة قياس، وخط تجميع وأجهزة كمبيوتر ومن الفرص المتاحة أيضا، إنتاج كتل وبلوكات من الجرانيت، إذ تعتبر مادة أولية لمصانع النشر والتجهيز وصناعات الأعمدة والتماثيل والفازات وغيرها.
كما تضم الخريطة عددا من الفرص الأخرى، منها إنشاء مصنع لتدوير القمامة، ومصنع للبلاط والسيراميك، بجانب أعمال المحاجر، وتدوير النفايات، وتصنيع محركات العائمات، وتعبئة العصائر، وصناعات النباتات الطبية والعطرية، وتصنيع المعادن، وثلاجات حفظ المواد الغذائية والأسماك وغيرها من المواد والسلع.
ومن الفرص أيضا، تصنيع شباك الصيد، والحقائب المدرسية، وصناعة الأعلاف، والتكييفات الصحراوية، وصناعة الحجر الرملى والبورسلين، وصناعة الطوب الطفلى، والأخشاب والكونتر، وصناعة الفوسفات، والمنتجعات السياحية، ومبردات المياه والتعدين، والمنتجات الجلدية ونشاط العقارات.
■ ما خطة الجمعية للتطوير من الاستثمار فى قطاع المحاجر؟
- سنذهب إلى ألمانيا فى يونيو المقبل من أجل عرض ما لدينا من منتجات وما نحتاجه من تكنولوجيا ألمانية فى الصناعة، إضافة إلى أننا نحتاج إلى نقل المحاجر عن طريق النقل النهرى للتوفير، وحفاظا على الطرق ولانخفاض أسعار التكلفة، وهذا هام للغاية حيث سيساهم فى تنمية الصناعة فى أسوان.
■ هل ترغبون فى إنشاء مركز إقليمى لصناعة الجرانيت؟
- نعم، نتمنى ذلك ونعمل عليه، ونرغب فى مساندة الدولة.
