رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على نص شهادة "بكالوريوس الطب" في القرن الـ ١٩

جريدة الدستور

نشر الدكتور" خالد فهمي" أستاذ ورئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية٬ وثيقة تاريخية لشهادة تخرج من مدرسة الطب البشري المصرية "قصر العيني"عام ١٨٦٨.

الشهادة باسم شيبان الخازن، من بلدة عجلتون بجبل لبنان٬ وكانت المدرسة تعطي منحة مجانية للدراسة بها لعدد من الطلاب الشوام كل عام.

وفي نص الشهادة جاء : "معلم الجراحة العامة: محمد أفندي فوزي، صاغ٬ معلم التشريح: حسن افندي عبد الرحمان، بكباشي٬ معلم الفسيولوجيا: حسن بك هاشم٬ معلم فن الرمد والإكلينيك الرمدي: حسن بك عوف، رئيس المدرسة الطبية ومعلم فن الجراحة والإكلينيك الجراحي: محمد علي بك٬ معلم الباتولوجيا العامة: مصطفى أحمدي أبو زيد، يوزباشي٬ معلم قانون الصحة: عبد الرحمن أفندي الهراوي، بكباشي٬ معلم المادة الطبية: بدوي أفندي سالم، صاغ٬ معلم فن العلاج: محمد أفندي بدر، صاغ٬ معلم الطب الشرعي: محمد أفندي عبد السميع، قائمقام٬ معلم الجراحة الصغرى وفن التعصيب: محمد فوزي أفندي، صاغ، معلم الكيمياء والطبيعة: صالح أفندي علي، صاغ٬ معلم التاريخ الطبيعي: أحمد أفندي نده، بيكباشي".

وجاء في صورة الشهادة المعطية إلى "شيبان الخازن": "نحن الواضعين أسماءنا وأختامنا أدناه من رئيس المدرسة الطبية ومعلميها في محروسة القاهرة، نقر ونعترف أن شيبان أفندي ابن نور الخازن من بلدة عجلتون من جبل لبنان من أعمال القطر الشامي٬ قد دخل في المدرسة المذكورة، في ٣ كيهك سنة ١٥٨٠، وتعلم فيها العلوم الطبية إحساناً من المراحم الخديوية والشمائل الداورية. ومن وقت دخوله قُيد في الرتبة الخامسة وهي رتبة المبتدئين، فدرس في السنة الأولى علم الكيمياء، والطبيعة، وعلم الموجودات الطبيعية، أي المعادن والحيوانات والنباتات، وتشريح العظام والمفاصل، والجراحة الصغرى، وفن التعصيب وفي آخر السنة الأولى حصّل امتحانه، وأجاب الأجوبة الكافية في العلوم المذكورة. وحيث أن ما درسه الأفندي المذكور من العلوم فهو موزع٬ على الفرقة الخامسة والرابعة وأنه أحسن الأجوبة في هذا الامتحان في علوم الفرقتين حتى تعجب الحاضرون، فاتفق رأي أرباب الامتحان على نقله إلى الفرقة الثالثة مجازاةً لاجتهاده في تحصيل علوم الفرقة الرابعة أثناء ما كان في الفرقة الخامسة. فدرس في السنة الثانية علم التشريح، والفيسيولوجيا، أي علم منافع الأعضاء، والجراحة العامة، والباتولوجيا العامة، وفي آخر السنة الثانية حصّل امتحانه في تلك العلوم، وأجاب الأجوبة الفائقة، وارتقى إلى الفرقة الثانية، فدرس في السنة الثانية جراحة الأنسجة، والعمليات الجراحية العامة، وقانون الصحة، والمادة الطبية، وفن العلاج، وقسم من الأمراض الباطنية".

وفي آخر السنة الثالثة حصّل امتحانه في تلك العلوم، فأجاب أجوبة جيدة، وارتقى إلى الفرقة الأولى٬ في السنة الرابعة من الدراسة، فدرس فيها جراحة الأقسام، والعمليات الجراحية الكبرى، وبقيت [أي بقية] الأمراض الباطنية، وفن الكحالة، أي علم أمراض العين وعملياتها، والطب الشرعي. وفي هذه السنة الأخيرة صار امتحانه، يوم الاثنين الموافق سبعة كيهك سنة ١٥٨٤، فأجاب الأجوبة السديدة عنما [أي عن ما] سئل عنه في العلوم حتى تعجبو الحاضرون من فطانته وذكاء عقله وأقروا له بجودة المعارف.ثم أن الأفندي المومئ إليه أتقن هذه العلوم باللغة العربية والفرنساوية، وكان قدوة حسنة بين معاصريه من التلامذة في تهذب الأخلاق وحسن السلوك، والمواظبة الفايقة على استحصال العلوم المذكورة آنفا، وأنه قد قَرَنَ العلمَ بالعملِ، حيث كان مواظباً على مساعدة معلميه في معالجة الأمراض على اختلاف أنواعها في الاسبتالية العمومية، متلقيا بالرغبة والنشاط فوائد الدروس السريرية، أي تشخيص الأمراض، مجربا له بنفسه، وقد أجرى مراراً أشهر عمليات الجراحة والرمد، من بتر، واستخراج حصياة [أي حصيات]، واستئصال أورام باطنة وظاهرة، وعمليات قدح، وحدقات صناعية، وغير ذلك من العمليات العديدة التي تستدعيها الأمراض المختلفة. فطال ما امتاز بحسن السيرة والاستقامة والسهر على اقتباس العلوم المذكورة، والحرص على صحة المرضى الذين كان يداويهم مدة إقامته في الإسبتالية والمدرسة الطبية".

وتتابع الشهادة:" فبعناية ولى النعم تحصّل على الطب علماً وعملاً، فلا شك أنه صار طبيبا ماهراً، مجرباً، متضلعاً على دقائق وشواهد هذا الفن، يصح الاعتماد عليه في كل رأي وعمل يتعلقان بصناعته، جعله الله نافعاً للأنام. ولذا حق الآن علينا أن نشهد بفضله وأن نجيزه بالعمل والتعليم بالعلوم السابق ذكرها حيث أقام واستقر، بدون معارضة من أحد كان ما كان. وبناء على ذلك سلمناه هذه الشهادة لتكون بيده سنداً لدى الاقتضاء، وتلك الشهادة ممهورة بختوم من ذُكر أعلاه".