لأول مرة.. إسرائيل تكشف عن تدمير المشروع النووى السورى فى 2007
نشرت الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تفاصيل عملية تدمير المشروع النووي السوري عام 2007 من خلال ضرب المنشأة النووية التي أقيمت بالقرب من دير الزور، قائلينً إن الضربة الجوية أزالت تهديداً كبيراً على إسرائيل والمنطقة، كما قال وزير الاستخبارات إن الهجوم "رسالة واضحة" لإيران بأنها لن تسمح لأعدائها بالحصول على أسلحة نووية، وفقًا لتقرير صحيفة الجارديان البريطانية.
وفي عملية سرية تم التكتم عليها على نطاق واسع لمدة عشر سنوات، قالت إسرائيل إنها أرسلت أربعة مقاتلات من طراز "F-16" على بعد مئات الأميال إلى سوريا في 6 سبتمبر 2007؛ لتفجير منشأة الكوبار التي تم الانتهاء منها جزئيًا بالقرب من دير الزور.
وأظهرت اللقطات والصور والوثائق الاستخبارية التي سبق تصنيفها على أنها بالغة السرية، كيف أن إسرائيل راقبت الموقع لعدة سنوات وخشيت من أن تصبح قابلة للتشغيل في غضون أشهر.
وذكر التقارير المؤرخ في 30 مارس عام 2007:«إن سوريا أنشات داخل أراضيها، مفاعلًا نوويًا لإنتاج البلوتونيوم، عبر كوريا الشمالية، والذي يُفترض، وفقًا لتقييم الحالة الأسوأ "الأولى"، أن يتم تنشيطه في سنة أخرى».
وقال "الجيش" إنه بعد العملية التي استغرقت أربع ساعات، كان المفاعل "معاقًا تمامًا"، وكان الضرر الذي أحدثته إسرائيل "لا رجعة فيه".
وأظهرت الصور الجوية الأبيض بالأسود بنية شبيهة بالصناديق قريبة من نهر الفرات في الصحراء، في حين أظهر الفيديو أن البنية تنفجر في سحابة من الدخان بعد العد التنازلي لصوت ذكر.
ويأتي هذا التحرك للعلن، الذي تم الإبلاغ عنه على نطاق واسع للمسؤولين الأمريكيين، وسط تحذيرات متكررة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للولايات المتحدة وآخرين بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر قوة ضد حليف سوريا، إيران.
فيما قال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان: «لم يصل إلى حد اقتراح إمكانية القيام بهجوم مماثل على المنشآت الإيرانية»، لكنه أوضح أن هجوم 2007 أثبت أن إسرائيل مستعدة وقادرة على التصرف عسكريًا، متابعا: «لقد نمت دوافع أعدائنا في السنوات الأخيرة، ولكن أيضاً نمت قوة (جيش الدفاع الإسرائيلي، وكل فرد في الشرق الأوسط يجب عليه استيعاب هذه المعادلة».
ووفقا لتقرير صحيفة "جيروزاليم بوست" فلم تقدم المخابرات العسكرية معلومات استخبارية عالية الجودة ولا تحليلًا دقيقًا للبرنامج النووي السوري فحسب؛ بل أوصت بتوقيت الهجوم الذي سيقلل إلى أدنى حد ممكن من الأضرار الجانبية والبيئية، وقدمت معلومات استخبارية تكتيكية دقيقة سمحت بإلحاق ضرر جوي دقيق بالأنظمة الحرجة للمفاعل.
وقال التقرير إنه بحلول يناير 2006، حصلت الاستخبارات العسكرية على معلومات استخباراتية كافية توصلت إلى استنتاج مفاده أن النشاط الذي حددته كان لبناء مفاعل نووي، وفي أبريل 2006، تم تحديد المباني المشبوهة في محافظة دير الزور كمفاعل.
وفي نوفمبر 2006، حددت إسرائيل نشاطًا إضافيًا بما في ذلك النشاط السوري المكثف المتعلق بالمواد النووية المطلوبة لتشغيل مفاعل نووي، بين يناير وسبتمبر 2007، عززت المخابرات العسكرية والموساد جهودهم في جمع المعلومات الاستخبارية، وبحلول مطلع عام 2007 ، حصل الموساد على حوالي ثلاثين صورة فوتوغرافية ملونة من داخل منشأة الكيبار.
وروى قائد أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، عن تلقيه الاتصال من جهة استخباراتية وإطلاعه على المواد السرية التي تشير إلى المشروع النووي السوري، وانطلاق التجهيز في إسرائيل للرد السريع.
ووصف "أيزنكوت" العملية بأنها الأهم منذ حرب أكتوبر 1973، المعروفة في إسرائيل بحرب يوم الغفران، وقال: «الرّسالة من وراء الإغارة على المفاعل النووي عام 2007 كانت أنّ إسرائيل لن تسمح ببناء قدرات من شأنها أن تشكّل تهديدًا وجوديًّا على دولة إسرائيل، هذه الرّسالة الّتي كانت عام 1981، وهي نفسها عام 2007، وهي الرّسالة المستقبليّة لأعدائنا».