«المهندسين» تُكرِّم أبطال ملحمة كنيسة «مار مينا» في حلوان
كرَّمت نقابة المهندسين، اليوم الإثنين، أبطال ملحمة كنيسة «مار مينا» في حلوان، في حضور المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين، والمهندس فايق جرجس الأمين العام المساعد، والمهندسة زينب عفيفي أمين الصندوق، والمهندس عبد الكريم آدم أمين الصندوق المساعد، والدكتور مهندس حماد عبد الله حماد رئيس شعبة الغزل والنسيج، والشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الشريف الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور القمص أغاثون كاهن كنيسة «مار مينا» بحلوان، مصطفى برعي خادم المسجد الذي استغاث بالمصلين والمارة لحماية الكنيسة، وصلاح الخولي المواطن الذي ألقى نفسه على الإرهابي وتمكن من القبض عليه، وأسرة الشهيد رضا عبد الرحمن إسماعيل رجل الشرطة المكلف بتأمين الكنيسة.
بدأ حفل التكريم بدعوة وجهها نقيب المهندسين للحضور بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الوطن من المدنيين ورجال القوات المسلحة والشرطة، ثم أكد في كلمته أنَّ النقابة منذ إنشائها تقوم بدور وطني يعرفه الشعب المصري وليس الوسط الهندسي فحسب، لافتًا إلى أنَّه كان لزامًا على النقابة أن تقف اليوم هذا الموقف لتتشرف بتكريم كل الرموز التي شاركت في ملحمة كنيسة مار مينا بحلوان.
وصف نقيب المهندسين ما حدث من عناصر مصرية شريفة مخلصة لتراب وطنها بالموقف البطولي والفدائي، وأن مصر ستظل تفتخر بل وستتذكر دائمًا موقف رجل الشرطة الشهيد رضا عبد الرحمن إسماعيل أحد العناصر المكلفة بتأمين الكنيسة الذي دفع حياته ثمنًا للحفاظ على دماء إخوانه الأقباط الذين كانوا يؤدون شعائرهم داخل دار العبادة؛ ليؤكد أن شعب مصر نسيج واحد وأن الإرهاب لا يعرف جنس ولا دين ولكي يرد على المغرضين الذين يريدون النيل من وحدة وتلاحم شعب مصر بأن الأقباط هم فقط المستهدفون في مصر.
كما أكد «النبراوي»، أنَّ المحاولات المستمرة من الإرهابيين لاستهداف وحدة المصريين لن تفلح وأن الشعب كله وعي لهذا المخطط الخسيس وأصبح لديه ما يكفي من فطنة أن هذه محاولات بقصد إشعال الفتنة بين نسيج الشعب ضاربًا المثل، بأن الإرهاب قبل أن يستهدف الكنيسة استهدف المسجد، واستدل على ذلك بمجزرة مسجد الروضة بالعريش.
وفي ختام كلمته وجه المهندس طارق النبراوي الشكر للمهندس محمد فريد خميس رئيس مجلس إدارة النساجون الشرقيون على مساهمته في إقامة حفل تكريم أبطال حلوان.
من جانبه وصف المهندس فايق جرجس لقاء اليوم بأنه يجسد حجم العلاقة الأصيلة بين شطري الأمة، مؤكدًا أنه لم ولن تفلح أي محاولة لزعزعة علاقات الأشقاء القائمة على الرحمة والمودة والحب، لافتًا أن التاريخ أكد وأثبت أن المصريين حائط صد منيع في وجه أي محاولة للنيل من مصر، وأن كل حادثة يشهدا الوطن تقوي ولا تضعف بل وتؤكد فشل الإرهاب والإرهابيين في تفتيت وتمزيق نسيج الوطن.
فيما أثنى الشيخ محمود عاشور على الدور الذي تقوم به نقابة المهندسين في تكريم عناصر مصرية واجهت الإرهاب بصدورها، ومنعت هدم بيت من بيوت الله وسطرت أسمائها في التاريخ بأحرف من ذهب.
وقال «عاشور»، إن أي إرهابي ليس منا ولا من بيننا ولا من نبتة أرض مصر الطيبة، موجهًا ندائه لطوائف الشعب المصري بالتماسك والحفاظ على الوحدة التي أسسها الشعب المصري بنفسه منذ عهد عمرو بن العاص عندما فتح مصر.
كما هنأ «عاشور»، الأخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد.. مشددًا على أن تهنئتهم واجبة على كل مصري مسلم وأن من يدعي بغير هذا منحرف دينيًا وبعيد عما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في ختام كلمته وجه «عاشور»، التحية لصلاح الخولي واصفًا إياه بالبطل الذي لا يقل في دوره بأي بطل يقدم نفسه وروحه فداء لوطنه في الحرب، كما دعى الحضور أن يقرأوا الفاتحة على روح رجل الشرطة الشهيد رضا عبدالرحمن إسماعيل والدعاء له لأنه دفع حياته ثمنًا؛ للحفاظ على أرواح إخوته الأقباط وهم يؤدون شعائرهم.
وفي كلمة مقتضبة للدكتور القمص أغاثون كاهن الكنيسة قال: «علمنا البابا شنوده الثالث أن نبدأ الكلام باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعًا»، وتابع: «أراد الله أن يفرح شعب مصر في ظل هذه الغمة بأن نرى هذه الملحمة الذي كنا نقرأ عنها في ثورة 1919، وأراد الله أن يلتحم التاريخ بهذه الثورة مع نهاية عام 2017»، مؤكدًا أنَّ الله يريد أن يزيل عن مصر الغمة بشهداء تسقط كل يوم فداء لأخوتهم حتى يزداد الأحياء مسلمين وأقباط تمسكًا وتلاحمًا.
واختتم «أغاثون»، كلمته أيضًا بتعبير البابا شنوده بأن مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه، وأن رئيس الجمهورية قال لا يمكن أن قوى الشر تغلب قوى الخير.
واختتم حفل التكريم بكلمة للدكتور حماد عبدالله حماد أشار فيها إلى أنه مدعو للحديث مرتين، إحداهما نيابة عن المهندس محمد فريد خميس الذي تبرع للمسجد المجاور لكنيسة مارمينا بخمسمائة متر من الموكيت ومثلهم للكنيسة، والأخرى بصفته النقابية.
وأشار «حماد» إلى أن مصر مكتوب عليها أن تشهد كل فترة حادثة إرهابية لا تفرق بين مسلمين وأقباط ولم تفلح في تشتيت وزعزعة المصريين وشق صفهم، مستدلًا على قوة العلاقة بين عنصري الأمة منذ الحروب التي خاضتها مصر وكان الخندق الواحد يشهد تكاتف واتحاد الجندي المسلم بأخيه القبطي بل وأحيانًا يختلط دمهم ليشهد على الوحدة وفناء الروح دفاعًا عن أرض مصر الغالية، مختتمًا كلمته بتوجيه التحية لصلاح الخولي قائلًا: كنت أتمنى أن أكون صلاح الخولي، كما وجه التحية لأسرة شهيد مصر رجل الشرطة رضا عبدالرحمن إسماعيل.
وفي ختام فعاليات التكريم قدمت النقابة هدايا عينية لصلاح الخولي وأسرة الشهيد رضا عبدالرحمن إسماعيل، وخادم المسجد مصطفى برعي.