رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نساء مصر ويوم المرأة العالمى


■ تأخذ مشاركة نساء مصر فى يوم المرأة العالمى هذا العام منحنى مختلفًا حيث تواجه المرأة المصرية هجمة شرسة عليها لتحجيم دورها واستبعادها من المشاركة السياسية ومن حقوقها فى الدستور بل وتراجع دورها فى مختلف مجالات الحياة،

مما سيكون له أبلغ الأثر فى الحركة النسائية فى المرحلة المقبلة، ولأن يوم المرأة العالمى يعد رمزًا لنضال المرأة فى كل أنحاء العالم ومناسبة لاستكمال حقوقها وتذكير الضمير العالمى بالظلم الذى مازال يقع عليها، فإنه سيعكس هذا العام مطالب المرأة المصرية فى المساواة ودولة القانون للجميع، وستشارك مختلف الحركات النسائية والمنظمات والإئتلافات يوم 8 مارس فى مسيرة سلمية حاشدة بمطالبهن، بدءًا من ميدان طلعت حرب ووصولاً إلى دار القضاء العالى، ليؤكدن أن حقوق النساء ليست مجالاً للمساومة أو التخلف أو التجاهل، وأن ما بادرت به المرأة المصرية من تضحية وعطاء ومشاركة عن حق لن يتوقف ولن يتراجع، وأن مصر ستظل دائمًا فى الطليعة بالنسبة لنضال المرأة من أجل الحرية، ومن بين ما جاء فى بيان المسيرة التالى:

■ «أعلنت نساء الثورة المقاطعة للانتخابات فى ضوء اختفاء أى ضمانات حقيقية للنزاهة، ورفض عن عمد تمكينهن من التمثيل داخل البرلمان، وصعدت النساء من الحركة الاحتجاجية فى المحلة وبورسعيد والمنصورة وغيرها، ولا يمكن أن نتغافل عن استهداف النساء والفتيات بهجمات من العنف الجنسى المنظم والتى إلى الآن لا نرى بادرة جادة للتحقيق فيها».

■ واتخذت المسيرة لها عنوانًا ليتذكر الوطن دورهن وهو «نساء مع الثورة»، كما أن يوم المرأة العالمى يأتى فى ظل تصاعد أحداث العنف وتردى الأوضاع فى مصر وفى ظل مخاوف مشروعة من استلاب مكتسبات ناضلت من أجلها المرأة المصرية منذ بداية القرن الماضى، إلا إن المرأة الآن تواجه أسوأ مما واجهته جدتها أثناء ثورة 1919 حيث إن الثورة كانت من أجل حرية الوطن من المحتل الأجنبى، أما اليوم فهى ثورة من أجل الحرية من فصيل سياسى من داخل الوطن، وإذا ما عدنا بالذاكرة سنجد أن يوم المرأة العالمى الذى تحتفل به نساء الأرض غداً من أجل المطالبة بحقوق المرأة، ورفع الظلم عنها، وتقييم الأوضاع فى كل بلد ما تم منها وما هو مطلوب إنجازه لها.

■ هو أيضًا يوم يذكرنا بنضال بدأ منذ القرن الـ19 وبالتحديد عام 1857 حينما خرجت آلاف النساء من العاملات فى مدينة نيويورك فى تظاهرات احتجاجية فى الشوارع على الظروف اللاإنسانية فى العمل بالنسبة للنساء، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة عنيفة لتفريق المتظاهرين عام 1857، إلا أن المسيرة نجحت فى دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، كما تم تشكيل أول نقابة لعاملات النسيج فى أمريكا بعد عامين، وفى 8 مارس عام 1908، خرجت آلاف أخرى من عاملات النسيج فى مدينة نيويورك فى تظاهرات نسائية تحت شعار «خبز وورود» للمطالبة بالعديد من الحقوق مثل وقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع ومثل ذلك بداية حركة نسائية متحمسة فى الولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد انضمام الطبقة المتوسطة للمطالبة بالمساواة والعدالة والحقوق السياسية وأولها حق الانتخاب، ثم بدأ الاحتفال عام 1909 وساهمت النساء الأمريكيات فى دفع الدول الأوروبية ليصبح يوم 8 مارس يوم المرأة العالمى وذلك فى مؤتمر كوبنهاجن بالدانمارك والذى شاركت فيه مندوبات من 17 دولة، وللحديث عن نضال المرأة بقية