رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميدل إيست: ترامب يواجه «مهمة مستحيلة» لإنهاء الأزمة القطرية

ترامب
ترامب

أكد موقع "ميدل إيست آي" الأمريكي أن الخلاف بين قطر من جهة ودول الرباعي العربي "مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين" من جهة أخرى، بات خلافًا متأصل الجذور رغم جهود ترامب، لإنهاء الأزمة القطرية، حيث يهدف ترامب إلى استضافة قادة دول الخليج في كامب ديفيد، من أجل عقد اجتماع للمصالحة، في مايو المقبل.

وفي هذا الصدد قال حسين إيبش، من معهد الشئون الخليجية في واشنطن، وهي مؤسسة فكرية تمولها الإمارات العربية المتحدة، إنه بعد أشهر من بداية الأزمة، يتعاون الآن البيت الأبيض والبنتاجون، ووزارة الخارجية الأمريكية من أجل التوسط لإنهاء الصراع.

وفي الأيام الأخيرة، تحدث ترامب هاتفيًا إلى كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي الإماراتي محمد بن زايد، والشيخ الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، ويتوجه الحكام الثلاثة لزيارة واشنطن، في مارس وأبريل.

وأشار تقرير "ميدل إيست آي" إلى أن البيت الأبيض استخدم في المكالمات الثلاث لغة شبه متطابقة، للتأكيد على أهمية التعاون الإقليمي، وتشير الصياغة المماثلة في المكالمات الثلاث إلى أن ترامب لا يرغب في تفضيل حليف خليجي واحد على حساب الآخر.

وصرح مسئول أمريكي بأن المبعوثين الأمريكيين تيم لندركينج، المسئول في وزارة الخارجية، والجنرال المتقاعد من القوات البحرية أنتوني زيني، قاما بجولة خليجية هذا الأسبوع لمناقشة المسارات المحتملة نحو حل الخلاف.

وقال المسئول إن "وحدة الخليج ضرورية لمصالحنا المشتركة لمواجهة النفوذ الإيراني ومكافحة الإرهاب وضمان مستقبل مزدهر لكل شركائنا الخليجيين"، مضيفًا أن الخلاف يلحق الضرر أيضًا بالشركات الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن القادة العسكريين الأمريكيين لديهم مخاوف أخرى من استمرار النزاع بين طرفين ذات أهمية عسكرية للولايات المتحدة، حيث يتواجد مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، وقاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تدير الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" وغيرها من العمليات.

ويمثل النهج الحالي تحولًا كبيرًا في موقف ترامب منذ بداية الأزمة الخليجية في يونيو الماضي، الذي أعلن دعمه للمقاطعة في البداية، متهمًا الدوحة بتمويل الإرهاب، بينما شرَع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في تهدئة الأوضاع من خلال التوقيع على اتفاقية تمويل مكافحة الإرهاب مع قطر، في الشهر التالي لإعلان المقاطعة.

وعلى الرغم من تكثيف الجهود الدبلوماسية الأمريكية، يرى المحللون أنهم غير متأكدين حول ما إذا كانت الوساطة الأمريكية ستُسفر عن تسوية حقيقية، أو إذا كان مجلس التعاون الخليجي قد يُحَل.

وقال إبيش: "إن مبعوثي واشنطن موجودون في الدوحة وأبوظبي والرياض هذا الأسبوع لمعرفة المدى الذي يمكن أن يتحرك فيه كل جانب بشأن القضايا الأساسية المتعلقة بتخريب وسائل الإعلام القطرية، واستضافة المتطرفين والعلاقات مع طهران وأنقرة".

وأضاف: "إن الولايات المتحدة تستطيع التوصل إلى اتفاق وتشارك في توقيعها  لضمان التزام الدوحة بتعهدها، لكن لا يزال هناك عنصر واحد مفقود وهو النفوذ".

وأكد إبيش على أن القمة المرتقبة في كامب ديفيد ما هي إلا محاولة لإقناع دول الرباعي العربي بأن هذا النزاع محرج للغاية بالنسبة للولايات المتحدة وقواعدها العسكرية، إلا أنها ليست حُجة مقنعة، مشيرًا إلى أن المحادثات في كامب ديفيد ستكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة للجميع.

وعلى الرغم من تصريحات واشنطن الدبلوماسية فإن الفجوة بين دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة قد تكون آخذة في الاتساع، بدلًا من الحل.