«مارتن لوثر».. مصلح الإنجيلية والمنفى من الكنيسة الرومانية
تحيي الكنيسة الإنجيلية، الأحد المقبل، ذكرى رحيل مؤسس الطائفة الإنجيلية «مارتن لوثر»، الراهب الألماني، والقسيس، وأستاذ اللاهوت، ومطلق عصر الإصلاح في أوروبا، بعد اعتراضه على ما يسمى بـ«صكوك الغفران» وممارسات الكنيسة الكاثوليكية في عصره.
وغير «مارتن لوثر» في الكثير من المبادئ الكنسية المتعارف عليها في الكنائس التقليدية «الأرثوذكسية والكاثوليكية» والتي تعتمد بالأكثر على تسليم الأباء الرسل.
بداية التغيير وأسباب نفيه:
نشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمس وتسعين نقطة تتعلق أغلبها بلاهوت التحرير ورفضه سلطة البابا في الحل من «العقاب الزمني للخطيئة»، ولم يتراجع عن نقاطه الخمس والتسعين بناءً على طلب البابا ليون العاشر عام 1520، وطلب الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ممثلة بالإمبراطور شارل الخامس، الذى أدى به للنفي والحرم الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقة كنسيًا وخارجة عن القوانين المرعية في الإمبراطورية.
أبرز أفكاره
- رفض «السلطة التعليمية» في الكنيسة الكاثوليكية، معتبرًا أن لكل إنسان الحق في التفسير.
- عارض سلطة الكهنوت الخاص «للرجال فقط» باعتبار أن جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة، سيدات ورجال.
- سمح للقسس بالزواج، نظرًا أن هذا العصر كان القسيس لا يتزوج.
- قدم ترجمة خاصة للكتاب المقدس بلغته المحلية، بدلًا من اللغة اللاتينية.
- طور مبادئ الترجمة، وأثرت ترجمته لاحقًا على ترجمة الملك جيمس باللغة الإنجليزية للكتاب المقدس.
- ألف «لوثر» عددًا كبيرًا من التراتيل الدينية التي أثرت في تطور فن الترانيم في الكنائس.
مرحلة الطفولة والتعليم
ولد مارتن لوثر، من لودر هانز ومارغريت نيي يندمان، في 10 نوفمبر 1483، في أيسلبن ضمن ألمانيا حاليًا، وانتقلت عائلته إلى مانسفيلد في 1484، وكان له عدد من الأخوة والأخوات، أقربهم لمارتن هو شقيقه جاكوب.
التحاقه بالرهبنة الأوغسطينية
طبقًا لرغبة والده، التحق لوثر بكلية الحقوق في إيرفورت عام 1505، والتفت للاهوت والفلسفة، وقرر لوثر أن يحيا في الرهبنة.
الرهبنة والحياة الأكاديمية
خلال حياته الرهبانية، كرس لوثر وقتًا طويلًا من يومه للصوم الطويل والتأمل والصلاة، والحج والاعتراف المتكرر، وعين عام 1507 أستاذًا للكهنوت في كان، وفي عام 1508 بدأ تدريس اللاهوت في جامعة فيتنبرغ، ثم حصل على درجة البكالوريوس في دراسات الكتاب المقدس في 9 مارس 1508، ودرجة أخرى للبكالوريوس في عام 1509، وفي 19 أكتوبر 1512 حصل على درجة الدكتوراه في أصول الدين، وأخيرًا في 21 أكتوبر 1512 حصل على درجة الدكتوراه في الكتاب المقدس، وعاد إلى جامعة فيتنبرغ، حيث قضى القسط الأوفر من حياته.
مرحلة زواجه
تزوج مارتن لوثر، من كاترينا فون بورا، وهي واحدة من الراهبات الكاثوليكية، 13 يونيو 1525.
بدايات الإصلاح
ركز فكر لوثر اللاهوتي، أنّ الله يمنح المغفرة بمعزل عن أي عمل صالح، وأن الغفران يحل من أي عمل تكفيري أو عقوبة مرتبطة به، واعتبر أنه لا يجوز على أتباع المسيح القبول بمثل هذه «الضمانات الكاذبة» المتعلقة بالعمل الصالح، وفي يناير 1518 قام مجموعة من أصدقاء لوثر بترجمة الأطروحات الخمسة والتسعين من اللاتينية إلى الألمانية وطبعت ثم وزعت النسخ على نطاق واسع، ما جعلها واحدة من أول أكثر الكتب انتشارًا في التاريخ.
أشهر مؤلفات لوثر
للوثر ثلاثة مؤلفات شهيرة نشرت عام 1520، وهي: «النبالة المسيحية والأمة الألمانية وكتاب السبي البابلي للكنيسة وكتاب حرية المسيحي».
السنوات الأخيرة ووفاته
لوثر كان يعاني من اعتلال صحي لسنوات عديدة، بدءً من عام 1531 وحتى 1546، حين تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، ويحتفل بعيد لوثر في 18 فبراير في الكنيسة اللوثرية وفي الولايات المتحدة، أما في كنيسة إنجلترا، يحتفل به مع عيد جميع القديسين في 31 أكتوبر.
الحكم بالنفى والهرطقة
بسبب تمسكه برسالته ورفضه التراجع عن نقاطه الخمس والتسعين تم نفيه والحرمان الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقة كنسيًا وخارجة عن القوانين المرعيّة في الإمبراطوريّة.