بالفيديو والصور..حرق دمية المندوب السامي احتفالاً بشم النسيم ببورسعيد
تستعد مدينة بورسعيد للإحتفال بعيد شم النسيم على طريقتها الخاصة ، وينتظر الأهالى حفل حرق الدمية المصنوعة من القماش، تمثل شخصية ظالمة مستبدة، وكان أول شخصية تم تجسيدها فى بورسعيد هى الجنرال أدموند للنبى الذى أوفدته بريطانيا عقب ثورة 1919 كمندوبا ساميا لها بمصر، وظل فيها لمدة ست سنوات عرف خلالها ببطشه بالمصريين وكانت سمعته تسبقه بما فعله مع اهل الشام وشيوخ القدس عندما كان قائدا لحملة بلاده هناك ..
ومن هذا المنطلق تولد كره اهل منطقة القناه للجنرال البريطانى وفى بورسعيد اعتادوا حرق دمية مصنوعة من القماش تمثل اللنبى فى يوم شم النسيم تعبيرا عن ظلمه وتنكيله بالمصريين ..
ويقول المؤرخ البورسعيدى ضياء الدين القاضي، إن الفراعنة كانوا يحتفلون بشم النسيم وكان المصريون يأكلون – الفسيخ - فى هذا اليوم تقديسا لنهر نيلهم الذى منحهم الحياه كما يعتقدون ..ويتفاءلون بالبيض الملون رمز التجديد فى الحياه ويقبلون على - شم البصل الاخضر - وهو مشقق لطرد الارواح الشريرة من اجسامهم ويجمعون الخص تقربا لألهتهم وفقا لمعتقداتهم ..
وقال القاضى إن المصريين توارثوا هذه العادات على مر العصور حتى وصلت إلى بورسعيد مع بدء حفر قناة السويس فى 25 ابريل 1859 ..
وعندما القى اللورد اللنبى القبض على سعد زغلول عقب اندلاع ثورة 1919 وقرر نفيه وآخرين للخارج عن طريق ميناء بورسعيد ، خرج اهل المدينة لوداعه ، فمنعهم بوليس المحافظة بأوامر من اللنبى ، ولكن اصر الثوار البورسعيديون على العبور من الحصار بقيادة - الشيخ يوسف ابو العيلة ، امام الجامع التوفيقى والقمص ديمترى يوسف راعى كنيسة العذراء - واشتبكوا مع الانجليز وبوليس القناه وسقط يومها 7 شهداء ومئات من المصابين وكان ذلك يوم الجمعة 21 مارس 1919 ..
ويكمل القاضى : اعقب تلك الاحداث موسم الخماسين فربط اهل المدينة احداث العنف بالعادة اليونانية فصنعوا دمية كبيرة من القش حاولوا ان تكون قريبة الشبه من اللنبى ، وحاولوا حرقها واعترضهم الانجليز فعادوا فجر اليوم التالى ، وحرقوها بشارع محمد على ..
وأصبحت عادة سنوية ، تطورت من حرق اللنبى الى حرق دمية لكل طاغية على مدار العام ، ولكن ربما تختلف - هذا العام - أشكال وصفة الدمى الخشبية ، وقال الفنان – محسن خضير – صانع الدمى - ومن آل خضير البورسعيدى ، وهو إسم العائلة المعروفة دوليا فى مجال الخط العربى ، أن مسرح الدمى هذا العام سيكون بلا تشخيص لأسماء بعينها ، وسوف يترك للبورسعيدية توصيف وتشخيص الدمى ، كيفما تصوروا ، ولكن سيكون الطابع الغالب على المسرح هو الحداد لفقد 48 شهيد بورسعيدى أثناء أحداثها الأخيرة ، وسيكون ذلك بالتعبير عن الحزن فى وضع شارة سوداء على الدمى التى ترتدى كلها ملابس جديدة ، حتى يمتزج الحزن بالأمل فى مستقبل أفضل للمدينة – على حد وصفه ..
وأشار إلى أن المسرح الآن يتم تجهيزه وسيتم وضع الدمى به الأحد المقبل ، معربا عن أمله فى فك حالة الإحتقان بالشارع المصرى فى كل المحافظات ، وأن يتجمع المصريون كلهم بمختلف اتجاهاتهم السياسية على حب مصر ، التى تنتظر منا جميع الكثير ، حتى تتبوأ مكانتها التى تستحقها على المستويين الإقليمى والدولى ..
شاهد الفيديو
تصفح جريدة الدستور اليوم الأحد 28/4/2013بصيغة pdf