حكاية يوما كتبه التاريخ.. 16 مارس يوم المرأة المصرية
يعود بنا الزمن القريب إلي عام 1919 عندما خرجت 300 سيدة وآنسة مصرية في يوم 16 مارس من نفس العام يتظاهرن ضد الانجليز والاحتلال، ورفعن شعارات تندد بالاستعمار وتنادي بسقوطه، وهو اليوم الذي سقطت فيه أول شهيدة للحركة النسائية في مصر وهي السيدة (حميدة خليل) التي أصابتها رصاصة غادرة فسقطت في بحر دمائها أمام مسجد الإمام الحسين.
وبعد أقل من 48 ساعة خرجت (هدي شعراوي) تقود مسيرة ضخمة شاركت فيها زوجات السياسيين المصريين وطالبات مدرسة السنية الثانوية للبنات هن رافعات شعار الهلال مع الصليب تأكيدا للوحدة الوطنية التي تعتنقها مصر حكومة وشعباً، وكذلك تلك المسيرة تندد أيضا بالاحتلال الانجليزي وتجمعن أمام (بيت الأمة) يهتفن للزعيم (سعد زغلول)، وعلي الرغم من أن القوات الاستعمارية قامت بتفريق المسيرة إلا أنهن قمن بمظاهرة أخري تعد أول مظاهرة نسائية في تاريخ مصر، بل في تاريخ الأمة العربية كلها، وطفن حول السفارات الأجنبية بمنطقة (جاردن سيتي) وهن يهتفن لزعيم الأمة مطالبات بعودته إلي مصر وبالحرية والاستقلال لها.
وفي 16 مارس عام 1923 دعت السيدة هدي شعراوي لتأسيس أول اتحاد نسائي مصري وكان علي رأس مطالبه عند تأسيسه رفع مستوي المرأة لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية للرجل من ناحية القوانين وضرورة حصول المصريات علي حق التعليم العام الثانوي والجامعي، وحق طرفي الزواج في التعارف قبل التعاقد، وكانت العادات والتقاليد تمنع كل ذلك آنذاك، وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج وتعدد الزوجات ومحاربة الخرافات. وفي 16 مارس من عام 1956 حصلت المرأة المصرية علي حق الانتخاب والترشيح وهو أحد المطالب التي ناضلت المرأة المصرية من أجلها وهي التي تحققت بفعل دستور 1956.
وسيسجل التاريخ بحروف من نور وفخار أن اختيار مسيرة نضال المرأة المصرية وهو الذي توجه بإكليل الغار يوم 16 مارس ليكون عيداً وطنياً لها باعتبارها مشاركة في صناعة الحضارة والتاريخ وتقديرا لدورها الرائد والرائع في كل مجالات الحياة العلمية والعملية والاجتماعية.
