رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. تفاصيل تسميم موظفين روس بـ«الكيماوي» فى منشأة سرية

جريدة الدستور

انتقم مهندس روسي يعمل في منشأة دفاعية سرية للغاية من زميلين في العمل باستخدام مادة سامة سيئ السمعة، لإلحاق الضرر بهما.

ورغم أن المقصود أذيته لم يصب بأي ضرر، إلا أن فعلته خلفت عشرات الضحايا الأبرياء، حيث أبلغت عدة نساء عن سقوط شعرهن وإصابتهن بأمراض مزمنة في حوادث سعت السلطات الروسية في البداية إلى التستر عليها وإخفائها، حسبما أفاد تقرير صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

الموهوب فلاديسلاف شولغا، 37 عامًا، والمعروف باسم مهندس مرسل من الله، لم يتم ترقيته في منشأة تاغونروغ، جنوب غرب روسيا، لذلك وضع سم الثاليوم في مياه الشرب الخاصة برئيسه وهو السم المستخدم في العصر السوفيتي والمعروف باسم «اختيار صدام حسين». نجا المدير دون أن يصاب بأذى، لكن نائبه أصيب بالشلل من الفعل المروع.

وبعد شهرين، استخدم شولجا الثاليوم مرة أخرى بعد فراره من مكان اصطدام سيارته في حادث تحطم في وجود محام منشأته الدفاعية في تاغونروغ.

وأبلغ المحامي ساغيل مخمودوف، 25 عامًا، الشرطة عنه، وحاول شولجا بنفس الخدعة أن يأخذ بثأره.

كان الثاليوم - الذي يمكن أن يكون مشعًا – هو المادة المشتبه في تسميمها للمعارض الروسي لألكسندر ليتفينينكو عام 2006، قبل أن يعرف أنه قُتل بواسطة البولونيوم 210. وظل تسمم مصنع الدفاع في تاغونروغ مخبأ لعدة أشهر وسط سلسلة من النفي الرسمي.

وفي الشهر الماضي، أعلن موظفون محبطون في مصنع بوريف، المجمع العلمي والتقني للطائرات، عن إجبار السلطات على أخذ مخاوفهم على محمل الجد وأنهم كانوا ضحايا الثاليوم – مطالبين بالعثور على الجاني.

وأظهرت امرأة تدعى إينا ألينيكوفا في قسم الشؤون القانونية بالمنشأة على شريط فيديو كيف كانت تسير وهي صلعاء بعد الخضوع للتسمم المرعب. وقالت في الفيديو "هذا شعري - كل ما تبقى الآن كما لو أن جسمك فقد كل بشرته - لا يمكنك لمسها".

وأصبح مصمم الطائرات كونستانتين كوليسنيكوف - وهو نائب لرئيس شولغا - مريضا في نوفمبر، وتم تشخيص الثاليوم في دمه بمعدل 150 مرة تقريبا. وبعد رقدته بالمستشفى بسبب قصور القلب وآلام حادة في المعدة، عانى من الموت السريري ولكن تم إعادة إنعاشه من قبل المسعفين الطبيين. لكنه لا يستطيع المشي، وفقد بصره وشعره.

وفي البداية نفى أطباء ومسؤولون محليون التسمم بالثاليوم حتى بعد أن أثبتت عمليات الفحص المستقلة أن 30 شخصا عانوا من هجمات شولجا الكيميائية.

بعد أن حققت الشرطة في حالات التسمم، اعترف شولجا في النهاية بأنه هو من قام بتسميم زملائه وأنه أخذ ترياق للثاليوم، ويواجه الآن عقوبة السجن لمدة خمس سنوات في محاكمته المقبلة.

وأضاف في تصريحاته "رأيت أن زملائي المصابين بالتسمم قبل شهرين لم يمتوا، وما زالوا على قيد الحياة، لذلك وضعت جرعة أصغر من الثاليوم إلى الماء في الإدارة القانونية".

كان هدفه هو أن "المحامي سيُصاب بالتسمم"، لكنه في الواقع أخطأ هدفه مرة أخرى - مما أضر بالآخرين الذين يعانون من مرض طويل الأمد. ورفض المحامي مخمودوف التعليق على الهجوم. لكن بعض من المسممين ما زالوا يشكّون بأنّهم أخبروا الحقيقة الكاملة.

فتقول إحدى الفتيات من زملاء شولغا: "في قسمنا الناس الذين جلسوا بالقرب من جدار معين أصيبوا بالصلع، لكن أولئك الذين جلسوا بجوار النافذة - كلهم محتفظين بشعرهم". ويشك البعض في أن شولجا وضعت سمًا في المكيفات الهوائية كما في الماء.

ويشير التقرير أن الأطباء اختلط عليهم الأمر في البداية بين حالات التسمم نتيجة مادة الثاليوم وتشخيص التهاب المعدة أو فيروس الروتا. الثاليوم مادة يمكن أن تكون مشعة لكن ليس من الواضح إذا كانت مشعة في هذه الحالة.

وقد استخدم كسلاح قتل في العديد من البلدان لأنه كان ينظر إليه على أنه من الصعب تعقبه. كما أنها كانت وسيلة القتل المفضلة لمؤلفي الخيال بما في ذلك أغاثا كريستي.

وقال أحد التقارير المحلية إن العمال "غاضبون من أن أعراضهم لم يتم فحصها بشكل صحيح وأن السلطات تريد التستر على التسمم بالثاليوم ونفيه".