بالصور.. لماذا لم تغرق الإسكندرية فى الشتاء؟
للشتاء طقس خاص وتحديدًا في محافظة الإسكندرية، ولكن من عام 2015 وأصبح فصل الشتاء يأتي بحالة من التأهب والحذر بعدما عاش السكندريون شتاء لم يمر عليهم من قبل، فلا أحد يستطيع أن ينسى مشهد غرق الإسكندرية، ومساواه الأسفلت بالبحر، وأيضًا لا أحد ينسى المشهد الشهير بإستبدال السيارات بجيت سكي، والمأساه التي حدثت بوفاه عدد من الأشخاص بسبب إختلاط الأسلاك الكهربائية بالسيول الناتجة من مياة الأمطار، وغرق الأنفاق، كل هذه المشاهد محفورة بداخل كل مواطن وتتكرر في مخيلته كلما إقترب موسم الشتاء.
ونتج عن هذه الأزمة قرارات مهمة، أولها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي برفقة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء للإسكندرية وصرف مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لحل أزمة الصرف الصحي، وقبول استقالة المحافظ الأسبق هاني المسيري.
وشهد عهد اللواء رضا فرحات محافظ الإسكندرية السابق، والذي خلف هاني المسيري، أستعدادات اتخذتها المحافظة، من تواجد عربات الضفط بشكل مستمر، وعمل نماذج محاكاه للتصدى لنتائج النوات من قبل شركة الصرف الصحي بالتعاون مع الأحياء، للتدخل اللحظي لتصريف أي تجمعات للمياه، وحصر جميع النقاط الساخنة بالمحافظة، والتي حدثت بها مشاكل من قبل بسبب مياة الأمطار لحل الأزمة بها.
مع أول موسم شتاء في عهد الدكتور محمد سلطان، المحافظ الحالي، ومرورًا بأول نوة
«الفيضة الصغرى» تفادى طريق الكورنيش أي مظاهر تراكم لمياة الأمطار، ولكن رغم ذلك لم يسلم مقر نادي المهندسين وأيضا الأطباء في منطقة سابا باشا من الغرق نتيجة لإرتفاع موج البحر، وتراكم المياه بداخلهما، أما في غرب الإسكندرية، فكان له نصيبا أيضًا من تراكم المياه الناتجة من الأمطار في شوارعه ما أثار حالة من الإستياء بين أهالي المنطقة، وتعطل حركة المرور لبضع ساعات.
ورصدت «الدستور» أراء المواطنين في المناطق التي تضررت من سيول الأمطار من قبل:
قالت آية حسين من منطقة باكوس، أن هذه المنطقة بكونها سوق مفتوح ففي حالة الشتا الطبيعي لا نستطيع السير في طرقات المنطقة وفي عام 2015 تحديدًا طمست المياه الشوارع كباقي المناطق في الأحياء، ولكن باكوس زاد فيها الأمر نتيجة تواجد فرشات الباعة بإستمرار فيها وكونها سوق.
تابعت لمياء مجد من سكان منطقة بحري، إن الوضع إلى الآن مستقر بشكل معقول ولكن هذا لايعود إلى كفاءة عمل المسئولين وإنما يعود أن الإسكندرية إلى الأن لم تتعرض سوى لنوة واحدة فقط ولم تكن قوية كما إعتادنا من نوات الإسكندرية، فكان الوضع تحت السيطرة، فنحن نريد حلول للأزمة بدلًا من الحلول المسكنة المؤقتة، فالإسكندرية مهددة بالغرق، ولا يصح أن ننتظر وقوع الكارثة وبعد ذلك نفكر ماذا نفعل.
قال مصطفي السيد من سكان منطقة سيدي بشر، أن من الملاحط مجهود الأحياء استعدادًا لموسم الشتاء، ونجد تحسن ملحوظ في الشوارع والطرقات وخاصًة الأنفاق التي كانت تتعرض للغرق من قبل، معلقًا " أن موسم شتاء 2015 كان حدث تاريخي لا تنساه الأذهان" ولكن مع العلم أن هناك بعض الشنايش في شارع أبي قير مسدودة، كما أن إنتشار القمامة في الشوارع ومع تساقط الأمطار عليها تجعلنا نستنشق رائحة كريهه.
كان رئيس هيئة الأرصاد الجوية، صرح خلال مداخلة على قناة النهار، أن التغيرات المناخية أثرت بشكل شديد في عدد من دول العالم، ومنها مصر، خاصةً في سواحلها بالإسكندرية، محذرًا من أن الدول المنخفضة مثل مصر ستغطيها المياه الزائدة، ولابد من أخذ الإحتياط بوضع مصدات وعوائق أو ردم الشواطئ لحماية السواحل حال إرتفاع سطح المياه.