رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تكريم الأم فى عيدها ….و تحية لأمهات الشهداء


■ اليوم له أهمية خاصة لدى كل امرأة مصرية سواء كانت أما أو جدة أو ابنة، نحتفل فى مصر بعيد الأم الذى يحاول بعض الدعاة المتشددين أن يسلبونا إياه، وأن يمنعوا عن الأم التى ذكرها الدين الإسلامى وأعلى من شأنها وأوصى بها خيرا، فإذا بأحد الدعاة

المتشدقين بالدين والذين ظهروا علينا فى الآونة الأخيرة من كل حدب وصوب ليحقروا من شأن المرأة حتى لو كانت هى الأم التى أوصى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بحسن صحابتها دونا عن سائر الناس، فالحديث الشريف يقول إن رجلا جاء إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام يسأله» يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى فقال له: أمك، فقال له: ثم من؟ فقال: أمك، فقال: ثم من؟ قال أمك، فقال له: ثم من؟ قال: أبوك»، وفى الآية الكريمة قول الله تعالى: «فإما يبلغن عندك الكبر فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريمًا».

■ هذا هو ما جاء فى ديننا السمح الحنيف، وأتعجب مما ردده هذا الداعية والذى ندد بالاحتفال بعيد الأم، وهذا ما دعانى للعودة للحديث النبوى الشريف وللآية الكريمة حيث علينا فى هذه الأوقات العصيبة أن نستمسك بالأخلاق الحميدة وبالروابط الأسرية التى هى صمام أمان لاستمرار الشخصية المصرية التى عرفت الاستقرار وتكوين الأسرة واحترام المرأة، فعرفنا ملكات مثل الملكة تى الفرعونية والملكة حتشبسوت، والملكة نفرتيتى، وهذا فقط لأعود إلى أن وضع المرأة المصرية كان دائما فى قمة المجتمع ولم نشهد محاولات لتشويه المرأة والأم والفتاة، وكل صور العنف الموجهة ضدها مثلما رأينا منذ تولى فصيل سياسى واحد مقاليد السلطة فى مصر، إننى أدعو كل الأسر المصرية أن تكرم الأم وأن تقدم لها كل آيات الشكر والعرفان والتقدير والاحترام لما قدمته لأبنائها ولعائلاتها من عطاء ورعاية وخدمة دون أن تنتظر المقابل، وأنا فى هذا اليوم أحرص على أن أكون بصحبة أمى وأنحنى إجلالا وحبا لها، واحتراما لما قدمته لى كنموذج لأم مصرية أصيلة وحريصة على حسن تربية أبنائها، ودعمهم ورعايتهم فى كل مراحل حياتهم، فضلا عن أنها نموذج للمصرية المستنيرة التى تخدم مجتمعها، فهى رئيسة جمعية هدى شعراوى وهى أعرق وأول جمعية نسائية أنشئت عام 1923، حيث أسستها السيدة العظيمة هدى شعراوى رائدة تحرير المرأة فى مصر، لذلك فإننى أطالب كل إبن وابنة مصرية بأن يكرس بعضا من وقته فى هذا اليوم ليكون مع أمه أو ابيه أو أى سيدة قد تكون قد قدمت له رعاية فى الصغر، إن هذا اليوم ومن خلال حرصنا عليه فيه رسالة للمتطرفين الظلاميين أعداء الفرحة الإنسانية والحب وبهجة الأعياد وحقوق السيدات، وبالتالى الأمهات، ولكن فإننى اعتقد أن المصريين سيستمرون فى الاحتفال بهذا العيد فيكرموا أمهاتهم رغما عن أى دعاوى غير إنسانية نتعرض لها.

■ إن هذا العيد يعود إلى دعوة نبيلة أطلقها الكاتب والصحفى المصرى الراحل الكبير مصطفى أمين لأول مرة سنة 1943، ثم بدأ الاحتفال به فى 21 مارس سنة 1956، ولقيت ترحيبا من كل الأوساط المصرية، وأعتقد أن المصريين الذين رسموا على المعابد الفرعونية على جدران المعابد لوحات تجسد الأمومة وأهميتها فى مصر القديمة، والذين بدأو الاحتفال سنة 1956 وحتى اليوم سيستمرون فى اعتبار هذا اليوم عيدا لتكريم الأمهات، وكل عام وأمى وكل الأمهات المصريات بكل خير، وتحية لأمهات الشهداء اللاتى يستحقون منا التقدير والسؤال عنهم فى هذا اليوم الذى يحمل أنبل رسالة للانسانية