رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سلفى منشق: السلفيون خوارج العصر وسبب انتشار الإلحاد

الشيخ خالد المرسى
الشيخ خالد المرسى

وصف الشيخ خالد المرسى، أحد الشباب السلفيين المنشقين، التيار السلفى، بـ«خوارج العصر» و«أصل الشرور»، لافتا إلى أنهم من أكبر أسباب انتشار الإلحاد، وممن ينطبق عليهم قول النبى: «يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم».
وكشف، فى حواره مع «الدستور»، عن سبب تركه السلفيين، وكيف تحول التيار إلى بوابة لتصدير الشباب إلى جماعات العنف والتكفير.

■ لماذا ابتعدت عن السلفيين؟
- القادة والعلماء «أدعياء» يدعون حيازتهم درجات عالية من العلم والتقوى والأخلاق، لكن عند اختبارهم فى مواقف مثل «المنافسة والتباحث العلمى مع تلامذتهم أو ممن يخالفونهم» يتضح أنهم أدعياء وكذبة، وهم يدعون العلم والتقوى بلسان حالهم لا بلسان مقالهم، فلا أحد عاقلًا يدعى بلسان مقاله أنه تقى وعالم كبير مجدد. حقيقة الشخص لا تظهر أثناء أغلبية أو كثير من تفاعلاته مع من يتبعه ويوافقه، لكنها تظهر أثناء تفاعله مع من ينافسه ويعاكسه، ومعرفة حقائق الشخص من لسان حاله منبع عظيم من منابع العلم، بل هو هدف العلم الإنسانى وأساسه ومنطقه وفلسفته.
■ هل تعنى أن شيوخ السلفية أدعياء وليسوا علماء؟
- نحن لا نتحدث عن طلاب علم أو علماء، بل نتحدث عن جهال متعالمين وأدعياء ممن قال النبى فيهم «سفهاء الأحلام» وأمثالهم لا يكون تبيان خطئهم بإعطاء «وصفة» أو أجوبة بسيطة (فهذا يكون فقط حين نتحدث عن قوم يصح انتسابهم إلى العلم وأهله).
أما هؤلاء المتعالمون فلهم ٤٠ سنة ينشطون، فضلا عن أساتذتهم الذين ماتوا منذ عقود، فكتبوا مئات الكتب وأصدروا آلاف الصوتيات، وبيان الخلل فى مثل هذا الحال لا يتأتى إلا بنخل هذا النتاج وتشريح كل ما يحتويه من أفكار صغيرة أو كبيرة.
هذا النخل لا يقدر عليه غير العلماء ذوى النظرة التفصيلية لا العلماء ذوى النظرة الإجمالية، وهنا أدل القراء على الدكتور الشريف «حاتم بن عارف العونى»، حفظه الله، الذى له ٩ سنوات يشرح نتاج شيوخهم وأمثالهم، وقد حقق نجاحات كثيرة ورجع على يديه شباب كثيرون، وسقط على يديه بعض أئمة هذا التيار السلفى حين تهوروا وناقشوه فأفحمهم وسقطوا سقوطًا صلبًا.
■ هل السلفية طريق الشباب للعنف والتطرف؟
- نعم، وبيان ذلك أن منهج الخوارج لم يظهر فجأة بتكفير المسلمين والخروج على الحكام بغير حق، لكنه نتاج ما اختمر فى عقول أهله من مناهج فكرية باطلة وعواطف لا تصدر عن صحيح الدين والعقل، فهو منهج له أول وآخر، أوله أسباب لو تركناها تعتمل فى المجتمع لأنتجت نتائج خطيرة ولو بعد حين.
هكذا كان الأئمة يفهمون منهج الخوارج، فمثلا تجد الإمام الشاطبى بعد أن حكى اتهام بعض طلاب العلم للإمام مالك بأنه عقلانى لا يلتزم بدلالة ظواهر النصوص الدقيقة، علق عليهم وقال إنهم يسيرون فى طلب العلم على طريقة الخوارج.
وبناء على ذلك تجد شيوخ السلفية هؤلاء متحققة فيهم المراحل الأولى لفكر الخوارج وسماتهم، مثل قول نبينا فى وصف الخوارج «يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم» هذا الوصف كناية عن سطحية علمهم، ومن سمات الخوارج المتحققة تطرفهم بالعلم الشرعى والسير به تجاه الفرقة وافتعال المشكلات بلا مبرر، والكراهية، وتضييق ما وسعه الله، والصراع مع بعض فئات المجتمع المهمة.
■ هل انتشار موجة الإلحاد كان بسبب السلفيين؟
- نعم السلفيون والإسلاميون عمومًا يشكلون جزءًا لا يستهان به من أسباب انتشار الإلحاد فى مصر، هذا نص عليه أكثر من خبير وعالم.
■ ما أبرز الكوارث التى ارتكبها السلفيون؟
- أهمها تدمير البنى التحتية للموارد البشرية فى المجتمع، وهى الدين والعقل، فهم نجحوا فى هدم أجزاء عظيمة منهما، وصدق فيهم ما قاله الإمام الشاطبى عن أمثالهم حين يريدون نصرة الإسلام، ويعوزهم الفهم السليم فيؤول بهم الحال إلى ضرب أصول الدين بفروعه، وواجباته بسننه، ثم ضرب الدين بالدنيا والعكس بالعكس.
■ كيف يغسل السلفيون عقول الشباب ويحولونهم إلى دمى فى أياديهم؟
- ما نراه من تشدد هؤلاء الشباب ضد من ينتقد شيوخهم يعود إلى عدم ثقتهم بهؤلاء الخصوم، وليس لكونهم دمى فى أيدى شيوخهم، ولهم الحق فى ذلك، لأن كثيرًا من المفكرين وخصوم الإسلاميين ينتقدون الإسلاميين بدافعين سيئين، أولهما: أنهم لا ينتقدون بعلم، ثانيهما أنهم ينتقدون هؤلاء الشيوخ لضيقهم وحنقهم من سفاهاتهم، أى كتنفيس عن ضيق صدورهم بهم لما رأوا من حماقاتهم فى المجتمع، ولا ينتقدون بدافع رسالى، وهو دافع صيانة الدين ممن يشوهه.