ثورة الطلاب في ورق الإجابات!
ومن قال إن أطفال اليوم هم كأطفال أمس؟!، فظروف الدولة المحيطة بنا ساعدت الأطفال على أن ينضجوا فأصبحت المصطلحات السياسية كلاما عاديا على ألسنتهم، وربما تمنعهم الدراسة أو صغر السن عن المشاركة فى المليونيات والنزول فى المظاهرات ولكنهم لم يستسلموا فكانت مدارسهم هى وسيلتهم للتعبير عن آرائهم والتأكيد على كونهم يفهمون كل ما يجري حولهم.
وآخر الأحداث والتعبيرات الثورية ما قام به طالب بالصف الثانى الثانوى فى مدرسة الأحمدية بطنطا، حيث قام بسب الرئيس محمد مرسى فى ورقة الإجابة، أثناء امتحان مادة الفلسفة من خلال كتابة عبارة: "مرسى خروف العيد والشرطة خرفان.. والإخوان خرفان وعبيد المرشد.. انتهت الأسئلة يا بلد".
تلك العبارة التى رأى أنه يجب على الجميع أن يقوموا بكتابتها فى كراسات الإجابة ردًا على ما يحدث حاليا من أحداث.
ويبدو أن كراسات الإجابات أصبحت هى وسيلة الطلاب لإيصال آرائهم للكبار فتجد أن الطلاب قد اكتسبوا جرأة كبيرة فى التعبير ولازلنا نذكر حادثة الطالب الذي رأى أن أسئلة مدرسه غير منطقية فما كان منه إلا أن كتب رأيه على الكراسة.
ولكن لم يقتصر الأمر على التعبير بالكتابة ليتحول الكلام إلى فعل والذي قامت به طالبة لم تتعد المرحلة الابتدائية، فتخلت عن الخوف لتواجه الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم بموقف محرج أثناء افتتاحه الأكاديمية المهنية للمعلمين، عندما قالت: "بعد إذنك يا عمو أنا هقول قصيدة عن الخرفان بس متزعلش"، وقامت بإلقاء قصيدة عن الخرفان والتي أنهتها بجملة "حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا مرسي".
تلك الأحداث التي تؤكد أن الثورة ربما كان لها أبلغ الأثر فى نفوس الشباب المصري ليؤكدوا لنا أن مرحلة التعبير عن الرأى لا تقتصر على الكبار فقط.
ولكن السؤال الحقيقي هو هل هؤلاء الطلاب مؤهلون للتعبير بشكل سليم عن احتجاجهم؟، وهل هناك وسيلة لتوجيه تلك الاحتجاجات لتكون بصورة متحضرة بدون تعدٍ؟.
