اليهود غير مؤمنين فى فكر مارتن لوثر
تُحيي الكنيسة الإنجيلية، الأحد المقبل، ذكرى رحيل مؤسس الطائفة الإنجيلية «مارتن لوثر»، الراهب الألماني، والقسيس، وأستاذ اللاهوت، ومطلق عصر الإصلاح في أوروبا، بعد اعتراضه على ما يسمى بـ«صكوك الغفران» وممارسات الكنيسة الكاثوليكية في عصره، واعتبر اليهود غير مؤمنين، لأنهم لم يعترفوا بالمسيح هو المسيا.
وفي السطور التالية تستعرض «الدستور» فكر مارتن لوثر تجاه اليهود:
وكتب مارتن لوثر، عن اليهود في جميع مراحل نشاطه، على الرغم من العدد القليل جدًا من اليهود الذين تعامل معهم، لكن مواقفه كانت تعكس التقاليد اللاهوتية والثقافية في الغرب آنذاك، والتي صنفت اليهود كشعب رفض قبول المسيح، ومن ثم تورط في قتله، وعاش ضمن مجتمعات منعزلة عن المحيط العام في أوروبا.
واعتبر لوثر اليهود، غير مؤمنين لأنهم رفضوا الاعتراف بأن يسوع هو المسيّا، رغم أنه في الوقت نفسه، كان يعتقد بأن جميع البشر على اختلاف مللهم وأعمالهم اشتركوا في الذنب نفسه وفي ارتكاب الشر ضد الله.
وفي عام 1523، نصح لوثر بالعطف تجاه اليهود، وبرر ذلك بأن يسوع نفسه قد ولد يهوديًا، لكنه أوضح أن الهدف من المعاملة الحسنة بهدف تحويلهم إلى المسيحية، وأمام فشل مثل هذه الجهود، زادت عدائية لوثر لليهود.
وكانت أعمال لوثر الرئيسية عن اليهود هي نحو 60،000 مقالة جمعها في كتاب عن اليهود وأكاذيبهم، وقال لوثر، إن اليهود لم يعودوا شعب الله المختار، وإنما «أناس الشيطان»، ودعا لإحراق المعابد اليهودية وتدمير منازلهم، ومنع الحاخامات من الوعظ والاستيلاء على أملاكهم، ووصفهم بأنهم «الديدان السامة» التي يجب أن «تعمل أو تطرد إلى الأبد»، وبين أنه «من الخطأ عدم قتلهم».
وتركت أعمال مارتن لوثر، تأثيرًا على أتباعه حتى بعد وفاته، وعلى الرغم من أن السلطات المدنية آنذاك رفضت طرد اليهود بناءً على اقتراح لوثر، فإن أعمال شغب اندلعت خلال عقد 1580 تعرض خلالها اليهود لطرد جماعي من المقاطعات الألمانية اللوثرية.
وبحسب عدد كبير من المؤرخين، فإن للوثر وشعبيته أثر بالغ في تطوير معاداة السامية في ألمانيا، وخلال فترة 1930-1940 استخدم الحزب النازي كتابات لوثر، لتكون «الدعامة المثالية» لمعاداتهم الساميّة ومحاولات القضاء على اليهود.
ولكن عام 1980 تنكرت الكنائس اللوثرية من تصريحات مارتن لوثر حول اليهود، ورفضوا استخدامها للتحريض ضد اليهود أو ضد اللوثرية بأي شكل من الأشكال.