رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرد على العدوان الإسرائيلى الآن.. أو لن يكون!!

الرد على العدوان
الرد على العدوان الإسرائيلى الآن.. أو لن يكون!!

"لا يحتاج النظام السوري لإصدار أي بيان يؤكد فيه أن الرد على الغارات الإسرائيلية المتتابعة على أهداف مختلفة داخل سوريا سيكون في زمان ومكان مناسبين لهذا النظام".

"وإذا كان هذا النظام لم يستطع في أوقات بحبوحته أن يمتلك الزمان والمكان، فهل يستطيع الآن وهو في أضيق أوقاته ومنشغل في الدفاع عن بقايا سلطاته المتهاوية تحت ضربات قوى المعارضة التي تتمدد في مساحات مربعاته الأمنية؟".

كانت هذه مقدمة تعليق (بثه من لندن موقع ـ ميدل إيست) ـ بقلم "سعيد الشيخ".. حول الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا ويقول فى تعليقه: "إن الميوعة التي اتسم بها هذا النظام تاريخيًا بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ما عادت تجديه الآن والمعركة صارت في قلب دمشق.. صار الحريق في ثيابه الرسمية.. فماذا ينتظر لدرئها عن جسده؟".

ويضيف: "وفي أوج تغنيه بالممانعة والمقاومة، كنت أرى بصمت أن هذا النظام على عكس ذلك.. أراه يشكل عبئا على قوى المقاومة العربية ومنها الفلسطينية واللبنانية.. والمسألة ما كانت تحتاج إلى شرح أو دليل طالما مرتفعات الجولان المحتلة ظلت تتسم بسكون نادر قلما نراه في أي بقعة من العالم".

"وها نحن نشهد بواقع ملموس كيف أن هذا العبء يترجم الآن بتغيير حزب الله لجبهته من الجنوب إلى الشمال.. لقد استطاع النظام السوري بسبب هزائمه تحويل المقاومة اللبنانية الشريفة إلى أداة بيده لمحاربة قوى المعارضة السورية".

ويواصل الكاتب: "ومهما حاول السيد حسن نصر الله تبرير تدخل حزبه في الاقتتال السوري الأهلي، فإن هذه التبريرات لا شأن لها بإستراتيجية أو تكتيك تتبعه المقاومة.. إن الأمر هو غوص في وحول الحرب الأهلية كما أراد لها رعاة الحروب تحت مسمى "الربيع العربي".

لا وقت لبيانات يصدرها النظام السورى تفسر وتشرح طبيعة الغارات الإسرائيلية، فالطبيعة العدوانية الإسرائيلية منذ نشأة الكيان الصهيوني قالت وتقول عن بربرية هذا الكيان العنصري ما يكفي.

"فلا حاجة أن يخرج فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ليعيد على مسامعنا "أن الهجوم الإسرائيلي هو إعلان حرب من قبل إسرائيل" وكأن إسرائيل لم تكن كذلك منذ مايو 1948.

ويضيف المقداد: أن العدوان "يدخل ضمن التحالف الإسرائيلي مع القوى الإرهابية التكفيرية".. ويتساءل الكاتب: "هل من جديد يضيفه خطاب المقداد عن رؤية النظام السوري لطبيعة الصراع الدائر في سوريا، ليعود بعد عدة ساعات وزير الإعلام عمران الزعبي وفي عملية اجترار كلامي ليكرر ما قاله المقداد ويطالب المجتمع الدولي بأن يعي ذلك؟!!".

ويمضى الكاتب: "إن المجتمع الدولي المعني بأمن إسرائيل لا يحتاج إلى الرؤية السورية ليعيها، ولو أشعل النظام السوري أصابعه العشرة من أجل إسرائيل.. ولكن نحن الذين أيّدنا خيار المقاومة وراهنّا على جيش سوريا في صراعنا مع العدو نحتاج أن نعي حقيقة خياراتنا، وأن نلمس القليل من فعل هذا النظام لتعزيز المقاومة في ترجمة معانيها على أرض الواقع.. ولنجد ما يمكن أن يبرر استمرارنا في تأييد هذا النظام".

ويرى الكاتب فى ختام تعليقه: "أن أول فعل ننتظره أن يتصرف النظام السورى بخياراته الوطنية والقومية وعملا بشعارات المقاومة وليس بخياراته السلطوية".. "وإن اعتقدت قوى المعارضة السورية أن التدخل الإسرائيلي هو انتصار لها، فذلك سيكون مقتلها.. إذ أن هذا الوقت هو محك أيضًا لوطنيتها خاصة أنها متهمة بولائها للخارج ولا مبرر لها بالتقاعس والتخاذل وهي تمتلك من السلاح الذي كسبته من النظام وما تلقته من الخارج مما يؤهلها للدفاع عن تراب الوطن السوري.. وليكن واضحًا لهذه القوى أن طريق الكرامة والحرية لا يفترقان حين مواجهة الاستبداد الداخلي والعدو الخارجي.

لا يمكن لسياسة العدم أن تستمر في سوريا.. فإن الرد على العدوان هو واجب كما ذكر وزير الإعلام، فهل يقوم النظام بواجبه الوطني كما يفعل عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن سلطته؟.. إذن فلتكن كل الاحتمالات مفتوحة على ما يجعل العدو الإسرائيلي يندم على دخوله الجحيم السوري!!".

تصفح جريدة الدستور اليوم الاثنين6/5/2013 بصيغة pdf