رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كامب ديفيد».. آخر رهانات «ترامب» لحل الأزمة القطرية

تميم
تميم

تدلي متغيرات أمريكية طارئة بدلوها في مسار الأزمة القطرية الناشبة منذ الخامس من يونيو الماضي، بعد أن أعلنت دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب "مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين"، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها للإرهاب، وهو ما تتنصل منه الدوحة حتى الآن.

وبعد مرور 9 أشهر على الأزمة، تطل الولايات المتحدة بوساطتها من جديد في محاولة لحل الخلاف الخليجي درءًا لمخاطر استمراره على المصالح الاستراتيجية الأمريكية في دول النزاع.

ومن المقرر أن يجري كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، زيارات متعاقبة للولايات المتحدة بدءًا من الثلاثاء المقبل وعلى مدى أسابيع.

ويجتمع «بن سلمان» مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، في واشنطن، ويقول دبلوماسيون إن الخلاف مع قطر لن يكون على الأرجح في صدارة القضايا التي يريد ولي العهد بحثها.

وسيلتقي «ترامب» بعد ذلك الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، في العاشر من أبريل المقبل في البيت الأبيض.

وقال مسئول أمريكي إن الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، طلب الاجتماع مع «ترامب» بعد لقاء الرئيس الأمريكي بأمير قطر، قائلًا: «محمد بن زايد طلب من ترامب أن يكون آخر من يلتقي به»، ولم يتحدد موعد جديد بعد.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن عقد لقاء القمة بحضور عدد من رؤساء الدول الخليجية في الولايات المتحدة الأمريكية لم يثبت بعد، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأصوات تؤكد أنه قد لا يحدث إطلاقًا وأن رؤساء الدول الخليجية لن يلتقوا ترامب، ولكن الرئيس الأمريكي سوف يستمر في اتصاله بعدد من قادة الدول الخليجية لبحث عدد من القضايا المختفة.

وأضاف "اللاوندي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأزمة القطرية سوف يتغير موقفها عقب قرار إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي كان يقف مع الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، ويرى أن قطر على حق ولم يكن وحده في ذلك الموقف وإنما وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا زارو الدوحة وأكدوا أنهم مع الشيخ تميم.

وأوضح أنه بعد إقالة تيلرسون، سوف تتغير الأمور تمامًا، وسيعلن ترامب تأييده لدول الرباعي العربي، لا سيما في ظل العلاقات الطيبة التي تربطه بالسعودية، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي حصل على مليار ونصف المليار دولار قيمة هدايا شخصية، ويؤيد السعودية، ويقف معها قلبًا وقالبًا.

وتابع أنه في غياب تيلرسون سوف تتغير الكثير من الأمور، لافتًا إلى أن البنود الـ13 التي وضعتها دول الرباعي العربي يمكن أن تنفذ بشكل أو بآخر على المدى البعيد.

من جانبها، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ علوم سياسية بالجامعة الأمريكية، أن واشنطن تحاول بذل الجهود لرأب الصدع في الأزمة القطرية نظرًا للعلاقات القوية بين الولايات المتحدة وقطر، ووجود القاعدة العسكرية الأمريكية في الدوحة، ووجود مصالح مشتركة واستثمارات قطرية في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا تدعم واشنطن قطر لأنها ترى أن ذلك في مصلحتها.

وأضافت "بكر"،في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "علينا أن ننتظر، فنحن لا نعلم أوراق الضغط التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية، ومدى قدرتها على لعب دور الوسيط، خاصة في ظل حالة عدم الثبات المؤسسي في الإدارة الأمريكية، بعد تعيين وزير خارجية جديد، وتغيير رئيس المخابرات الأمريكية".

وأوضحت أن واشنطن تمارس ضغوطها في الأزمة القطرية قبل أن تقرر عقد لقاءات مختلفة مع القادة العرب، كما يتوقف الأمر على مدى استعداد قطر لتقديم تنازلات أم لا.

وأكدت أنه من بين السيناريوهات المطروحة، إما أن تقدم قطر تنازلات تجاه المطالب العربية الـ13، أو حدوث انقسام في الرباعية العربية، أو استمرار المقاطعة للضغط على الدوحة، لا سيما في ظل العلاقات المصرية الخليجية القوية، فضلًا عن استمرار مساندة قطر للحوثيين في اليمن، والعلاقات الإيرانية القطرية التي تزيد من الغضب العربي.