عميد «طب قصر العيني»: «تِلت اللي بيدرسه الطلبة ما لوش لازمة»
"قصر العيني" أول مدرسة لتعليم الطب في مصر، واستطاعت إضافة الكثير لمصر، حيث ساعدت في تعريب الطب، والقضاء على الأوبئة، ووضع قاعدة بيانات دقيقة عن السكان، العناية بالصحة العامة، التطعيم ضد الجدري، الحد من خطر وبائي الطاعون والكوليرا، التقليل من معدل وفيات الأطفال وزيادة متوسط عمر الرجال والنساء.
ويعتبر مستشفى قصر العيني من أقدم المستشفيات القومية في مصر، أنشئ في عهد محمد علي وسمي بهذا الاسم نسبة لصاحبه "أحمد بن العيني".
ويعد مستشفى قصر العيني من أكثر المستشفيات التي تشهد إقبالا كبيرًا من المرضى، فهو يمثل حوالي 17% من المنظومة الصحية في مصر، نظرًا للخدمة الممتازة، بالاضافة إلى أن أسعارها في متناول الجميع.
ويعود أصل هذا المستشفى العريق إلى القر التاسع عشر، عندما أمر محمد علي باشا بانشائه بعد مقابلة طبيب فرنسي يدعى"انطوان بارثيليمي"، والذي ساهم بعد ذلك في تأسيس المستشفي، حيث كان في بداية الأمر لتفادي الخسائر الفادحة لحملات محمد علي العسكرية.
حاور "الدستور" الدكتور فتحي خضير، أستاذ جراحة التجميل وعميد أقدم كلية في جامعات مصر كلية طب القصر العيني، من أجل التعرف أكثر على إمكانيات المستشفى، والخطط المقبلة للمستشفى، وعن وضع المنظومة الصحية في مصر، وتولي إدارة قصر العيني منذ حوالي 23 شهرًا، وأحدث به الكثير من التطورات والخدمات.
* ما تعليقك حول الجدل الذي أثير حول مستشفى "185 طوارئ" قصر العيني؟
انتشرت شائعة مؤخرًا أن أحد رجال الاعمال يشرفون على تطويره، وهذا كلام غير صحيح، المستشفى قام على تبرعات المصريين.
* ما مصدر التمويل الخاص بطوارئ وحوادث قصر العيني؟
المستشفى قام على إنفاق تجاوز 240 مليون جنيه، بالإضافة إلى 40 مليون جنيه تبرعات، تم افتتاح نصف المستشفى في عهد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، والنصف الآخر العام الحالي.
* ما الإمكانيات الحالية لمستشفى طوارئ قصر العيني ؟
يضم 3 أدوار، تضم ست غرف عمليات طوراي، بالإضافة الى أكثر من مائتي سرير، والأجهزة الخاصة بها.
مرضي الحروق لهم أماكن بالمستشفي الجديدة؟
بالطبع فـ"185 طوارئ" يضم قسما كاملا للحروق، يحتوي على 36 سريرا مجهزا، منها 12 عناية مركزة، بالإضافة إلى غرفتين للعمليات، وبالتالي يعتبر أكبر قسم للحروق في مستشفيات مصر وبالمجان.
* ما تعليقك على المشاهد التي انتشرتعبر مواقع الإنترنت عن وجود المرضى على "ترولات" بالممرات؟
هذا بسبب التكدس الرهيب، فلا يوجد وقت لكي يترك سرير بدون مريض عليه، لذلك توجد هذه المشاهد، فقصر العيني لا يغلق أبوابه في وجه أحد، عكس ما تفعله مستشفيات الحكومة الأخرى.
*هل لديك أزمة في التمريض بالمستشفي؟
نعم لدي عجز كبير يصل إلى حوالي 900 ممرضة بالمستشفي، وذلك وفقًا للمعايير العالية.
برأيك ما السبب وراء هذا العجز في نسب التمريض في مصر؟
السبب وراء هذا العجز، هو نظرة المجتمع لمهنة التمريض، وليس العجز أيضا في الكم ولكن في الجودة، الأمر الذي دفعني إلى ستقطاب بعض الخبراء في التمريض لتدريب ممرضي مستشفى قصر العيني على أحدث الأساليب.
* يرى الكثيرون أن الطبيب المصري غير كفؤ.. ما رأيك في هذا؟
كلام غير صحيح، فخريجو كلية طب قصر العيني لا يقل مستواهم عن أي طالب طب في الدول الأخرى، بالرغم من قلة الإمكانيات المتاحة له، فالهدف في النهاية تخريج طبيب محترم للمواطن المصري.
* ما حلولك للنهوض أكثر بالتعليم الطبي في مصر؟
تطبيق الساعات المعتمدة، بالإضافة إلى إلغاء الماجستير واستبداله بشهادة "بورد" مهنية، وزيادة نسبة العملي، وتعديل بعض المناهج، فثلث ما يدرسه خريجو نظام السبع سنين "ملوش لازمة"، بالإضافة إلى ربط رخصة مزاولة المهنة بالامتحانات ونتائج الطالب خلال سنوات الدراسة.
* كيف ترى المنظومة الصحية في مصر؟
أي منظومة بالعالم تعتمد علي ثلاث جهات "مراقب وممول ومقدم خدمة"، وأرى أن إصلاح المنظومة الصحية في مصر سيحدث بعد فصل هذه الجهات الثلاث.
* ما مشكلة التأمين الصحي في مصر؟
يحتاج التأمين الصحي أن يستقل عن وزارة الصحة، وان يكون له تمويل مستقل بذاته، الأمر الذي يؤدي إلى خدمة مميزة.