رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا تواضروس: «نحن نبدأ عصرًا جديدًا بفكر جديد لبناء مصرنا الحبيبة»

البابا تواضروس والسيسى
البابا تواضروس والسيسى

قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال كلمته فى قداس عيد الميلاد المجيد، أمس السبت، بالكاتدرائية الجديدة في العاصمة الجديدة: "أهنئكم أيها الأحباء بعيد الميلاد المجيد والعام الجديد 2018، في البداية أحب أن أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي بوعده بالكاتدرائية الجديدة في العاصمة الجديدة، وبها مسجد كبير لتكون عنوانا للحضارة، هذا العمل العظيم نسجله كعمل غير مسبوق منذ 50 سنة".

وتوجه البابا بالشكر للرئيس السيسى قائلًا: "أشكره لا باسم الأقباط فقط ولكن باسم المصريين، ونحن نشعر بأننا نبدأ عصرا جديدا بفكر جديد لبناء مصرنا الحبيبة"، وتوجه بالشكر أيضا لكل المهنئين من أعضاء الحكومة والجيش والنواب والسفارات، سواء ببرقيات أو بالاتصال أو بالحضور للتهنئة أو بحضور الصلاة.

وتابع: "أود أن أقدم شكرا خاصا للهيئة الهندسية والقوات المسلحة التي تقوم بتنفيذ مشروع الكاتدرائية، وكل المهندسين والعمال والفنيين، وهو مجهود وعمل متواصل امتد لأكثر من عام لتنفيذ وعد فخامة الرئيس".

أشار إلى أن الكاتدرئية التي تحمل اسم ميلاد المسيح هي الكاتدرئية الوحيدة التي تحمل هذا الاسم، كما كنيسة المهد في أورشليم، ولأنها أعلن عنها في عيد الميلاد وجاءت من اسم كريسماس "كرست - المسيح وميسي- ميلاد"، وهو فعل من اللغة المصرية، مؤكدًا أن هذا الحدث سوف يظل محط الأنظار.

وأضاف، أودّ في البداية أن أرسل التحية والتهنئة لجميع الأساقفة والكهنة في أمريكا وكندا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وأورشليم وأستراليا، ونرحب بكل الذين شرفونا.

وأردف: هذا العيد هو بداية السنة وبداية مفرحة، وعندما نتذكر قصة الميلاد في قرية صغيرة ليقسم هذا الحدث ما قبله وما بعده، وما قبله يسمى عهد قديم، وما بعده زمن جديد، وكل عام نأتي ونتقابل وننظر إلى طفل المذود، وهو احتفال نجد أمامه كل الدهشة.

وأضاف، إذا نظرنا إلى الطفل المذود نجد العلاج في حالة الطفولة، مستشهدًا بآية الإنجيل "الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد الصغار فلن تدخلوا ملكوت السموات"، مضيفًا "إذا رجع العالم إلى صفات الطفولة، يجد حلا لجميع لمشاكله، وهذه الطفولة تتمثل في عدة صفات:
١- البساطة: يضحك ويلعب ببساطة، وهذه البساطة نجدها في مجموعة الرعاة، جاءوا إلى المسيح ببساطة، ليس لهم مكان، بملابس بسيطة، وأكل بسيط، إذا أراد الإنسان أن يكون سعيدًا يجب أن يكون بسيطا.

٢- الإيمان والتصديق: نجد أليصابات وزكريا الكاهن بدون نسل وكان كاهنا، وتأخر الله ليعطيهم يوحنا أعظم مواليد النساء والطفل يصدق كل شىء ببراءة شديدة، فينظر إلى أستاذه ووالديه على أنهم يستطيعوا أن يفعلوا كل شىء، نحن نبعد عن الإيمان ويضرب العالم الإلحاد، والإيمان يعني وجود الله والمخافة الإلهية.

٣- النقاوة: الإنسان ينظر إلى القلب ولكن البشر ينظر إلى الوجه لذلك نظر الله إلى القلب، مثل قلب العذراء مثل قلب بسيط لم يتلوث.

٤- الحكمة: نجدها في المجوس الذين جاءوا من المشرق وكانوا ملوكا جاءوا ليسجدوا أمام الطفل بكل تواضع، وهذه الحكمة موجودة عند الأطفال، فأحيانا نجد عندهم حلولا لمشاكل الكبار.

جاء المجوس ليقدموا الذهب واللبان والمر، بكل تواضع تحملوا مشاق السفر وجاءوا بكل حكمة ليسجدوا لطفل المذود.

٥- الفرح: نجدها في الملائكة وهم ينشدون في فرح كما الأطفال الذين يحبون الفرح والغناء وعندما نلعب معهم نجد فرحا، ولذلك جاء المثل المصري "أعز الولد ولد الولد".

وهذا هو نداء الطفولة، وكما يبدأ الطفل نبدأ في هذه الكاتدرائية في مصرنا الحبيبة التي يحيا فيها الجميع وهي معلمة للعالم أجمع وتحتضن الجميع.

واختتم: ولا أنسى أن أشكر شهداء الوطن. وأعزى المجروحين، وليحفظ الله مصر والعالم أجمع، ويسند كل المسئولين في مصر لتحمل كل المسئوليات.