الضباط الملتحون وضرب سوريا!!
قد يتساءل البعض: ما علاقة ضباط الشرطة الملتحين بضرب إسرائيل لسوريا الأسبوع قبل الماضي؟ وهل الضباط هم السبب فى ضرب سوريا؟ لو علمنا كيف قامت إسرائيل بضرب سوريا سوف نصل إلى نتيجة أننا شعوب لا تستحق الحياة، شعوب جاءت إلى الدنيا
من أجل خدمة الآخرين، شعوب تعيش عالة على دول أخرى، وكأن الله سبحانه وتعالى خلقنا من أجل أن نأكل ونشرب ونتظاهر ونصنع لأنفسنا أزمات لا نخرج منها أبدا ويا ليتنا حتى ننتج ما نأكل ونشرب ونلبس بل بأيدى دول يعتبرها فصيل منا «كافرة»، حينما قامت إسرائيل بضرب سوريا وانتهاك المسجد الأقصى، تعالت الأصوات التى تشجب وتندد وتدين العمل الإجرامى وطالبوا بالتظاهر فى الأزهر وليس فى تل أبيب أو القدس أو الجولان أو دمشق أو غزة أو حتى على الحدود المصرية الإسرائيلية حيث صدعونا قبل الثورة بضرورة فتحها حتى يستطيعوا إبادة إسرائيل من الوجود، اليوم الحدود مفتوحة على البحرى أين أنتم؟ لو فكرتم للحظة كيف ضربت إسرائيل الأسلحة الإيرانية فى دمشق؟وكيف علمت أنها أسلحة؟ وكيف دمرتها وهى على سيارة متنقلة؟ وكيف حددت الهدف ودمرته؟ وكيف حدث كل ذلك وهى فى تل أبيب، وكيف خرج الصاروخ من تل أبيب إلى دمشق متتبعا الهدف المتحرك ثم دمرته؟ لو عرفتم الإجابة سوف تعلمون أن الموضوع ليس مجرد ضرب أسلحة، إنه تطور هائل للتعليم والبحث العلمى إنه قمة التقدم التكنولوجي، إنه الخيبة الكبيرة التى نعيش فيها.نفر قليل من ضباط شرطة خالفوا قانون وأعراف وزارة الداخلية ويريدون هدم الدولة، أدخلوا كل مؤسساتها فى متاهة من أجل إطلاق لحيتهم، لو أن التقوى عندهم إلى هذا الحد لماذا لم يطلقوها فى العهد السابق؟ ولماذا وافقوا على العمل بالشرطة من قبل دون اللحية؟ أم أن اللحية قبل الثورة حرام واليوم حلال؟ إنه قمة النفاق والاستهانة بالبلد ومصالحه العليا. والأغرب من ذلك هو موقف مجلس الشورى الذى يضيع أموال الشعب فى مناقشة مثل هذه الأمور، هنا يجب أن نثنى على موقف وزير الداخلية الصارم فى هذا الموضوع وأتمنى ألا يتراجع عنه تحت أى ضغوط حتى لو اتهموه بالكفر أو فقد منصبه، من يتهمون الوزير بالكفر هم أبعد الناس عن الإيمان ويريدون الدمار للبلد هم الذين يحللون ويحرمون التعامل مع الأقباط حسب مصالحهم، كما أتمنى من مؤسسة الرئاسة والمؤسسات الأخرى ألا تضغط على وزير الداخلية فى شأن الضباط الملتحين فهو أعلم بشئون وزارته، لو سمعنا كلامهم سوف تزداد مصر تخلفا بقدر ما تزداد إسرائيل تقدما، تمسك وزير الداخلية بموقفه سوف يحمى مؤسسات الدولة المهمة «الجيش والخارجية والمخابرات» من هذا التخلف والله أنا حزين على الحالة التى وصلنا إليها نحن دولة تستورد أكثر من نصف غذائها من الخارج بالإضافة إلى الدواء والسلاح والطاقة فى حين أن عدونا على الحدود يتقدم كل ثانية ومع ذلك مازال بيننا من يحرم تهنئة الأقباط ويكفر المواطنين غير الملتحين، أتمنى من هؤلاء أن يقولوا لنا ماذا قدموا للوطن والمواطن، بل هم تسببوا فى خروج كثير من الشباب المسلم عن دينه، هم يتسببون فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين فى الغرب ويؤكدون اتهامات الغرب لنا بأننا إرهابيون متخلفون، اللهم ثبتنا على دينك السمح ولا تؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا واحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، آمين.
■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط