رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صاحبة مشروع «خام»: بعمل حاجات شبهي ونفسي مشروعي يكبر

جريدة الدستور

بيدٍ أنثوية، تحرك ما هو ساكن أمامها من خامات، وتستعد للعمل، تجلس على كرسيها، وتُملئ غرفتها بالموسيقى التي تحبها، أو مجموعة من أغاني مُطربيها المفضلين، ما يساعدها على التركيز، حتى تخرج منتجاتها اليدوية، التي تضم اكسسوارات متنوعة تقوم ببيعها.
تصنع فاطمة عزيز هيكل، 29 سنة، خريجة آداب القاهرة قسم تاريخ، منتجاتها اليدوية منذ عام 2011، وكانت أولها طقم نحاس، قدمته كمشروع تخرج لها من ورشة "واير نحاس".
تعمل "فاطمة" حاليًا، في قسم السكرتارية، بمصنع عطور، تقوم داخله بإدراج البيانات. أما عملها الذي تحبه وهو تصميم الاكسسوارات الهاند ميد، فتُغرق نفسها فيه قبل الذهاب للعمل، وعقب العودة إلى المنزل إن استطاعت، أو في العطلة الأسبوعية.

• الوظيفة مقابل الموهبة
وعن تكلفة الخامات تقول ابنة منطقة السيدة زينب لـ"الدستور": "كل المرتب بعد ما بيتشال منه التزمات كل شهر، رايح لمشروعي واسمه (خام)، مش قادرة أحقق توازنا بين الشغل وبين مشروعي بشكل كبير، لأن شغلي الصباحي بياخد وقت ومجهود، وده بيخليني مُرهقة ومتضايقة لأني عايزة مشروعي يكبر".
قد تبدو البدايات جميلة، ولكن هذا لا يمنع وجود بعض الصعوبات التي تجعلها أكثر متعة أيضًا، وعن ذلك تقول صاحبة مشروع "خام" للأعمال اليدوية: "حين بدأت العمل لم يكن هناك الكثيرون ممن يبيعون الخامات كما هو الحال الآن، لذا كنت أبتاع العلب المعدنية العادية، حتى فُتحت العديد من المحلات، واكتشفت أماكن أخرى تعرض منتجات أعلى، وحاليًا أبتاع منتجات من المعدن، دون أن أعتمد عليها بشكل كبير، وأستخدم أيضًا أحجارا طبيعية، وشبه طبيعية، ومؤخرًا اتجهت للفضة والنحاس "عشان أعمل شغل شبهي مش حاجات جاهزة بلضمها في بعض".

• رسم كروكي
تتابع فاطمة: "ألضم الأشكال مع بعض الأفكار وفقًا لتصوري لها، وهو أمر لا يستغرق وقتا كثيرا، وفيما يتعلق بالفضة والنحاس، بداية أرسم الفكرة على الورق، حتى لو بشكل كروكي، وتستغرق يومين لتنفيذها في الغالب، وأحيانًا أحدد الوقت وفقًا لطبيعة الفكرة التي أعمل عليها".
حتى وإن كانت تجارتك أو مشروعك بسيطا وفي بدايته، تواجه معضلات عند بدء عرض منتجاتك في الأسواق، وخاصة إن كنت تنافس من سبقوك في هذا المجال، وعن ذلك تقول "فاطمة": مع بداية نزولي السوق انضحك عليا من ورش ومحلات كتير في الخامات والأحجار، وكان في شغل كتير محتاجه أتعمله، وعطل ده إن مكنش في فلوس، لحد ما اشتغلت وبدأت أتعلم من المرتب".

• بعمل حاجة بحبها
"كل واحدة متميزة وموهوبة بحاجة مختلفة عن غيرها، وأنا بشوف إن من الشطارة إني أحول موهبتي لشغل، لأني هبقى بعمل حاجه بحبها وبكسب منها اللي يخليني أواجه الحياة، ومتطلباتي، خاصة لو مشروعي كبير".. بتلك الكلمات وصفت "فاطمة" كيفية مواجتها للمعروضات اليدوية الكثيرة حاليًا في الأسواق، وعن شعورها تجاه موهبتها ومشروعها الخاص.
زوج "فاطمة" يساعدها بداية من فترة الخطوبة، وفي سعادة وشعور بالأمان تروي عن ذلك قائلة: "كان بيصورلي الشغل ويشجعني أشتغل بعد الجواز، ده غير إن إحنا خصصنا جزء من شقتنا خليناه ورشة لشغلي، وهو مستحمل الخبط والرزع بتاع الشغل، وبينزل معايا نشتري الخامات، وبيصور المنتجات، ومهتم بصفحة الفيسبوك".

• سبوبة المعارض
في البداية لجأت صاحبة مشروع "خام" للبيع إلى الأصدقاء، ثم بدأت في تدشين صفحتها على "فيسبوك"، ثم بدأ تعرض منتجاتها في عدة أماكن، حتى تؤسس مكانها الخاص. وعن المعارض التي تستضيف صانعو مثل تلك المنتجات تقول: "المعارض للأسف دلوقتي بقيت سبوبة، أسعارها غالية جدًا، والمنظمين مش دارسين ولا فاهمين طبيعة السوق، ولا المكان أو طماعين وجايبين ناس كتير شغلهم قريب لبعض فبتنتهي معظم المعارض بخسارة وقت وفلوس".

• أحلم بمكان خاص بي
تُنهي فاطمة حديثها لـ"الدستور" عن طبيعة السوق الذي تعمل فيه حاليًا: "للأسف الشغل الصيني والجاهز مخلي السوق كله شبه بعضه، فبحاول أبعد عن المنتشر في السوق وعامل ضجة وسط الناس، وأعمل تصميمات بتاعتي أنا، وبحلم يكون عندي ورشتي ومكان بتاعي، أعرض فيه شغلي، وإن المكان ده يكبر، والناس تقدر الهاند ميد، وأد إيه إحنا بنتعب لحد ما بنطلع الشغل دا".